من اراء معاصريه
1- جابر الأنصاري:
وكان الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الأنصاري منقطعاً لأهل البيت (عليهم السلام) ومن الموالين لهم، وقد أعرب عن إعجابه البالغ بالإمام (عليه السلام) قائلاً:
(ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين..)(1).
حقاً لم ير في أولاد الأنبياء مثل الإمام علي بن الحسين في تقواه وورعه، وشدة إنابته إلى الله، كما لم يبتل منهم بمثل ما ابتلي به فقد داهمته المحن والخطوب في أكثر أيام حياته.
2- عبد الله بن عباس:
كان عبد الله بن عباس على جلالة شأنه وتقدمه في السن يجل الإمام زين العابدين وينحني خضوعاً وتكريماً له، فإذا رآه قام تعظيماً، ورفع صوته قائلاً: مرحباً بالحبيب الحبيب(2).
3- الزهري:
كان محمد بن مسلم القرشي الزهري الفقيه أحد الأئمة الأعلام، وعالم الحجاز والشام(3) ممن أخلص للإمام (عليه السلام) وهام بحبه، وقد أدلى بمجموعة من الكلمات القيمة أعرب فيها عما يتصف به (عليه السلام) من القيم الكريمة والمثل العظيمة، وهذه بعض كلماته:
(أ) (ما رأيت هاشمياً مثل علي بن الحسين..)(4).
(ب) (ما رأيت قرشياً أورع، ولا أفضل منه..)(5).
(ج) (ما رأيت قرشياً أفضل من علي بن الحسين..) (6).
(د) (لم أدرك بالمدينة أفضل منه) (7).
(هـ) (لم أدرك في أهل البيت رجلاً كان أفضل من علي بن الحسين..)(8).
(و) (ما كان أكثر مجالستي من علي بن الحسين، ما رأيت أحداً أفقه منه) (9).
(ز) (كان علي بن الحسين أفضل أهل زمانه، وأحسنهم طاعة) (10).
(ح) (ينادي مناد في القيامة ليقم سيد العابدين في زمانه فيقوم علي بن الحسين..) (11)
أشار بذلك إلى الحديث النبوي المشهور: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين، فيقوم) (12).
(ط) (سئل الزهري عن أزهد الناس في الدنيا؟ فقال: علي بن الحسين) (13).
(ي) قال سفيان بن عيينة:
قلت للزهري: لقيت علي بن الحسين؟ قال: نعم لقيته، وما لقيت أحداً أفضل منه، والله ما علمت له صديقاً في السر، ولا عدواً في العلانية، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأني لم أر أحداً، وإن كان يحبه إلا وهو لشدة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلا وهو لشدة مداراته له يداريه..) (14).
ومن المؤكد أن الزهري لم يدل بهذه الكلمات إلا بعد اتصاله الوثيق بالإمام، ومعرفته التامة بما اتصف به من المثل العليا والقيم الكريمة، وقد بلغ من إعجابه به أنه إذا ذكره بكى وقال: زين العابدين(15).
الكريمة، وقد بلغ من إعجابه به أنه إذا ذكره بكى وقال: زين العابدين(15).
4- سعيد بن المسيب:
وكان سعيد بن المسيب من الفقهاء البارزين في يثرب، ويقول الرواة: إنه ليس من التابعين من هو أوسع علماً منه(16) وقد صحب الإمام زين العابدين ووقف على ورعه، وشدة تحرجه في الدين، وقد سجل ما رآه وبهر به من مثل الإمام بهذه الكلمات:
(أ) (ما رأيت أورع منه - أي من علي بن الحسين -..)(17).
(ب) (ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين، وما رأيته قط إلا مقت نفسي، ما رأيته ضاحكاً يوماً قط..) (18).
(ج) قال رجل لسعيد: ما رأيت أورع من فلان، فقال له سعيد: هل رأيت علي بن الحسين؟ قال: لا. قال: ما رأيت أورع منه..) (19).
(د) كان سعيد جالساً وإلى جانبه فتى من قريش فطلع الإمام زين العابدين فسأل القرشي سعيداً عنه، فأجابه سعيد:
(هذا سيد العابدين علي بن الحسين..) (20).
(هـ) (ما رأيت أودع وأورع من زين العابدين علي بن الحسين..) (21).
وألمّت هذه الكلمات التي أدلى بها هذا الفقيه ببعض صفات الإمام (عليه السلام)، من الورع والطاعة لله، والوداعة في سلوكه وسيرته مع الناس، وهي من أندر الصفات وأعزها وأعظمها عند الله.
5- زيد بن أسلم:
كان زيد بن أسلم في طليعة فقهاء المدينة، كما كان من المفسرين للقرآن الكريم(22) وقد اختص بالإمام زين العابدين (عليه السلام)،وبهر في فضله ورعه وتقواه وانطلق يعرب عن إعجابه البالغ بمثل الإمام وقيمه، وقد أدلى بعدة كلمات كان منها ما يلي:
(أ) (ما جالست في أهل القبة مثله - أي مثل علي بن الحسين -..)(23).
(ب) (ما رأيت مثل علي بن الحسين فيهم - أي في أهل البيت -..)(24).
(ج) (ما رأيت مثل علي بن الحسين فهماً حافظاً..) (25).
ومعنى ذلك أن الإمام أفضل مسلم، وأفضل هاشمي في عصره، كما أنه لم ير مثله في فهمه وسرعة إدراكه وحفظه، وهذا مما تؤكد عليه الشيعة من أن الإمام لابد أن يكون أفضل أهل عصره في عبقرياته ومواهبه.
6- حماد بن زيد:
أما حماد بن زيد الجهضي فهو من أبرز فقهاء البصرة، وكان من أئمة المسلمين(26) وقد اتصل بالإمام زين العابدين (عليه السلام)، وراح يبدي إعجابه بمثله قائلاً:
(كان علي بن الحسين أفضل هاشمي أدركته..) (27).
لقد امتاز الإمام على جميع الهاشميين في عصره بسموّ آدابه وأخلاقه وكماله.
7- يحيى بن سعيد:
أما يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني فكان من كبار التابعين، ومن أفاضل الفقهاء والعلماء(28) وقد صحب الإمام وعرف فضله، وأدلى بحقه هذه الكلمة القيمة:
(سمعت علي بن الحسين وكان أفضل هاشمي رأيته..) (29).
لقد ساد الإمام (عليه السلام) جميع الهاشميين بإيمانه وتقواه وغزارة علمه وفضله.
8- مالك:
قال مالك: (لم يك في أهل البيت مثل علي بن الحسين..) (30).
9- أبو بكر بن البرقي:
قال مالك: (لم يك في أهل البيت مثل علي بن الحسين..) (30).
9- أبو بكر بن البرقي:
قال أبو بكر بن البرقي: (كان علي بن الحسين أفضل زمانه..) (31).
لقد كان الإمام أفضل أهل زمانه بعلمه وتقواه وطاعته لله، وليس أحد في عصره من يضارعه في كماله وسموّ ذاته.
10- أبو زرعة:
قال أبو زرعة: (ما رأيت أحداً كان أفقه منه - أي من علي بن الحسين -)(32).
11- أبو حازم:
قال أبو حازم: (ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين) (33) وقال أيضاً: (ما رأيت أفقه من علي بن الحسين) (34).
12- أبو حاتم الأعرج:
قال أبو حاتم الأعرج: (ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين) (35).
13- أبو حمزة الثمالي:
قال ثابت بن أبي صفية:
المشهور بأبي حمزة الثقة المأمون (ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن الحسين إلا ما بلغني من علي بن أبي طالب) (36) وقال مرة أخرى: (ما سمعت بأحد قط كان أزهد من علي بن الحسين إذا تكلم في الزهد ووعظ أبكى من بحضرته..) (37).
14- الإمام الصادق:
قال حفيده الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من ولده - أي ولد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)- ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً في لباسه وفقهه من علي بن الحسين (عليه السلام) (38)، لقد كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) أشبه الناس بجده الإمام أمير المؤمنين في عبادته وعلمه وسائر مواهبه، فقد أن صوره لذلك العملاق العظيم الذي أضاء سماء الدنيا بعلومه ومعارفه.
15- عمر بن عبد العزيز:
وكان عمر بن عبد العزيز ممن يقيم الإمام زين العابدين (عليه السلام) ويعرف سمو مكانته وقد التقى (عليه السلام) به فلما انصرف من عنده التفت عمر إلى أصحابه قائلاً:
(من أشرف الناس؟).
فانبرى المرتزقة من أصحابه قائلين:
(أنتم..).
فصارحهم بالحقيقة قائلاً:
(كلا إن أشرف لناس هذا القائم - يعني الإمام زين العابدين - من عندي، من أحب الناس أن يكونوا منه، ولم يحب أن يكون من أحد..)(39).
ومعنى ذلك أن الإمام (عليه السلام) قد بلغ من الشريف منزلة لم يبلغها أحد من الناس على اختلاف طبقاتهم، فقد أحبوا أن يكونوا لهم صلة أو اتصال به وذلك لسمو منزلته ومكانته الاجتماعية في حين أنه لا يرغب ولا يحب أن يكون من أحد لأنه دون منزلته وبلغ من إكبار عمر للإمام أنه لما بلغه وفاته ابنه بهذه الكلمة القيمة:
(ذهب سراج الدنيا، وجمال الإٍسلام، وزين العابدين..)(40).
16- يزيد بن معاوية:
ولم يقتصر الاعتراف بالفضل للإمام زين العابدين على شيعته، وإنما تعدى إلى أعدائه ومبغضيه، فهذا يزيد بن معاوية الذي هو من ألد أعداء أهل البيت (عليهم السلام) قد اعترف بمواهبه وعبقرياته وذلك حينما ألح عليه أهل الشام في أن يخطب الإمام، فأبدى الطاغية مخاوفه منه قائلاًً:
(إنه من أهل بيت زقوا العلم زقاً إنه لا ينزل إلا بفضيحتي، وفضيحة آل أبي سفيان..).
وقد أعرب بذلك عن مقدرات الإمام العلمية ومواهبه الخطابية، وأنه يملك من قوة البيان وروعة الاستدلال ما يستطيع به أن يغير الموقف في غير صالح حكومته.
17- عبد الملك بن مروان:
وهذا عدو آخر من أعداء أهل البيت وهو عبد الملك بن مروان قد اعترف بفضل الإمام وذلك حينما التقى به، ورأى ذبوله من كثرة العبادة فقال له منبهراً:
(لقد بان عليك الاجتهاد، ولقد سبق لك من الله الحسنة، وأنت بضعة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قريب النسب، وكيد السبب، وانك لذو فضل عظيم على أهل بيتك وعصرك، ولقد أوتيت من الفضل والعلم، والدين والورع ما لم يؤت أحد مثلك، ولا قبلك إلا من مضى من سلفك...)(41).
18- منصور الدوانيقي:
وثمة عدو آخر لأهل البيت (عليهم السلام) قد أشاد بفضل الإمام (عليه السلام) وهو المنصور الدوانيقي، فقد قال في رسالته التي بثا إلى ذي النفس الزكية، ولم يولد فيكم. أي العلويين - بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) مولود مثله - أي مثل زين العابدين(42).
19- الفرزدق:
وكان الفرزدق شاعر العرب الأكبر ممن غمرته قيم الإمام زين العابدين (عليه السلام) وآمن بسمو ذاته وقداسته، وقد انبرى في رائعته الخالدة التي ارتجلها للإشادة بمواهب الإمام وسائر نزعاته وصفاته، وذلك حينما أنكر الطاغية هشام معرفته أمام أهل الشام لئلا يفتتنوا بمعرفته، فعرفه الفرزدق لهم بقوله:
لقد كان الإمام أعظم صورة رآها الفرزدق في دنيا الشرف والفضائل فهام بحبه والولاء له، وسنذكر تمام هذه القصيدة في البحوث الآتية.
20- الحميري:
اما السيد الحميري فقد وقف مواهبه لأهل البيت الذين هم معدن الرحمة والفضيلة في الأرض، فلم يترك مأثرة من مآثرهم، ولا فضيلة من فضائلهم إلا نظمها في البديع من شعره، وقد مدح الإمام زين العابدين (عليه السلام) بهذا البيت:
قال ابن شهاب:
(ما رأيت قرشياً أفضل من علي بن الحسين)(44).
22- قال ابن زيد:
كان أبي يقول: ما رأيت مثل علي بن الحسين أعظم قط(45).
هؤلاء بعض المعاصرين للإمام (عليه السلام) بما فيهم من محبين ومبغضين له قد أجمعوا على أن الإمام صرح من صروح التقوى والعلم في الإسلام.
آراء المؤرخين
أما المؤرخون على اختلاف أفكارهم وميولهم فقد اتفقوا على تبجيل الإمام (عليه السلام) وتعظيمه وأنه قد أوتي من المواهب والعبقريات ما رفعته إلى قمة الشرف التي انتهى إليها العظماء من آبائه، وفيما يلي بعض ما قالوه:
1- ابن عساكر:
قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر في ترجمة الإمام (عليه السلام)كان علي بن الحسين ثقة مأموناً، كثير الحديث، عالياً رفيعاً ورعاً..)(46)
لقد اتفق ابن عساكر مع ابن سعد في إضفاء هذه الصفات الرفيعة على الإمام (عليه السلام).
3- ابن حجر العسقلاني:
قال ابن حجر العسقلاني: (علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين، ثقة ثبت، عابد، فقيه، فاضل، مشهور، قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل منه)(47).
4- ابن حجر الهيثمي:
قال شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي:
(وزين العابدين هذا هو الذي خلف أباه علماً وزهداً وعبادة.. وأضاف يقول: وكان زين العابدين عظيم التجاوز والعفو والصفح..)(48)
لقد كان زين العابدين قد خلف أباه وورث أعز صفاته من العلم والزهد والعبادة مضافاً إلى ما كان يتمتع به من عظيم التجاوز والعفو عمن أساء إليه.
5- قال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي:
(كانت له - أي لزين العابدين - جلالة عجيبة وحق له، والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله..)(49).
لقد اعترف الذهبي بالواقع المشرق الذي تمتع به الإمام (عليه السلام)، وأنه أهل للإمامة العظمى وللقيادة الروحية والزمنية لهذه الأمة، وهي من أسمى المراتب وأهمها في الإسلام.
6- أبو الفتح:
قال أبو الفتح بن صدقة: (الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين المعروف بزين العابدين، وهو أحد الأئمة الاثني عشر، ومن سادات التابعين..)(50).
7- أبو نعيم:
قال الحافظ أبو نعيم: (علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) زين العابدين، ومنار القانتين، كان عابداً وفياً، وجواداً حفياً..)(51).
لقد تحدث أبو نعيم عن بعض الصفات الماثلة في الإمام من العبادة والوفاء والسخاء.
8- اليعقوبي:
قال أحمد بن أبي يعقوب: (كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل الناس، وأشدهم عبادة، وكان يسمى زين العابدين، وكان يسمى أيضاً ذا الثفنات، لما كان في وجهه من أثر السجود..)(52).
لقد كان الإمام زين العابدين من أفضل الناس، وأعظمهم شأناً، وأكثرهم عبادة وطاعة لله.
9- الواقدي:
قال الواقدي: (كان - أي زين العابدين - من أورع الناس، وأعبدهم وأتقاهم لله عز وجل، وكان إذا مشى لا يخطر بيده..)(53).
لقد نظر الواقدي إلى ورع الإمام وعبادته وتقواه وتواضعه، وهو بهذه الصفات كان من أفضل الناس، ومن أجلهم.
10- صفي الدين:
قال صفي الدين: (كان زين العابدين عظيم الهدى، والسمت الصالح، وقد أخرج الخطيب في جامعه عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن الهدى والسمت الصالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة..)(54).
11- النووي:
قال النووي: (وأجمعوا على جلالته - أي الإمام زين العابدين - في كل شيء..)(55).
لقد أجمع المسلمون على تعظيم الإمام وإكباره وذلك لما يتمتع به من الصفات الرفيعة التي هي موضع الاعتزاز والفخر لجميع المسلمين.
12- عماد الدين:
قال الداعي عماد الدين إدريس القرشي: (كان الإمام علي بن الحسين زين العابدين أفضل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأشرفهم بعد الحسن والحسين عليهم جميعاً الصلاة والسلام، وأكثرهم ورعاً وزهداًوعبادة)(56).
13- ابن عنبة:
قال النسابة الشهير بابن عنبة: (وفضائله - أي فضائل الإمام زين العابدين - أكثر من أن تحصى أو يحيط بها الوصف..)(57) إن مآثر الإمام زين العابدين وفضائله لا يحيط بها الوصف، ولا تحصى، فقد كانت مآثره امتداداً ذاتياً لسيرة آبائه الذين أضاءت هذه الدنيا بمآثرهم وفضائلهم.
14- الشيخ المفيد:
قال الشيخ المفيد: (كان علي بن الحسين أفضل خلق الله بعد أبيه علماً وعملاً وقد روى عنه فقهاء العامة من العلوم ما لا يحصى كثرة، وحفظ عنه من المواعظ والأدعية، وفضائل القران والحلال والحرام والمغازي والأيام ما هو مشهور بين العلماء...)(58).
لقد كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) ثروة من ثروات الفكر الإسلامي، فأشاع العلوم والمعارف في دنيا الإسلام، وقد روى عنه العلماء، والفقهاء أحكام الإسلام وآداب الشريعة وغير ذلك من مختلف الفنون.
15- الجاحظ:
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ:
(وأما علي بن الحسين فلم أر الخارجي في أمره إلا كالشيعي، ولم أر الشيعي إلا كالمعتزلي، ولم أر المعتزلي إلا كالعامي ولم أر العامي إلا كالخاصي، ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله، ويشك في تقديمه..)(59).
ومعنى ذلك أن المسلمين على اختلاف أفكارهم واتجاهاتهم قد أجمعوا على تعظيم الإمام والاعتراف له بالفضل، وإعلان المودة والولاء له.
16- الشراوي:
قال الشراوي: كان - أي الإمام زين العابدين - رضي الله عنه عابداً زاهداً، ورعاً، متواضعاً، حسن الأخلاق..)(60).
وهذه الصفات هي التي رفعت الإمام إلى قمة المجد، وجعلت الناس قد هاموا بحبه وبالإخلاص له.
17- القليوبي:
قال أحمد القليوبي الشافعي: (فضائله - أي فضائل الإمام - أكثر من أن تحصى، أو يحيط بها الوصف..)(61).
18- ابن تيمية:
وحتى ابن تيمية المنحرف عن أهل البيت والمعادي لهم قد اعترف بفضل الإمام وسمو منزلته ومكانته قال: (أما علي بن الحسين فمن كبار التابعين وساداتهم علماً وديناً.. وله من الخشوع وصدقة السر وغير ذلك من الفضائل ما هو معروف..)(62).
19- الشيخاني:
قال الشيخاني القادري: (سيدنا زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب اشتهرت أياديه ومكارمه، وطارت بالجو في الجود محاسنه عظيم القدر، رحب الساحة والصدر، وله الكرامات الظاهرة ما شوهد بالأعين الناظرة، وثبت بالآثار المتواترة..)(63).
لقد تحدثت الركبان عن فضائل الإمام زين العابدين ومآثره ومناقبه، واشتهر بين الناس مكارمه وفضائله، مضافاً لذلك ما منحه الله من الكرامات التي يمنحها المخلصين من عباده.
20- ابن خلكان:
قال ابن خلكان: (هو - أي الإمام زين العابدين - أحد الأئمة الاثني عشر، ومن سادات التابعين، قال الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل منه)(64).
21- ابن شدقم:
قال ابن شدقم: (الإمام الحبر، الزاهد علي بن الحسين زين العابدين..)(65).
22- المنوفى:
قال السيد محمود المنوفى: (كان زين العابدين عابداً، وفياً، وجواداً صفياً وكان إذا مشى لا تجاوز يده فخذه...)(66).
23- أبو الفتوح:
قال أبو الفتوح الحسيني: (كان الذكر الخلد، والاشتهار لعلي الأوسط زين العابدين الملقب بالسجاد.. وهو أول سبط(67) من أسباط الحسين ورابع معصوم على رأي الاثني عشرية، وزاهد على رأي غيرهم..)(68).
24- المناوي:
قال المناوي: (زين العابدين إمام سند اشتهرت أياديه، ومكارمه، وطارت بالجو في الوجود حمائمه، كان عظيم القدر، رحب الساحة والصدر، رأساً لجسد الرياسة، مؤملاً للإيالة(69) والسياسة..)(70).
إن الصفات العظيمة التي اتصف بها الإمام (عليه السلام) رشحته بإجماع المسلمين إلى الإمامة والقيادة العامة، وإدارة شؤون المسلمين، فليس في عصره من يدانيه أو يشابهه في نزعاته الخيرة وملكاته العظيمة.
25- محمد بن طلحة:
قال كمال الدين محمد بن طلحة القرشي الشافعي: (هذا زين العابدين، قدوة الزاهدين وسيد المتقين، وإمام المؤمنين، شيمته تشهد له أنه من سلالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمته يثب قربه من الله، وثفناته تسجل له كثرة صلاته وتهجده، وإعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها، درت له أخلاف التقوى فتفوقها وأشرقت له أنوار التأبيد فاهتدى بها، وألفته أوراد العبادة فآنس بصحبتها، وحالفته وظايف الطاعة فتحلى بحليتها، طالما اتخذ الليل مطية ركبها لقطع طريق الآخرة، وظمأ الهواجر دليله استرشد به في منارة المسافر، وله من الخوارق والكرامات ما شوهد بالأعين الباصرة، وثبت بالآثار المتواترة أنه من ملوك الآخرة..)(71).
26- محمد بن سعد:
قال محمد بن سعد: (كان - أي الإمام زين العابدين - ثقة مأموناً، كثير الحديث عاليا، رفيعا، ورعا..)(72).
27- السيد عباس:
قال السيد عباس الموسوي: (كان زين العابدين أحسن الناس وجهاً، وأطيبهم ريحا، وأكرمهم نفسا، وأعلاهم حسبا، وأعظمهم شرفا..)(73) .
28- السيد محسن:
قال السيد محسن الأمين العاملي: (كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل أهل زمانه، وعلمهم، وأفقههم، وأورعهم، وأعبدهم، وأكرمهم، وأحلمهم، وأصبرهم، وأفصحهم، وأحسنهم أخلاقا، وأكثرهم صدقة، وأرافهم بالفقراء، وأنصحهم للمسلمين، كان معظماً عند القريب والبعيد، والولي والعدو، حتى أن يزيد بن معاوية لما أمر أن يبايعه أهل المدينة على أنهم عبيد وخول لم يستثن من ذلك إلا علي بن الحسين فأمر أن يبايعه على أنه أخوه وابن عمه..)(74).
لقد اتصف الإمام (عليه السلام) بجميع الصفات العظيمة فما من فضيلة يمتاز بها الإنسان ويشرف بها إلا وهي من صفاته وفضائله فهو كما قيل:
قال شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري: (كان علي بن الحسين رحمه الله ثقة ورعا، مأمونا، كثير الحديث من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة..)(75).
30- الشافعي:
قال الإمام الشافعي: (إن علي بن الحسين أفقه أهل المدينة..)(76).
31- علي بن عيسى الأربلي:
قال أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي: (مناقب الإمام علي بن الحسن تكثر النجوم عدداً، ويجير واصفها إلى حيث لا مدى، وتلوح في سماء المناقب كالنجوم لمن بها اهتدى، وكيف لا وهو يفوق العالمين إذا عدت عليا وفاطمة والحسن والحسين ومحمدا، وهذا تقديم لسجع في الطبع فلا تكن مترددا، ومتى أعطيت الفكر حقه وحدت ما شئت فخارا وسؤددا، فإنه الإمام الرباني، والهيكل النوراني، بدل الأبدال، وزاهد الزهاد، وقطب الأقطاب وعابد العباد، ونور مشكاة الرسالة، ونقطة دايرة الإمامة، وابن الخيرتين، والكريم الطرفين، قرار القلب، وقرة العين علي ابن الحسين، وما أدراك ما علي بن الحسين؟!! الأواه الأواب، العامل بالسنة والكتاب الناطق بالصواب، ملازم المحراب، المؤثر على نفسه، المرتفع في درجات المعارف، فيومه يفوق على أمسه، المتفرد بمعارفه، الذي فضل الخلائق بتليده وطارفه، وحكم في الشرف فتسنم ذروته، وخطر في مطارفه، وأعجز بما حواه من طيب المولد، وكريم المحتد، وذكاء الأرومة، وطهارة الجرثومة، عجز عنه لسان واصفه، وتفرد في خلواه بمناجاته، فتعجبت الملائكة من مواقفه، وأجرى مواضعه خوف ربه، فأربى على هامي الصوب وواكفه(77) فانظر أيدك الله في أخباره، والمح بعين الاعتبار عجائب آثاره، وفكر في زهده وتعبده وخشوعه، وتهجده ودؤوبه في صلاته وأدعيته في أوقات مناجاته، واستمراره على ملازمة عبادته، وإيثاره وصدقاته، وعطاياه وصلاته، وتوسلاته التي تدل مع فصاحته وبلاغته على خشوعه لربه، وضراعته ووقوفه موقف العصاة مع شدة طاعته واعترافه بالذنوب على براءة ساحته، وبكائه ونحيبه، وخفوق قلبه من خشية الله، ووجيبه، وانتصابه، وقد أرخى الليل سدوله، وجر على الأرض ذيوله، مناجياً ربه تقدست أسماؤه، مخاطباً له تعالى، ملازما بابه عز وجل، مصورا نفسه بين يديه، معرضاً عن كل شيء، مقبلا عليه، قد انسلخ من الدنيا الدنية، وتعرى من الجثة البشرية، فجسمه ساجد في الثرى وروحه متعلقة بالملأ الأعلى، يتململ إذا مرت به آية من آيات الوعيد حتى كأنه المقصود بها، وهو عنها بعيد، تجد أمورا عجيبة وأحوالا غريبة، ونفساً من الله سبحانه قريبة، وتعلم يقيناً لا شك فيه ولا ارتياب، وتعرف معرفة من قد كشف له الحجاب، وتحت له الأبواب أن هذه الثمرة من تلك الشجرة، كما أن الواحد جزء من العشرة وإن هذه النطفة العذبة من ذلك المعين الكريم، وإن هذا الحديث من ذلك القديم، وإن هذه الدرة من ذلك البحر الزاهر، وان هذا النجم من ذلك القمر الباهر، وأن هذا الفرع النابت من ذلك الأصل الثابت، وأن هذه النتيجة من هذه المقدمة، وأن خليفة محمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة المكرمة المعظمة هذا أصله الطاهر...)(78).
وألم العلامة المحقق الأربلي بأبرز صفات الإمام (عليه السلام) التي هي من مواضع الاعتزاز والفخر لكل مسلم، لقد كانت صفاته المشرقة امتدادا ذاتيا لنزعات آبائه وصفاتهم التي غيروا بها مجرى تاريخ الإنسان فقد أضاءوا له الطريق، وأرشدوه إلى معالم الحق بعدما كان تائها في ميادين سحيقة من مجاهل هذه الحياة.
إن فضائل الإمام (عليه السلام) ومآثره لا يحيط بها الوصف ولا يستوفيها البيان، فهو فرع من شجرة النبوة، ودوحة الإمامة التي أودع الله فيها الكمال المطلق لتكون مناراً للحق في الأرض.
32- البستاني:
قال البستاني: (زين العابدين هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولكثرة عبادته لقلب بزين العابدين، ولقب أيضا بسيد العابدين، والزكي والأمين، وذي النفثات..)(79).
33- وجدي:
قال محمد فريد وجدي: (زين العابدين هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بزين العابدين، ويقال له علي الأًصغر، وليس للحسين بن علي عقب إلا من ولد زين العابدين.. هو أحد الأئمة الاثني عشر في مذهب الإمامية، كان من سادات التابعين ورؤسائهم..)(80).
34- آغا بزرك:
قال شيخ المحققين الشيخ محمد حسن الشهير بآغا بزرك الطهراني: (الإمام زين العابدين، وسيد الساجدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) رابع أئمة الشيعة الإمامية، الذي اتفق مؤرخو الإسلام على أنه من أشهر رجال التقوى، والزهد والعبادة..)(81).
34- ابن الجوزي:
قال ابن الجوزي: (هذا زين العابدين، وقدوة الزاهدين، وسيد المتقين، وإمام المؤمنين، شيمته تشهد له أنه من سلالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمته يثبت مقام قربه من الله زلفى، وثفناته تسجل ه كثرة صلاته وتهده، وإعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده..)(82).
36- تاج الدين:
قال تاج الدين بن محمد بن حمزة الحسيني نقيب حلب: (كان علي ابن الحسين سيد بني هاشم، وموضع علمهم، والمشار إليه منهم..)(83).
37- عارف تامر:
قال عارف تامر: (اشتهر - أي الإمام زين العابدين - بالزهد والعبادة ولم يك يوجد من يماثله في هذه الصفات، ولذلك لقب بزي العابدين والسجاد)(84).
38- الزركلي:
قال خير الدين الزركلي: (علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الهاشمي القرشي، أبو الحسن، الملقب بزين العابدين: رابع الأئمة الاثني عشر عند الامامية، وأحد من كان يضرب بهم المثل في الحلم والورع، يقال له (علي الأصغر) للتمييز يبنه وبين أخيه (علي الأكبر)..)(85).
39- أحمد محمود صبحي:
قال الدكتور أحمد محمود صبحي: (هذا هو علي بن الحسين، ورث إمامته من انتسابه إلى فاطمة الزهراء، ورسم للشيعة طريق الإمامة الروحية، وطبع التشيع بطابع الحزن المقيم، والبكاء المتصل على الحسين،وعكف على العبادة، فسمي بالسجاد، وكني بزين العابدين، وانتسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) والى كسرى فعرف بابن الخيرتين..)(86).
ولابد لنا من وقفة قصيرة مع الدكتور أحمد صبحي فيما أفاده، فقد ذكر أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قد ورث الإمامة من جهة انتسابه إلى جدته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين فإن ذلك لا واقع له لأن الإمامة ليست خاضعة لعملية المواريث، وإنما هي خاضعة للنص، وهي بيد الله تعالى فهو الذي يختار لهذا المنصب الرفيع من يشاء من عباده ممن تتوفر فيه النزعات الخيرة والصفات العظيمة وهذا هو ما تذهب إليه الشيعة وتدلل عليه في كتبهم الكلامية، كما أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) ليس هو الذي طبع التشيع بطابع الحزن على الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة، وإنما كانت رزية كربلاء التي تذوب من هولها القلوب هي التي طبعت التشيع بعالم الأسى والحزن، وكان الإمام زين العابدين في طليعة المتأثرين بها لأنه شاهد فصولها الحزينة.
4- أحمد فهمي:
قال الشيخ أحمد فهمي: (كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل أهل زمانه، وأعلمهم، وأفقههم، وأورعهم، وأعبدهم، وأكرمهم، وأحلمهم، وأفصحهم لسانا، وأكرمهم حسابا، يحدب على الفقراء ويعين الضعفاء..)(87).
41- حسين علي محفوظ:
قال الدكتور حسين علي محفوظ: (كان زين العابدين أفضل خلق الله - بعد أبيه - علماً وعملا، وكان اقرب أهل البيت (عليهم السلام) شبهاً بأمير المؤمنين في لباسه وفقهه وعبادته..)(88).
نقاط مهمة:
وحفلت كلمات الأعلام من المعاصرين للإمام، ومن المؤرخين بنقاط مهمة من بينها ما يلي:
أولا: - أن الإمام كان أفقه علماء عصره، وأكثرهم دراية وإحاطة بشؤون الشريعة وأحكام الدين.
ثانياً: - أنه أفضل هاشمي، بل وأفضل قرشي في عصره، وذلك لما يتمتع به من الصفات الكريمة، والمثل العليا التي قل أن تتوفر بعضها في أي إنسان عدا آبائه.
ثالثا: - أنه أفضل أهل زمانه، وأعلاهم شأنا ومكانة، وذلك لنسبه الرفيع، فهو ابن الخيرتين، مضافا إلى عبقرياته، ومواهبه العظيمة.
رابعا: - أنه من أزهد الناس، وأكثرهم إعراضا عن مباهج الحياة الدنيا وزينتها، فلم يحفل ولم يعن بها.
خامساً: - أنه من أورع الناس، ومن أكثرهم تقوى، وحريجة في الدين.
سادسا: - أنه سراج الدنيا، وجمال الإسلام(89) وذلك لسيرته الندية العاطرة التي هي نفحة من نفحات النبوة والإمامة.
سابعاً: - أنه من أحسن الناس، وأطيبهم ريحاً، وأكرمهم نفسا وأعظمهم شرفا.
ثامنا: - أنه من أفصح الناس، وأعظمهم بلاغة، فقد كانت أدعيته ومواعظه وكلماته الحكيمة من مناجم الأدب العربي، ومن انفس الذخائر الثقافية في دنيا الإسلام.
تاسعا: - أنه من أبر الناس بالفقراء، ومن أكثرهم عطفا وحنانا على البؤساء والمحرومين.
عاشرا: - أنه من أعبد الناس، وأكثرهم طاعة لله، فليس هناك من يضارعه في عبادته وطاعته لله عدا آبائه.
الحادي عشر: - أنه من أحسن الناس أخلاقا، فقد كان يضارع جده الرسول (صلى الله عليه وآله) في سمو أخلاقه وآدابه.
الثاني عشر: - أنه أهل للرياسة، وزعامة الأمة، وقيادتها الروحية والزمنية.
الثالث عشر: - أن المسلمين قد أجمعوا على تعظيمه، والاعتراف له بالفضل وليس هناك أي أحد من مناوئيه من يخدش به أو ينال منه.
هذه بعض النقاط التي احتوت عليها كلمات المعاصرين للإمام، والمؤرخين له على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم، وهي تدلل على سمو الفكرة التي تذهب إليها الشيعة من أن الإمام لا بد أن يكن أفضل أهل زمانه وأعلمهم.
______________________________________________
1- حياة الإمام محمد الباقر ج 1.
2- تاريخ دمشق ج 36 ص 147.
3- تهذيب التهذيب ج 9 ص 445.
4- خلاصة تهذيب الكمال م 7 ق 2 الأغاني ج 15 ص 325.
5- البداية والنهاية ج 9 ص 104.
6- سير أعلام النبلاء ج 4 ص 37 تاريخ الإسلام ج 2 ص 266 الكاشف ج 2 ص 282 طبقات الفقهاء ج 10 ص 34.
7- تهذيب اللغات والأسماء القسم الأول ص 343.
8- الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الثالث ص 178.
9- خلاصة تهذيب م 7 ق 2 ص 336 تذكرة الحفاظ ج 1 ص 75 شذرات الذهب ج 1 ص 105 العبر في خبر من غبر ج 1 ص 111.
10- تاريخ دمشق ج 36 ص 140.
11- روضات الجنات ج 7 ص 248 كشف الغمة.
12- تاريخ دمشق ج 36 ص 140.
13- بحار الأنوار.
14- علل الشرائع ص 88 وسائل الشيعة ج 5 ص 541 بحار الأنوار ج 46 ص 64.
15- تاريخ دمشق ج 12 ص 19 كشف الغمة ج 2 ص 288 روضات الجنات ج 7 ص 246.
16- تهذيب التهذيب ج 4 ص 85.
17- العبر في خبر من غبر ج 1 ص 11 خلاصة تهذيب الكمال ص 231.
18- تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 46.
19- سير أعلام النبلاء ج 4 ص 38 كشف الغمة ج 3 ص 392.
20- الفصول المهمة ص 189.
21- جمهرة الأولياء ج 2 ص 74.
22- تهذيب التهذيب ج 3 ص 395.
23- تاريخ دمشق ج 12 ق1 ص 19.
24- المصدر السابق.
25- طبقات الفقهاء ج 2 ص 9.
26- تهذيب التهذيب ج 3 ص 9.
27- تهذيب اللغات والأسماء القسم الأول ص 343.
28 تهذيب التهذيب ج 81 ص 222.
29- تهذيب الكمال م 7 ق2 ص 336 تهذيب اللغات والأسماء القسم الأول ص 343 التاريخ الكبير القسم الثاني من الجزء الثالث ص 266 طبقات ابن سعد ج 1 ص 214 الجرح والتعديل ق 1 من المجلد الثالث ص 178.
30- سير أعلام النبلاء ج 4 ص 238 وفي تهذيب التهذيب ج 7 ص 305 (لم يك في أهل بيت رسول الله مثل علي بن الحسين).
31- سير أعلام النبلاء ج 4 ص 238.
32- تاريخ دمشق ج 12 ق 1 ص 18.
33- تاريخ دمشق ج 12 ص 1 ص 19.
34- تهذيب الكمال م 7 ق 2 ص 336 كشف الغمة ج 3 ص 292.
35- تذكرة الحفاظ ج 1 ص 75 شذرات الذهب ج 1 ص 105 العبر في خبر من غبر ج 1 ص 111 تاريخ الإسلام ج 2 ص 16.
36- سفينة البحار ج 1 ص 571.
37- أمالي المفيد ص 117.
38- هامش ديوان الحميري ص 362.
39- بحار الأنوار ج 46 ص 3-4، وقريب منه جاء في محاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني ج 1 ص 166.
40- تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 48.
41- بحار الأنوار ج 46 ص 75.
42- الكامل للمبرد ج 2 ص 467 العقد الفريد ج 5 ص 310.
43- ديوان الحميري ص 36.
44- المعرفة والتاريخ للبسوي ج 1 ص 360.
45- المعرفة والتاريخ للبسوي ج 1 ص 360.
46- تاريخ دمشق ج 36 ص 142.
47- تقريب التهذيب ج 2 ص 35.
48- الصواعق المحرقة ص 119.
49- سير أعلام النبلاء ج 4 ص 240.
50- درر الأبكار ص 70 مصور.
51- الحلية ج 3 ص 133.
52- تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 46.
53- البداية والنهاية ج 9 ص 104.
54- وسيلة المآل في عد مناقب الآل ص 208.
55- تهذيب اللغات والأسماء ق 1 ص 343.
56- عيون الأخبار وفنون الآُثار ص 144.
57- عمدة الطالب ص 193.
58- الإرشاد.
59- عمدة الطالب ص 193-194.
60- الإتحاف بحب الأشراف ص 49.
61- تحفة الراغب ص 13.
62- منهاج السنة ج 2 ص 123 الطبعة الأولى.
63- الصراط السوي ص 19 مصور في مكتبة الإمام أمير المؤمنين.
64- وفيات الأعيان ج 2 ص 429.
65- زهرة المقول ص 6.
66- جمهرة الأولياء وأعلام أهل التصوف ج 2 ص 71.
67- السبط هو الولد على ما ذكره ابن الأعرابي.
68- النفحة العنبرية مصور.
69- الإيالة: سياسة الرعية وتدبير شؤونها.
70- الكواكب الدرية ج 2 ص 139.
71- مطالب السؤول ج 2 ص 41.
72- البداية والنهاية ج 9 ص 104.
73- نزهة الجليس ج 2 ص 24.
74- أعيان الشيعة ج 4 ق 1 ص 308.
75- نهاية الأرب في فنون الأدب ج 21 ص 324.
76- رسائل الجاحظ ص 106 نهج البلاغة ج 15 ص 274.
77- الصوب: المطر، والواكف: المطر المنهمل.
78- كشف الغمة في ترجمة علي بن الحسين.
79- دائرة معارف البستاني ج 9 ص 355.
80- دائرة معارف القرن العشرين ج 4 ص 793.
81- الذريعة ج 13 ص 345.
82- تذكرة الخواص.
83- غاية الاختصار ص 106.
84- الإمامة في الإسلام ص 116.
85- الأعلام ج 5 ص 86.
86- نظرية الإمامة ص 307.
87- الإمام زين العابدين ص 65.
88- مجلة البلاغ العدد 7 السنة الأولى ص 54.
89- وصفه بذلك
1- جابر الأنصاري:
وكان الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الأنصاري منقطعاً لأهل البيت (عليهم السلام) ومن الموالين لهم، وقد أعرب عن إعجابه البالغ بالإمام (عليه السلام) قائلاً:
(ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين..)(1).
حقاً لم ير في أولاد الأنبياء مثل الإمام علي بن الحسين في تقواه وورعه، وشدة إنابته إلى الله، كما لم يبتل منهم بمثل ما ابتلي به فقد داهمته المحن والخطوب في أكثر أيام حياته.
2- عبد الله بن عباس:
كان عبد الله بن عباس على جلالة شأنه وتقدمه في السن يجل الإمام زين العابدين وينحني خضوعاً وتكريماً له، فإذا رآه قام تعظيماً، ورفع صوته قائلاً: مرحباً بالحبيب الحبيب(2).
3- الزهري:
كان محمد بن مسلم القرشي الزهري الفقيه أحد الأئمة الأعلام، وعالم الحجاز والشام(3) ممن أخلص للإمام (عليه السلام) وهام بحبه، وقد أدلى بمجموعة من الكلمات القيمة أعرب فيها عما يتصف به (عليه السلام) من القيم الكريمة والمثل العظيمة، وهذه بعض كلماته:
(أ) (ما رأيت هاشمياً مثل علي بن الحسين..)(4).
(ب) (ما رأيت قرشياً أورع، ولا أفضل منه..)(5).
(ج) (ما رأيت قرشياً أفضل من علي بن الحسين..) (6).
(د) (لم أدرك بالمدينة أفضل منه) (7).
(هـ) (لم أدرك في أهل البيت رجلاً كان أفضل من علي بن الحسين..)(8).
(و) (ما كان أكثر مجالستي من علي بن الحسين، ما رأيت أحداً أفقه منه) (9).
(ز) (كان علي بن الحسين أفضل أهل زمانه، وأحسنهم طاعة) (10).
(ح) (ينادي مناد في القيامة ليقم سيد العابدين في زمانه فيقوم علي بن الحسين..) (11)
أشار بذلك إلى الحديث النبوي المشهور: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين، فيقوم) (12).
(ط) (سئل الزهري عن أزهد الناس في الدنيا؟ فقال: علي بن الحسين) (13).
(ي) قال سفيان بن عيينة:
قلت للزهري: لقيت علي بن الحسين؟ قال: نعم لقيته، وما لقيت أحداً أفضل منه، والله ما علمت له صديقاً في السر، ولا عدواً في العلانية، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأني لم أر أحداً، وإن كان يحبه إلا وهو لشدة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلا وهو لشدة مداراته له يداريه..) (14).
ومن المؤكد أن الزهري لم يدل بهذه الكلمات إلا بعد اتصاله الوثيق بالإمام، ومعرفته التامة بما اتصف به من المثل العليا والقيم الكريمة، وقد بلغ من إعجابه به أنه إذا ذكره بكى وقال: زين العابدين(15).
الكريمة، وقد بلغ من إعجابه به أنه إذا ذكره بكى وقال: زين العابدين(15).
4- سعيد بن المسيب:
وكان سعيد بن المسيب من الفقهاء البارزين في يثرب، ويقول الرواة: إنه ليس من التابعين من هو أوسع علماً منه(16) وقد صحب الإمام زين العابدين ووقف على ورعه، وشدة تحرجه في الدين، وقد سجل ما رآه وبهر به من مثل الإمام بهذه الكلمات:
(أ) (ما رأيت أورع منه - أي من علي بن الحسين -..)(17).
(ب) (ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين، وما رأيته قط إلا مقت نفسي، ما رأيته ضاحكاً يوماً قط..) (18).
(ج) قال رجل لسعيد: ما رأيت أورع من فلان، فقال له سعيد: هل رأيت علي بن الحسين؟ قال: لا. قال: ما رأيت أورع منه..) (19).
(د) كان سعيد جالساً وإلى جانبه فتى من قريش فطلع الإمام زين العابدين فسأل القرشي سعيداً عنه، فأجابه سعيد:
(هذا سيد العابدين علي بن الحسين..) (20).
(هـ) (ما رأيت أودع وأورع من زين العابدين علي بن الحسين..) (21).
وألمّت هذه الكلمات التي أدلى بها هذا الفقيه ببعض صفات الإمام (عليه السلام)، من الورع والطاعة لله، والوداعة في سلوكه وسيرته مع الناس، وهي من أندر الصفات وأعزها وأعظمها عند الله.
5- زيد بن أسلم:
كان زيد بن أسلم في طليعة فقهاء المدينة، كما كان من المفسرين للقرآن الكريم(22) وقد اختص بالإمام زين العابدين (عليه السلام)،وبهر في فضله ورعه وتقواه وانطلق يعرب عن إعجابه البالغ بمثل الإمام وقيمه، وقد أدلى بعدة كلمات كان منها ما يلي:
(أ) (ما جالست في أهل القبة مثله - أي مثل علي بن الحسين -..)(23).
(ب) (ما رأيت مثل علي بن الحسين فيهم - أي في أهل البيت -..)(24).
(ج) (ما رأيت مثل علي بن الحسين فهماً حافظاً..) (25).
ومعنى ذلك أن الإمام أفضل مسلم، وأفضل هاشمي في عصره، كما أنه لم ير مثله في فهمه وسرعة إدراكه وحفظه، وهذا مما تؤكد عليه الشيعة من أن الإمام لابد أن يكون أفضل أهل عصره في عبقرياته ومواهبه.
6- حماد بن زيد:
أما حماد بن زيد الجهضي فهو من أبرز فقهاء البصرة، وكان من أئمة المسلمين(26) وقد اتصل بالإمام زين العابدين (عليه السلام)، وراح يبدي إعجابه بمثله قائلاً:
(كان علي بن الحسين أفضل هاشمي أدركته..) (27).
لقد امتاز الإمام على جميع الهاشميين في عصره بسموّ آدابه وأخلاقه وكماله.
7- يحيى بن سعيد:
أما يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني فكان من كبار التابعين، ومن أفاضل الفقهاء والعلماء(28) وقد صحب الإمام وعرف فضله، وأدلى بحقه هذه الكلمة القيمة:
(سمعت علي بن الحسين وكان أفضل هاشمي رأيته..) (29).
لقد ساد الإمام (عليه السلام) جميع الهاشميين بإيمانه وتقواه وغزارة علمه وفضله.
8- مالك:
قال مالك: (لم يك في أهل البيت مثل علي بن الحسين..) (30).
9- أبو بكر بن البرقي:
قال مالك: (لم يك في أهل البيت مثل علي بن الحسين..) (30).
9- أبو بكر بن البرقي:
قال أبو بكر بن البرقي: (كان علي بن الحسين أفضل زمانه..) (31).
لقد كان الإمام أفضل أهل زمانه بعلمه وتقواه وطاعته لله، وليس أحد في عصره من يضارعه في كماله وسموّ ذاته.
10- أبو زرعة:
قال أبو زرعة: (ما رأيت أحداً كان أفقه منه - أي من علي بن الحسين -)(32).
11- أبو حازم:
قال أبو حازم: (ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين) (33) وقال أيضاً: (ما رأيت أفقه من علي بن الحسين) (34).
12- أبو حاتم الأعرج:
قال أبو حاتم الأعرج: (ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين) (35).
13- أبو حمزة الثمالي:
قال ثابت بن أبي صفية:
المشهور بأبي حمزة الثقة المأمون (ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن الحسين إلا ما بلغني من علي بن أبي طالب) (36) وقال مرة أخرى: (ما سمعت بأحد قط كان أزهد من علي بن الحسين إذا تكلم في الزهد ووعظ أبكى من بحضرته..) (37).
14- الإمام الصادق:
قال حفيده الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من ولده - أي ولد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)- ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً في لباسه وفقهه من علي بن الحسين (عليه السلام) (38)، لقد كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) أشبه الناس بجده الإمام أمير المؤمنين في عبادته وعلمه وسائر مواهبه، فقد أن صوره لذلك العملاق العظيم الذي أضاء سماء الدنيا بعلومه ومعارفه.
15- عمر بن عبد العزيز:
وكان عمر بن عبد العزيز ممن يقيم الإمام زين العابدين (عليه السلام) ويعرف سمو مكانته وقد التقى (عليه السلام) به فلما انصرف من عنده التفت عمر إلى أصحابه قائلاً:
(من أشرف الناس؟).
فانبرى المرتزقة من أصحابه قائلين:
(أنتم..).
فصارحهم بالحقيقة قائلاً:
(كلا إن أشرف لناس هذا القائم - يعني الإمام زين العابدين - من عندي، من أحب الناس أن يكونوا منه، ولم يحب أن يكون من أحد..)(39).
ومعنى ذلك أن الإمام (عليه السلام) قد بلغ من الشريف منزلة لم يبلغها أحد من الناس على اختلاف طبقاتهم، فقد أحبوا أن يكونوا لهم صلة أو اتصال به وذلك لسمو منزلته ومكانته الاجتماعية في حين أنه لا يرغب ولا يحب أن يكون من أحد لأنه دون منزلته وبلغ من إكبار عمر للإمام أنه لما بلغه وفاته ابنه بهذه الكلمة القيمة:
(ذهب سراج الدنيا، وجمال الإٍسلام، وزين العابدين..)(40).
16- يزيد بن معاوية:
ولم يقتصر الاعتراف بالفضل للإمام زين العابدين على شيعته، وإنما تعدى إلى أعدائه ومبغضيه، فهذا يزيد بن معاوية الذي هو من ألد أعداء أهل البيت (عليهم السلام) قد اعترف بمواهبه وعبقرياته وذلك حينما ألح عليه أهل الشام في أن يخطب الإمام، فأبدى الطاغية مخاوفه منه قائلاًً:
(إنه من أهل بيت زقوا العلم زقاً إنه لا ينزل إلا بفضيحتي، وفضيحة آل أبي سفيان..).
وقد أعرب بذلك عن مقدرات الإمام العلمية ومواهبه الخطابية، وأنه يملك من قوة البيان وروعة الاستدلال ما يستطيع به أن يغير الموقف في غير صالح حكومته.
17- عبد الملك بن مروان:
وهذا عدو آخر من أعداء أهل البيت وهو عبد الملك بن مروان قد اعترف بفضل الإمام وذلك حينما التقى به، ورأى ذبوله من كثرة العبادة فقال له منبهراً:
(لقد بان عليك الاجتهاد، ولقد سبق لك من الله الحسنة، وأنت بضعة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قريب النسب، وكيد السبب، وانك لذو فضل عظيم على أهل بيتك وعصرك، ولقد أوتيت من الفضل والعلم، والدين والورع ما لم يؤت أحد مثلك، ولا قبلك إلا من مضى من سلفك...)(41).
18- منصور الدوانيقي:
وثمة عدو آخر لأهل البيت (عليهم السلام) قد أشاد بفضل الإمام (عليه السلام) وهو المنصور الدوانيقي، فقد قال في رسالته التي بثا إلى ذي النفس الزكية، ولم يولد فيكم. أي العلويين - بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) مولود مثله - أي مثل زين العابدين(42).
19- الفرزدق:
وكان الفرزدق شاعر العرب الأكبر ممن غمرته قيم الإمام زين العابدين (عليه السلام) وآمن بسمو ذاته وقداسته، وقد انبرى في رائعته الخالدة التي ارتجلها للإشادة بمواهب الإمام وسائر نزعاته وصفاته، وذلك حينما أنكر الطاغية هشام معرفته أمام أهل الشام لئلا يفتتنوا بمعرفته، فعرفه الفرزدق لهم بقوله:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته***والبــــيت يعرفه والحل والحرم
هـــــــذا ابن خير عباد الله كلهم***هـــذا التقي النقي الطاهر العلم
إذ رأتـــــه قــــريش قال قائلها***إلى مكـــــارم هـذا ينـتهي الكرم
إلى آخر القصيدة. هـــــــذا ابن خير عباد الله كلهم***هـــذا التقي النقي الطاهر العلم
إذ رأتـــــه قــــريش قال قائلها***إلى مكـــــارم هـذا ينـتهي الكرم
لقد كان الإمام أعظم صورة رآها الفرزدق في دنيا الشرف والفضائل فهام بحبه والولاء له، وسنذكر تمام هذه القصيدة في البحوث الآتية.
20- الحميري:
اما السيد الحميري فقد وقف مواهبه لأهل البيت الذين هم معدن الرحمة والفضيلة في الأرض، فلم يترك مأثرة من مآثرهم، ولا فضيلة من فضائلهم إلا نظمها في البديع من شعره، وقد مدح الإمام زين العابدين (عليه السلام) بهذا البيت:
ورابعهم علي ذو المساعي***به للدين والدنيا قوام(43)
21- ابن شهاب:قال ابن شهاب:
(ما رأيت قرشياً أفضل من علي بن الحسين)(44).
22- قال ابن زيد:
كان أبي يقول: ما رأيت مثل علي بن الحسين أعظم قط(45).
هؤلاء بعض المعاصرين للإمام (عليه السلام) بما فيهم من محبين ومبغضين له قد أجمعوا على أن الإمام صرح من صروح التقوى والعلم في الإسلام.
آراء المؤرخين
1- ابن عساكر:
قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر في ترجمة الإمام (عليه السلام)كان علي بن الحسين ثقة مأموناً، كثير الحديث، عالياً رفيعاً ورعاً..)(46)
لقد اتفق ابن عساكر مع ابن سعد في إضفاء هذه الصفات الرفيعة على الإمام (عليه السلام).
3- ابن حجر العسقلاني:
قال ابن حجر العسقلاني: (علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين، ثقة ثبت، عابد، فقيه، فاضل، مشهور، قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل منه)(47).
4- ابن حجر الهيثمي:
قال شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي:
(وزين العابدين هذا هو الذي خلف أباه علماً وزهداً وعبادة.. وأضاف يقول: وكان زين العابدين عظيم التجاوز والعفو والصفح..)(48)
لقد كان زين العابدين قد خلف أباه وورث أعز صفاته من العلم والزهد والعبادة مضافاً إلى ما كان يتمتع به من عظيم التجاوز والعفو عمن أساء إليه.
5- قال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي:
(كانت له - أي لزين العابدين - جلالة عجيبة وحق له، والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله..)(49).
لقد اعترف الذهبي بالواقع المشرق الذي تمتع به الإمام (عليه السلام)، وأنه أهل للإمامة العظمى وللقيادة الروحية والزمنية لهذه الأمة، وهي من أسمى المراتب وأهمها في الإسلام.
6- أبو الفتح:
قال أبو الفتح بن صدقة: (الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين المعروف بزين العابدين، وهو أحد الأئمة الاثني عشر، ومن سادات التابعين..)(50).
7- أبو نعيم:
قال الحافظ أبو نعيم: (علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) زين العابدين، ومنار القانتين، كان عابداً وفياً، وجواداً حفياً..)(51).
لقد تحدث أبو نعيم عن بعض الصفات الماثلة في الإمام من العبادة والوفاء والسخاء.
8- اليعقوبي:
قال أحمد بن أبي يعقوب: (كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل الناس، وأشدهم عبادة، وكان يسمى زين العابدين، وكان يسمى أيضاً ذا الثفنات، لما كان في وجهه من أثر السجود..)(52).
لقد كان الإمام زين العابدين من أفضل الناس، وأعظمهم شأناً، وأكثرهم عبادة وطاعة لله.
9- الواقدي:
قال الواقدي: (كان - أي زين العابدين - من أورع الناس، وأعبدهم وأتقاهم لله عز وجل، وكان إذا مشى لا يخطر بيده..)(53).
لقد نظر الواقدي إلى ورع الإمام وعبادته وتقواه وتواضعه، وهو بهذه الصفات كان من أفضل الناس، ومن أجلهم.
10- صفي الدين:
قال صفي الدين: (كان زين العابدين عظيم الهدى، والسمت الصالح، وقد أخرج الخطيب في جامعه عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن الهدى والسمت الصالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة..)(54).
11- النووي:
قال النووي: (وأجمعوا على جلالته - أي الإمام زين العابدين - في كل شيء..)(55).
لقد أجمع المسلمون على تعظيم الإمام وإكباره وذلك لما يتمتع به من الصفات الرفيعة التي هي موضع الاعتزاز والفخر لجميع المسلمين.
12- عماد الدين:
قال الداعي عماد الدين إدريس القرشي: (كان الإمام علي بن الحسين زين العابدين أفضل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأشرفهم بعد الحسن والحسين عليهم جميعاً الصلاة والسلام، وأكثرهم ورعاً وزهداًوعبادة)(56).
13- ابن عنبة:
قال النسابة الشهير بابن عنبة: (وفضائله - أي فضائل الإمام زين العابدين - أكثر من أن تحصى أو يحيط بها الوصف..)(57) إن مآثر الإمام زين العابدين وفضائله لا يحيط بها الوصف، ولا تحصى، فقد كانت مآثره امتداداً ذاتياً لسيرة آبائه الذين أضاءت هذه الدنيا بمآثرهم وفضائلهم.
14- الشيخ المفيد:
قال الشيخ المفيد: (كان علي بن الحسين أفضل خلق الله بعد أبيه علماً وعملاً وقد روى عنه فقهاء العامة من العلوم ما لا يحصى كثرة، وحفظ عنه من المواعظ والأدعية، وفضائل القران والحلال والحرام والمغازي والأيام ما هو مشهور بين العلماء...)(58).
لقد كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) ثروة من ثروات الفكر الإسلامي، فأشاع العلوم والمعارف في دنيا الإسلام، وقد روى عنه العلماء، والفقهاء أحكام الإسلام وآداب الشريعة وغير ذلك من مختلف الفنون.
15- الجاحظ:
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ:
(وأما علي بن الحسين فلم أر الخارجي في أمره إلا كالشيعي، ولم أر الشيعي إلا كالمعتزلي، ولم أر المعتزلي إلا كالعامي ولم أر العامي إلا كالخاصي، ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله، ويشك في تقديمه..)(59).
ومعنى ذلك أن المسلمين على اختلاف أفكارهم واتجاهاتهم قد أجمعوا على تعظيم الإمام والاعتراف له بالفضل، وإعلان المودة والولاء له.
16- الشراوي:
قال الشراوي: كان - أي الإمام زين العابدين - رضي الله عنه عابداً زاهداً، ورعاً، متواضعاً، حسن الأخلاق..)(60).
وهذه الصفات هي التي رفعت الإمام إلى قمة المجد، وجعلت الناس قد هاموا بحبه وبالإخلاص له.
17- القليوبي:
قال أحمد القليوبي الشافعي: (فضائله - أي فضائل الإمام - أكثر من أن تحصى، أو يحيط بها الوصف..)(61).
18- ابن تيمية:
وحتى ابن تيمية المنحرف عن أهل البيت والمعادي لهم قد اعترف بفضل الإمام وسمو منزلته ومكانته قال: (أما علي بن الحسين فمن كبار التابعين وساداتهم علماً وديناً.. وله من الخشوع وصدقة السر وغير ذلك من الفضائل ما هو معروف..)(62).
19- الشيخاني:
قال الشيخاني القادري: (سيدنا زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب اشتهرت أياديه ومكارمه، وطارت بالجو في الجود محاسنه عظيم القدر، رحب الساحة والصدر، وله الكرامات الظاهرة ما شوهد بالأعين الناظرة، وثبت بالآثار المتواترة..)(63).
لقد تحدثت الركبان عن فضائل الإمام زين العابدين ومآثره ومناقبه، واشتهر بين الناس مكارمه وفضائله، مضافاً لذلك ما منحه الله من الكرامات التي يمنحها المخلصين من عباده.
20- ابن خلكان:
قال ابن خلكان: (هو - أي الإمام زين العابدين - أحد الأئمة الاثني عشر، ومن سادات التابعين، قال الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل منه)(64).
21- ابن شدقم:
قال ابن شدقم: (الإمام الحبر، الزاهد علي بن الحسين زين العابدين..)(65).
22- المنوفى:
قال السيد محمود المنوفى: (كان زين العابدين عابداً، وفياً، وجواداً صفياً وكان إذا مشى لا تجاوز يده فخذه...)(66).
23- أبو الفتوح:
قال أبو الفتوح الحسيني: (كان الذكر الخلد، والاشتهار لعلي الأوسط زين العابدين الملقب بالسجاد.. وهو أول سبط(67) من أسباط الحسين ورابع معصوم على رأي الاثني عشرية، وزاهد على رأي غيرهم..)(68).
24- المناوي:
قال المناوي: (زين العابدين إمام سند اشتهرت أياديه، ومكارمه، وطارت بالجو في الوجود حمائمه، كان عظيم القدر، رحب الساحة والصدر، رأساً لجسد الرياسة، مؤملاً للإيالة(69) والسياسة..)(70).
إن الصفات العظيمة التي اتصف بها الإمام (عليه السلام) رشحته بإجماع المسلمين إلى الإمامة والقيادة العامة، وإدارة شؤون المسلمين، فليس في عصره من يدانيه أو يشابهه في نزعاته الخيرة وملكاته العظيمة.
25- محمد بن طلحة:
قال كمال الدين محمد بن طلحة القرشي الشافعي: (هذا زين العابدين، قدوة الزاهدين وسيد المتقين، وإمام المؤمنين، شيمته تشهد له أنه من سلالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمته يثب قربه من الله، وثفناته تسجل له كثرة صلاته وتهجده، وإعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها، درت له أخلاف التقوى فتفوقها وأشرقت له أنوار التأبيد فاهتدى بها، وألفته أوراد العبادة فآنس بصحبتها، وحالفته وظايف الطاعة فتحلى بحليتها، طالما اتخذ الليل مطية ركبها لقطع طريق الآخرة، وظمأ الهواجر دليله استرشد به في منارة المسافر، وله من الخوارق والكرامات ما شوهد بالأعين الباصرة، وثبت بالآثار المتواترة أنه من ملوك الآخرة..)(71).
26- محمد بن سعد:
قال محمد بن سعد: (كان - أي الإمام زين العابدين - ثقة مأموناً، كثير الحديث عاليا، رفيعا، ورعا..)(72).
27- السيد عباس:
قال السيد عباس الموسوي: (كان زين العابدين أحسن الناس وجهاً، وأطيبهم ريحا، وأكرمهم نفسا، وأعلاهم حسبا، وأعظمهم شرفا..)(73) .
28- السيد محسن:
قال السيد محسن الأمين العاملي: (كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل أهل زمانه، وعلمهم، وأفقههم، وأورعهم، وأعبدهم، وأكرمهم، وأحلمهم، وأصبرهم، وأفصحهم، وأحسنهم أخلاقا، وأكثرهم صدقة، وأرافهم بالفقراء، وأنصحهم للمسلمين، كان معظماً عند القريب والبعيد، والولي والعدو، حتى أن يزيد بن معاوية لما أمر أن يبايعه أهل المدينة على أنهم عبيد وخول لم يستثن من ذلك إلا علي بن الحسين فأمر أن يبايعه على أنه أخوه وابن عمه..)(74).
لقد اتصف الإمام (عليه السلام) بجميع الصفات العظيمة فما من فضيلة يمتاز بها الإنسان ويشرف بها إلا وهي من صفاته وفضائله فهو كما قيل:
خلقت مهذباً من كل عيب***كأنك قد خلقت كما تشاء
29- النويري:قال شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري: (كان علي بن الحسين رحمه الله ثقة ورعا، مأمونا، كثير الحديث من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة..)(75).
30- الشافعي:
قال الإمام الشافعي: (إن علي بن الحسين أفقه أهل المدينة..)(76).
31- علي بن عيسى الأربلي:
قال أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي: (مناقب الإمام علي بن الحسن تكثر النجوم عدداً، ويجير واصفها إلى حيث لا مدى، وتلوح في سماء المناقب كالنجوم لمن بها اهتدى، وكيف لا وهو يفوق العالمين إذا عدت عليا وفاطمة والحسن والحسين ومحمدا، وهذا تقديم لسجع في الطبع فلا تكن مترددا، ومتى أعطيت الفكر حقه وحدت ما شئت فخارا وسؤددا، فإنه الإمام الرباني، والهيكل النوراني، بدل الأبدال، وزاهد الزهاد، وقطب الأقطاب وعابد العباد، ونور مشكاة الرسالة، ونقطة دايرة الإمامة، وابن الخيرتين، والكريم الطرفين، قرار القلب، وقرة العين علي ابن الحسين، وما أدراك ما علي بن الحسين؟!! الأواه الأواب، العامل بالسنة والكتاب الناطق بالصواب، ملازم المحراب، المؤثر على نفسه، المرتفع في درجات المعارف، فيومه يفوق على أمسه، المتفرد بمعارفه، الذي فضل الخلائق بتليده وطارفه، وحكم في الشرف فتسنم ذروته، وخطر في مطارفه، وأعجز بما حواه من طيب المولد، وكريم المحتد، وذكاء الأرومة، وطهارة الجرثومة، عجز عنه لسان واصفه، وتفرد في خلواه بمناجاته، فتعجبت الملائكة من مواقفه، وأجرى مواضعه خوف ربه، فأربى على هامي الصوب وواكفه(77) فانظر أيدك الله في أخباره، والمح بعين الاعتبار عجائب آثاره، وفكر في زهده وتعبده وخشوعه، وتهجده ودؤوبه في صلاته وأدعيته في أوقات مناجاته، واستمراره على ملازمة عبادته، وإيثاره وصدقاته، وعطاياه وصلاته، وتوسلاته التي تدل مع فصاحته وبلاغته على خشوعه لربه، وضراعته ووقوفه موقف العصاة مع شدة طاعته واعترافه بالذنوب على براءة ساحته، وبكائه ونحيبه، وخفوق قلبه من خشية الله، ووجيبه، وانتصابه، وقد أرخى الليل سدوله، وجر على الأرض ذيوله، مناجياً ربه تقدست أسماؤه، مخاطباً له تعالى، ملازما بابه عز وجل، مصورا نفسه بين يديه، معرضاً عن كل شيء، مقبلا عليه، قد انسلخ من الدنيا الدنية، وتعرى من الجثة البشرية، فجسمه ساجد في الثرى وروحه متعلقة بالملأ الأعلى، يتململ إذا مرت به آية من آيات الوعيد حتى كأنه المقصود بها، وهو عنها بعيد، تجد أمورا عجيبة وأحوالا غريبة، ونفساً من الله سبحانه قريبة، وتعلم يقيناً لا شك فيه ولا ارتياب، وتعرف معرفة من قد كشف له الحجاب، وتحت له الأبواب أن هذه الثمرة من تلك الشجرة، كما أن الواحد جزء من العشرة وإن هذه النطفة العذبة من ذلك المعين الكريم، وإن هذا الحديث من ذلك القديم، وإن هذه الدرة من ذلك البحر الزاهر، وان هذا النجم من ذلك القمر الباهر، وأن هذا الفرع النابت من ذلك الأصل الثابت، وأن هذه النتيجة من هذه المقدمة، وأن خليفة محمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة المكرمة المعظمة هذا أصله الطاهر...)(78).
وألم العلامة المحقق الأربلي بأبرز صفات الإمام (عليه السلام) التي هي من مواضع الاعتزاز والفخر لكل مسلم، لقد كانت صفاته المشرقة امتدادا ذاتيا لنزعات آبائه وصفاتهم التي غيروا بها مجرى تاريخ الإنسان فقد أضاءوا له الطريق، وأرشدوه إلى معالم الحق بعدما كان تائها في ميادين سحيقة من مجاهل هذه الحياة.
إن فضائل الإمام (عليه السلام) ومآثره لا يحيط بها الوصف ولا يستوفيها البيان، فهو فرع من شجرة النبوة، ودوحة الإمامة التي أودع الله فيها الكمال المطلق لتكون مناراً للحق في الأرض.
32- البستاني:
قال البستاني: (زين العابدين هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولكثرة عبادته لقلب بزين العابدين، ولقب أيضا بسيد العابدين، والزكي والأمين، وذي النفثات..)(79).
33- وجدي:
قال محمد فريد وجدي: (زين العابدين هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بزين العابدين، ويقال له علي الأًصغر، وليس للحسين بن علي عقب إلا من ولد زين العابدين.. هو أحد الأئمة الاثني عشر في مذهب الإمامية، كان من سادات التابعين ورؤسائهم..)(80).
34- آغا بزرك:
قال شيخ المحققين الشيخ محمد حسن الشهير بآغا بزرك الطهراني: (الإمام زين العابدين، وسيد الساجدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) رابع أئمة الشيعة الإمامية، الذي اتفق مؤرخو الإسلام على أنه من أشهر رجال التقوى، والزهد والعبادة..)(81).
34- ابن الجوزي:
قال ابن الجوزي: (هذا زين العابدين، وقدوة الزاهدين، وسيد المتقين، وإمام المؤمنين، شيمته تشهد له أنه من سلالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمته يثبت مقام قربه من الله زلفى، وثفناته تسجل ه كثرة صلاته وتهده، وإعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده..)(82).
36- تاج الدين:
قال تاج الدين بن محمد بن حمزة الحسيني نقيب حلب: (كان علي ابن الحسين سيد بني هاشم، وموضع علمهم، والمشار إليه منهم..)(83).
37- عارف تامر:
قال عارف تامر: (اشتهر - أي الإمام زين العابدين - بالزهد والعبادة ولم يك يوجد من يماثله في هذه الصفات، ولذلك لقب بزي العابدين والسجاد)(84).
38- الزركلي:
قال خير الدين الزركلي: (علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الهاشمي القرشي، أبو الحسن، الملقب بزين العابدين: رابع الأئمة الاثني عشر عند الامامية، وأحد من كان يضرب بهم المثل في الحلم والورع، يقال له (علي الأصغر) للتمييز يبنه وبين أخيه (علي الأكبر)..)(85).
39- أحمد محمود صبحي:
قال الدكتور أحمد محمود صبحي: (هذا هو علي بن الحسين، ورث إمامته من انتسابه إلى فاطمة الزهراء، ورسم للشيعة طريق الإمامة الروحية، وطبع التشيع بطابع الحزن المقيم، والبكاء المتصل على الحسين،وعكف على العبادة، فسمي بالسجاد، وكني بزين العابدين، وانتسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) والى كسرى فعرف بابن الخيرتين..)(86).
ولابد لنا من وقفة قصيرة مع الدكتور أحمد صبحي فيما أفاده، فقد ذكر أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قد ورث الإمامة من جهة انتسابه إلى جدته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين فإن ذلك لا واقع له لأن الإمامة ليست خاضعة لعملية المواريث، وإنما هي خاضعة للنص، وهي بيد الله تعالى فهو الذي يختار لهذا المنصب الرفيع من يشاء من عباده ممن تتوفر فيه النزعات الخيرة والصفات العظيمة وهذا هو ما تذهب إليه الشيعة وتدلل عليه في كتبهم الكلامية، كما أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) ليس هو الذي طبع التشيع بطابع الحزن على الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة، وإنما كانت رزية كربلاء التي تذوب من هولها القلوب هي التي طبعت التشيع بعالم الأسى والحزن، وكان الإمام زين العابدين في طليعة المتأثرين بها لأنه شاهد فصولها الحزينة.
4- أحمد فهمي:
قال الشيخ أحمد فهمي: (كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل أهل زمانه، وأعلمهم، وأفقههم، وأورعهم، وأعبدهم، وأكرمهم، وأحلمهم، وأفصحهم لسانا، وأكرمهم حسابا، يحدب على الفقراء ويعين الضعفاء..)(87).
41- حسين علي محفوظ:
قال الدكتور حسين علي محفوظ: (كان زين العابدين أفضل خلق الله - بعد أبيه - علماً وعملا، وكان اقرب أهل البيت (عليهم السلام) شبهاً بأمير المؤمنين في لباسه وفقهه وعبادته..)(88).
نقاط مهمة:
وحفلت كلمات الأعلام من المعاصرين للإمام، ومن المؤرخين بنقاط مهمة من بينها ما يلي:
أولا: - أن الإمام كان أفقه علماء عصره، وأكثرهم دراية وإحاطة بشؤون الشريعة وأحكام الدين.
ثانياً: - أنه أفضل هاشمي، بل وأفضل قرشي في عصره، وذلك لما يتمتع به من الصفات الكريمة، والمثل العليا التي قل أن تتوفر بعضها في أي إنسان عدا آبائه.
ثالثا: - أنه أفضل أهل زمانه، وأعلاهم شأنا ومكانة، وذلك لنسبه الرفيع، فهو ابن الخيرتين، مضافا إلى عبقرياته، ومواهبه العظيمة.
رابعا: - أنه من أزهد الناس، وأكثرهم إعراضا عن مباهج الحياة الدنيا وزينتها، فلم يحفل ولم يعن بها.
خامساً: - أنه من أورع الناس، ومن أكثرهم تقوى، وحريجة في الدين.
سادسا: - أنه سراج الدنيا، وجمال الإسلام(89) وذلك لسيرته الندية العاطرة التي هي نفحة من نفحات النبوة والإمامة.
سابعاً: - أنه من أحسن الناس، وأطيبهم ريحاً، وأكرمهم نفسا وأعظمهم شرفا.
ثامنا: - أنه من أفصح الناس، وأعظمهم بلاغة، فقد كانت أدعيته ومواعظه وكلماته الحكيمة من مناجم الأدب العربي، ومن انفس الذخائر الثقافية في دنيا الإسلام.
تاسعا: - أنه من أبر الناس بالفقراء، ومن أكثرهم عطفا وحنانا على البؤساء والمحرومين.
عاشرا: - أنه من أعبد الناس، وأكثرهم طاعة لله، فليس هناك من يضارعه في عبادته وطاعته لله عدا آبائه.
الحادي عشر: - أنه من أحسن الناس أخلاقا، فقد كان يضارع جده الرسول (صلى الله عليه وآله) في سمو أخلاقه وآدابه.
الثاني عشر: - أنه أهل للرياسة، وزعامة الأمة، وقيادتها الروحية والزمنية.
الثالث عشر: - أن المسلمين قد أجمعوا على تعظيمه، والاعتراف له بالفضل وليس هناك أي أحد من مناوئيه من يخدش به أو ينال منه.
هذه بعض النقاط التي احتوت عليها كلمات المعاصرين للإمام، والمؤرخين له على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم، وهي تدلل على سمو الفكرة التي تذهب إليها الشيعة من أن الإمام لا بد أن يكن أفضل أهل زمانه وأعلمهم.
______________________________________________
1- حياة الإمام محمد الباقر ج 1.
2- تاريخ دمشق ج 36 ص 147.
3- تهذيب التهذيب ج 9 ص 445.
4- خلاصة تهذيب الكمال م 7 ق 2 الأغاني ج 15 ص 325.
5- البداية والنهاية ج 9 ص 104.
6- سير أعلام النبلاء ج 4 ص 37 تاريخ الإسلام ج 2 ص 266 الكاشف ج 2 ص 282 طبقات الفقهاء ج 10 ص 34.
7- تهذيب اللغات والأسماء القسم الأول ص 343.
8- الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الثالث ص 178.
9- خلاصة تهذيب م 7 ق 2 ص 336 تذكرة الحفاظ ج 1 ص 75 شذرات الذهب ج 1 ص 105 العبر في خبر من غبر ج 1 ص 111.
10- تاريخ دمشق ج 36 ص 140.
11- روضات الجنات ج 7 ص 248 كشف الغمة.
12- تاريخ دمشق ج 36 ص 140.
13- بحار الأنوار.
14- علل الشرائع ص 88 وسائل الشيعة ج 5 ص 541 بحار الأنوار ج 46 ص 64.
15- تاريخ دمشق ج 12 ص 19 كشف الغمة ج 2 ص 288 روضات الجنات ج 7 ص 246.
16- تهذيب التهذيب ج 4 ص 85.
17- العبر في خبر من غبر ج 1 ص 11 خلاصة تهذيب الكمال ص 231.
18- تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 46.
19- سير أعلام النبلاء ج 4 ص 38 كشف الغمة ج 3 ص 392.
20- الفصول المهمة ص 189.
21- جمهرة الأولياء ج 2 ص 74.
22- تهذيب التهذيب ج 3 ص 395.
23- تاريخ دمشق ج 12 ق1 ص 19.
24- المصدر السابق.
25- طبقات الفقهاء ج 2 ص 9.
26- تهذيب التهذيب ج 3 ص 9.
27- تهذيب اللغات والأسماء القسم الأول ص 343.
28 تهذيب التهذيب ج 81 ص 222.
29- تهذيب الكمال م 7 ق2 ص 336 تهذيب اللغات والأسماء القسم الأول ص 343 التاريخ الكبير القسم الثاني من الجزء الثالث ص 266 طبقات ابن سعد ج 1 ص 214 الجرح والتعديل ق 1 من المجلد الثالث ص 178.
30- سير أعلام النبلاء ج 4 ص 238 وفي تهذيب التهذيب ج 7 ص 305 (لم يك في أهل بيت رسول الله مثل علي بن الحسين).
31- سير أعلام النبلاء ج 4 ص 238.
32- تاريخ دمشق ج 12 ق 1 ص 18.
33- تاريخ دمشق ج 12 ص 1 ص 19.
34- تهذيب الكمال م 7 ق 2 ص 336 كشف الغمة ج 3 ص 292.
35- تذكرة الحفاظ ج 1 ص 75 شذرات الذهب ج 1 ص 105 العبر في خبر من غبر ج 1 ص 111 تاريخ الإسلام ج 2 ص 16.
36- سفينة البحار ج 1 ص 571.
37- أمالي المفيد ص 117.
38- هامش ديوان الحميري ص 362.
39- بحار الأنوار ج 46 ص 3-4، وقريب منه جاء في محاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني ج 1 ص 166.
40- تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 48.
41- بحار الأنوار ج 46 ص 75.
42- الكامل للمبرد ج 2 ص 467 العقد الفريد ج 5 ص 310.
43- ديوان الحميري ص 36.
44- المعرفة والتاريخ للبسوي ج 1 ص 360.
45- المعرفة والتاريخ للبسوي ج 1 ص 360.
46- تاريخ دمشق ج 36 ص 142.
47- تقريب التهذيب ج 2 ص 35.
48- الصواعق المحرقة ص 119.
49- سير أعلام النبلاء ج 4 ص 240.
50- درر الأبكار ص 70 مصور.
51- الحلية ج 3 ص 133.
52- تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 46.
53- البداية والنهاية ج 9 ص 104.
54- وسيلة المآل في عد مناقب الآل ص 208.
55- تهذيب اللغات والأسماء ق 1 ص 343.
56- عيون الأخبار وفنون الآُثار ص 144.
57- عمدة الطالب ص 193.
58- الإرشاد.
59- عمدة الطالب ص 193-194.
60- الإتحاف بحب الأشراف ص 49.
61- تحفة الراغب ص 13.
62- منهاج السنة ج 2 ص 123 الطبعة الأولى.
63- الصراط السوي ص 19 مصور في مكتبة الإمام أمير المؤمنين.
64- وفيات الأعيان ج 2 ص 429.
65- زهرة المقول ص 6.
66- جمهرة الأولياء وأعلام أهل التصوف ج 2 ص 71.
67- السبط هو الولد على ما ذكره ابن الأعرابي.
68- النفحة العنبرية مصور.
69- الإيالة: سياسة الرعية وتدبير شؤونها.
70- الكواكب الدرية ج 2 ص 139.
71- مطالب السؤول ج 2 ص 41.
72- البداية والنهاية ج 9 ص 104.
73- نزهة الجليس ج 2 ص 24.
74- أعيان الشيعة ج 4 ق 1 ص 308.
75- نهاية الأرب في فنون الأدب ج 21 ص 324.
76- رسائل الجاحظ ص 106 نهج البلاغة ج 15 ص 274.
77- الصوب: المطر، والواكف: المطر المنهمل.
78- كشف الغمة في ترجمة علي بن الحسين.
79- دائرة معارف البستاني ج 9 ص 355.
80- دائرة معارف القرن العشرين ج 4 ص 793.
81- الذريعة ج 13 ص 345.
82- تذكرة الخواص.
83- غاية الاختصار ص 106.
84- الإمامة في الإسلام ص 116.
85- الأعلام ج 5 ص 86.
86- نظرية الإمامة ص 307.
87- الإمام زين العابدين ص 65.
88- مجلة البلاغ العدد 7 السنة الأولى ص 54.
89- وصفه بذلك
تعليق