إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناقشة الآيات القرآنية التي نزلت في تزكية جميع الصحابة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناقشة الآيات القرآنية التي نزلت في تزكية جميع الصحابة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    يقولون ان الله جل جلاله قد زكى جميع الصحابة في بعض آيات القرآن الكريم وهم كثير ما يستشهدون بهذه الآيات في تزكيتهم وعدالتهم ، فهل صحيح ان كل الصحابة تشملهم هذه الآيات أم أن هناك شرائط حددها الله جل جلاله لمن زكاهم ؟

    نقرأ الآية الأولى :
    قال تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا )
    اقول : الآية المباركة لم تقل : لقد رضي الله عن الصحابة المهاجرين والأنصار مطلقاً ، ولكن رضي عن المؤمنين ، فلزم معرفة ايمان هذا الشخص أولاً حتى تنفعه البيعة تحت الشجرة ، أما إذا كان منافقاً وبايع تحت الشجرة فهو غير داخل في هذه الآية ، لأن هذه الآية مقيده برضاه عن المؤمنين لا عن كل الصحابة مؤمناً كان أو منافقاً ، عادلاً كان أو فاسقاً .
    وهناك قيد آخر غير تحقيق الإيمان وهو ( الوفاء بالعهد ) :
    قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )
    اذن ليس كل من بايع تحت الشجرة رضي عنهم فمن نكث منهم فهو أيضاً لا يشمل برضى الله جل جلاله ( وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) قال من أوفى لا مطلقا ، فالذي بقي بالوفاء على البيعة الله جل جلاله يؤتيه أجراً عظيما لا مطلقا .
    وقال تعالى : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ )
    الآية المباركة تقول إنما لكم القيمة إذا لم تنقلبوا أما اذا انقلبوا الصحابة فلن يشملهم رضى الله جل جلاله .
    والسؤال هنا :
    هل يوجد من انقلب من الصحابة ؟



    أخرج مسلم بن الحجاج في صحيحه ج 4 ص 1794 برقم : 2294قال : وحدثنا إبن أبي عمر ، حدثنا يحيى بن سليم ، عن إبنخثيم ، عن عبد الله بن عبيد الله إبن أبي مليكة أنه سمع عائشة تقول : سمعت رسولالله (ص) يقول - وهو بين ظهراني أصحابه - : إني على الحوض أنتظر من يرد علي منكمفوالله ليقتطعن دوني رجال فلأقولن أي رب مني ومن أمتي فيقول إنك لا تدري ما عملوابعدك ما زالوا يرجعون على أعقابهم .


    اقول :


    وقال تعالى : ( انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ )


    اذن يوجد قوم من الصحابة انقلبوا بعده واردتوا ونكثوا البيعة كما قالت الآية المباركة .

    الآية الثانية :
    قال تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )
    اقول : هم يقولون ان الله قال ( والذين معه ) وهذه مطلقة أعم من أن يكون منافقاً أو غير منافق ، ولكنهم تغافلوا عما ذكر في ذيل الآية ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم) ومن هنا تفيد التبعيض وليست للبيان ، فهذه الآية لا تشمل جميع الصحابة وهي مختصة بالصحابة المؤمنين حقاً ( الَّذِينَ آمَنُوا ) .

    الآية الثالثة :
    قال تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
    اقول : قد وقع كلام بين المفسرين هل ( من ) في هذه الآية بيانية أم تبعيضية ، و سوف نفترض ان من هنا بيانه وليست تبعيضية ، ولكنهم نسوا الآية الثانية وهي الآية اللاحقة ، قال تعالى : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) .
    اذن الآية اللاحقة تريد ان تميز هؤلاء الذين رضي عنهم وان المنافقين لا يشملهم رضى الله ، فهل يعقل ان يكون منافقاً ويرضى الله عنه ؟!
    وعلى ذلك فإننا نقول بقرينة هذه الآية الثانية بأن ( من ) ليست بيانية بل تبعيضية .
    والقرآن الكريم لا يمكن أن نأخذ آية منه ونترك الآيات الأخرى ، ولكي نفهم القرآن فإن القرآن يفسر بعضه بعضا .
    قال تعالى : ( فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ )
    هذه الآية بينت شرائط المهاجرين الذين يستحقون هذا الوصف من رضى الله جل جلاله ودخول الجنه والخلود فيها ، فليس كل من خرج من مكة وجاء إلى المدينة القرآن يقبله أنه مهاجر ، انظروا لشروط الهجرة حتى ينطبق عليهم رضى الله جل جلاله ( فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ ) هذه هي قيود الهجرة ، وليس كل من يترك مكان إلى مكان آخر ولو كان لدنيا يصيبها ينطبق عليه قانون المهاجرين ، وهذا هو الذي يجعلنا نقول ان ( من ) للتبعيض وليست للبيان .
    ونحن نعلم ان جملة ممن يسمونهم بكبار الصحابة كأبي بكر وعمر ، هؤلاء لم يعرف انهم قاتلوا في قتال واحد ، بل هؤلاء كانوا يثبطون الناس عن الجهاد والقتال .

    الآية الرابعة :
    قال تعالى : ( لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
    اقول : يقولون ان الله تاب على النبي صلى الله عليه وآله والمهاجرين والأنصار ، والآية مطلقة لا يوجد بها اي قيود .
    الإجابة : لنرى ما هي شرائط هؤلاء الذين تاب الله عليهم :
    قال تعالى : ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ )
    اذن انزل الله سكينته على المؤمنين لا مطلق من شاركوا ، فالشرط هو الإيمان حتى يشملهم التوبة .

    الآية الخامسة :
    قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
    اقول : وهنا الله جل جلاله يقيد الهجرة بقيد الإيمان لا مطلق الهجرة ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ )
    فلابد أن يثبت للمهاجر أولاً الإيمان ، عند ذلك تترتب هذه الأحكام ، وإلا ما لم يثبت الإيمان لا قيمة للهجرة ولا للنصرة ولا للعمل ، وهذه قاعدة متفق عليها بين جميع المسلمين ، أنه يتقبل الله من المتقين ، فالميزان في قبول الأعمال هو الإيمان .

    الآية السادسة :
    قال تعالى : ( لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (9) وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
    اقول : ما هو القيد والشرط هنا ؟
    (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ )
    والله جل جلاله يعرف لنا المهاجرين بالصادقين
    ( أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ )
    فمن هم الصادقون ؟
    قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ )
    اول شرط هو الإيمان
    ثاني شرط انهم لم يرتابوا ولم يشكوا ولم ينكثوا ولم ينقلبوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
    والآية التي تليها مباشرة يقول الله جل جلاله : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
    يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا ( بالإيمان ) لا مطلق المهاجرين والأنصار .
    وهذه هي المواصفات والشروط المطلوبة .
    وعلى هذا الأساس نعتقد ان القرآن الكريم اشار بشكل واضح وصريح إلى هذه القضية ، وهو أنه عندما تأتي إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله في المقدمة لابد أن نميز بين المؤمنين وبين المنافقين ، فإذا ثبت إيمان الصحابي ننتقل إلى المراحل اللاحقة ، ولعل من أوضح الآيات التي تكلمت عن هذه الحقيقة وقسمت الصحابة عموماً إلى هذا التقسيم هي في قوله تعالى : ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
    اذن على هذا الأساس نحن نميز الصحابة إلى قسمين ، القسم الأول مسلم ولكن لما يدخل الإيمان في قلبه وهو ( المنافق ) ،
    والقسم الثاني المسلم الذي دخل الإيمان في قلبه وهو ( المؤمن ) ، ولم ينكث البيعة .


    عليّ مع الحق
    والحقّ مع عليّ،
    يدور معه حيثما دار

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X