السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***********************************
أَوَبعدما ابيضَّ القذال وشابا***أصبو لوصل الغيد أو أتصابى
هبني صبوت فمن يعيد غوانيا***يحسبن بازيَّ المشيب غرابا
قد كان يهديهنّ ليل شبيبتي***فضللن حين رأين فيه شهابا
والغيد مثل النجم يطلع في الدجى***فإذا تبلَّج ضوء صبح غابا
لا يبعدنَّ وإن تغيَّر مألف***بالجمع كان يؤلف الاحبابا
ولقد وقفت فما وقفن مدامعي***في دار زينب بل وقفن ربابا
فسجمت فيها من دموعي ديمة***وسجرت من حرّ الزفير شهابا
واحمرَّ فيها الدمع حتى أوشكت***تلك المعاهد تنبت العنابا
وذكرت حين رأيتها مهجورة***فيها الغراب يردد التنعابا
أبيات آل محمد لما سرى***عنها ابن فاطمة فعدن يبابا
ونحا العراق بفتية من غالب***كل تراه المدرك الغلابا
صِيدٌ إذا شبَّ الهياج وشابت الـ***..أرض الدما والطفل رعبا شابا
ركزوا قناهم في صدور عداتهم***ولبيضهم جعلوا الرقاب قرابا
تجلو وجوههم دجى النقع الذي***يكسو بظلمته ذكاء نقابا
وتنادبت للذبِّ عنه عصبة***ورثوا المعالي أشيبا وشبابا
من ينتدبهم للكريهة ينتدب***منهم ضراغمة الاسود غضابا
خفوا لداعي الحرب حين دعاهم***ورسوا بعرصة كربلاء هضابا
أُسْدٌ قد اتخذوا الصوارم حلية***وتسربلوا حلق الدروع ثيابا
تخذت عيونهمُ القساطل كحلها***وأكفهم فيضَ النحور خضابا
يتمايلون كأنّما غنّى لهم***وقع الظُبى وسقاهم أكوابا
برقت سيوفهم فأمطرت الطُلى***بدمائها والنقع ثار سحابا
وكأنّهم مستقبلون كواعبا***مستقبلين أسنَّة وكعابا
وجدوا الردى من دون آل محمد***عذبا وبعدهم الحياة عذابا
ودعاهم داعي القضاء وكلهم***ندب إذا الداعي دعاه أجابا
فهووا على عفر التراب وإنّما***ضموا هناك الخُرَّدَ الاترابا
ونأوا عن الاعداء وارتحلوا إلى***دار النعيم وجاوروا الاحبابا
وتحزَّبت فرق الضلال على ابن من***في يوم بدر فرَّق الاحزابا
فأقام عين المجد فيهم مفردا***عقدت عليه سهامهم أهدابا
أحصاهم عددا وهم عدد الحصى***وأبادهم وهم الرمال حسابا
يومي إليهم سيفه بذبابه***فتراهم يتطايرون ذبابا
لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا***فإذا همُ لا يملكون خطابا
يدعو ألستُ أنا ابن بنت نبيّكم***وملاذكم إن صرف دهر نابا
هل جئت في دين النبيّ ببدعة***أم كنت في أحكامه مرتابا
أم لم يوصِّ بنا النبيُّ وأودع الـ***ـثقلين فيكم عترة وكتابا
إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا***أحسابكم إن كنتم أعرابا
فغدوا حيارى لا يرون لوعظه***إلاّ الاسنَّة والسهام جوابا
حتى إذا أسفت علوج أمية***أن لا ترى قلب النبيّ مصابا
صلَّت على جسم الحسين سيوفهم***فغدا لساجدة الظبى محرابا
ومضى لهيفا لم يجد غير القنا***ظلا ولا غير النجيع شرابا
ظمآن ذاب فؤاده من غلة***لو مسَّت الصخر الاصمّ لذابا
لهفي لجسمك في الصعيد مجردا***عريان تكسوه الدماء ثيابا
تَرِبَ الجبين وعين كل موحد***ودَّتْ لجسمك لو تكون ترابا
لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا***يكسوه من أنواره جلبابا
يتلو الكتاب على السنان وإنما***رفعوا به فوق السنان كتابا
ليَنُحْ كتابُ اللّه مما نابَهُ***ولينثن الاسلام يقرع نابا
وليبك دين محمد من أمَّةٍ***عزلوا الرؤوس وأَمَّروا الاذنابا
هذا ابن هند وهو شرُّ أميةٍ***من آل أحمد يستذلّ رقابا
ويصون نسوته ويبدي زينبا***من خدرها وسكينة وربابا
لهفي عليها حين تأسرها العدى***ذلاًّ وتُركبها النياق صعابا
وتبيح نهب رحالها وتنيبها***عنها رحال النيب والاقتابا
سلبت مقانعها وما أبقت لها***حاشى المهابة والجلال حجابا
***********************************
أَوَبعدما ابيضَّ القذال وشابا***أصبو لوصل الغيد أو أتصابى
هبني صبوت فمن يعيد غوانيا***يحسبن بازيَّ المشيب غرابا
قد كان يهديهنّ ليل شبيبتي***فضللن حين رأين فيه شهابا
والغيد مثل النجم يطلع في الدجى***فإذا تبلَّج ضوء صبح غابا
لا يبعدنَّ وإن تغيَّر مألف***بالجمع كان يؤلف الاحبابا
ولقد وقفت فما وقفن مدامعي***في دار زينب بل وقفن ربابا
فسجمت فيها من دموعي ديمة***وسجرت من حرّ الزفير شهابا
واحمرَّ فيها الدمع حتى أوشكت***تلك المعاهد تنبت العنابا
وذكرت حين رأيتها مهجورة***فيها الغراب يردد التنعابا
أبيات آل محمد لما سرى***عنها ابن فاطمة فعدن يبابا
ونحا العراق بفتية من غالب***كل تراه المدرك الغلابا
صِيدٌ إذا شبَّ الهياج وشابت الـ***..أرض الدما والطفل رعبا شابا
ركزوا قناهم في صدور عداتهم***ولبيضهم جعلوا الرقاب قرابا
تجلو وجوههم دجى النقع الذي***يكسو بظلمته ذكاء نقابا
وتنادبت للذبِّ عنه عصبة***ورثوا المعالي أشيبا وشبابا
من ينتدبهم للكريهة ينتدب***منهم ضراغمة الاسود غضابا
خفوا لداعي الحرب حين دعاهم***ورسوا بعرصة كربلاء هضابا
أُسْدٌ قد اتخذوا الصوارم حلية***وتسربلوا حلق الدروع ثيابا
تخذت عيونهمُ القساطل كحلها***وأكفهم فيضَ النحور خضابا
يتمايلون كأنّما غنّى لهم***وقع الظُبى وسقاهم أكوابا
برقت سيوفهم فأمطرت الطُلى***بدمائها والنقع ثار سحابا
وكأنّهم مستقبلون كواعبا***مستقبلين أسنَّة وكعابا
وجدوا الردى من دون آل محمد***عذبا وبعدهم الحياة عذابا
ودعاهم داعي القضاء وكلهم***ندب إذا الداعي دعاه أجابا
فهووا على عفر التراب وإنّما***ضموا هناك الخُرَّدَ الاترابا
ونأوا عن الاعداء وارتحلوا إلى***دار النعيم وجاوروا الاحبابا
وتحزَّبت فرق الضلال على ابن من***في يوم بدر فرَّق الاحزابا
فأقام عين المجد فيهم مفردا***عقدت عليه سهامهم أهدابا
أحصاهم عددا وهم عدد الحصى***وأبادهم وهم الرمال حسابا
يومي إليهم سيفه بذبابه***فتراهم يتطايرون ذبابا
لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا***فإذا همُ لا يملكون خطابا
يدعو ألستُ أنا ابن بنت نبيّكم***وملاذكم إن صرف دهر نابا
هل جئت في دين النبيّ ببدعة***أم كنت في أحكامه مرتابا
أم لم يوصِّ بنا النبيُّ وأودع الـ***ـثقلين فيكم عترة وكتابا
إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا***أحسابكم إن كنتم أعرابا
فغدوا حيارى لا يرون لوعظه***إلاّ الاسنَّة والسهام جوابا
حتى إذا أسفت علوج أمية***أن لا ترى قلب النبيّ مصابا
صلَّت على جسم الحسين سيوفهم***فغدا لساجدة الظبى محرابا
ومضى لهيفا لم يجد غير القنا***ظلا ولا غير النجيع شرابا
ظمآن ذاب فؤاده من غلة***لو مسَّت الصخر الاصمّ لذابا
لهفي لجسمك في الصعيد مجردا***عريان تكسوه الدماء ثيابا
تَرِبَ الجبين وعين كل موحد***ودَّتْ لجسمك لو تكون ترابا
لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا***يكسوه من أنواره جلبابا
يتلو الكتاب على السنان وإنما***رفعوا به فوق السنان كتابا
ليَنُحْ كتابُ اللّه مما نابَهُ***ولينثن الاسلام يقرع نابا
وليبك دين محمد من أمَّةٍ***عزلوا الرؤوس وأَمَّروا الاذنابا
هذا ابن هند وهو شرُّ أميةٍ***من آل أحمد يستذلّ رقابا
ويصون نسوته ويبدي زينبا***من خدرها وسكينة وربابا
لهفي عليها حين تأسرها العدى***ذلاًّ وتُركبها النياق صعابا
وتبيح نهب رحالها وتنيبها***عنها رحال النيب والاقتابا
سلبت مقانعها وما أبقت لها***حاشى المهابة والجلال حجابا
تعليق