بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم محمد واله الطاهرين
قواعد نفسية من نهج البلاغة:
الحكمة الاولى
قاعدة التعامل مع الفتنة
1ـ كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ لَا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ ولَا ضَرْعٌ فَيُحْلَب[1]
ان هذا الكلام يرسم لنا منهجاً في خصوص التعامل مع الفتنة، فيلوح من النص عدة من النقاط الرئيسة لمعالجة الموضوع بشكل دقيق.
أـ طلب من الانسان يتخذ طريقاً ومنهجاً في الفتنة ان يكون شبيهاً بابن اللبون في التعامل مع الظلمة خصوصاَ، فان ابن اللبون ليس له ظهر حتى يركبه غيره، اي ليس لا يستطيع ان يستخدمك غيرك في الفتنة فلا تعطهم سبيلاً اليك، كما ان ليس له ضرع فيحلب، فلا تكون معطاءً للغير في الفتنة كي لا ينتفع أحد بك.
2ـ النص يحمل توجيهاً مؤثراً، صيغَ بطريقة جميلة وفق فنون العرب في الكلام.
وقيل معنى كن فى الفتنة بحيث لا مطمع لاحد من طريق القوّة ومن طريق المال ، يعنى لا تهيّج الفتنة بنفسك ومالك . عبّر عن القوّة بالظَّهر ، وعن المال باللَّبن[2]
وقد يُقَرَب المعنى بان الانسان عليه ان يجعل نفسه في زمن الفتنة قليل المال والجاه كي لا يستفاد منه أهل الظلم والتسلط.
طرح الشيخ حبيب الله الخوئي كلاماً جديداً:
المقصود من الفتنة أعمّ والمراد من الدستور أمر أتمّ ، وليس غرضه عليه السّلام الأمر بالانزواء والعزلة والاستراحة إلى الخمول والتغافل والغفلة بل المقصود الحذر عن التعاون مع دعاة الفتنة وشدّ أزرهم في مقاصدهم الفاسدة ومحقّ الحق ، سواء كان الفتنة لغرض سياسي كما مثّل ، أو لغيره كما في فتنة خلق القرآن في أيّام المأمون ، وسواء كانت لتخاصم بين ضالَّين كما ذكر ، أو تخاصم الحقّ والباطل كفتنة السقيفة والجمل وصفّين .
فالمقصود الحذر من إعانة المفتنين ، وتأييد أغراض المبطلين وأمر عليه السّلام بالتمسك بالحقّ في كلّ حين على ما يجب على المسلمين ، ولا عزلة في الإسلام ولا خمول للمسلم ، بل يجب عليه القيام ، كما قال عزّ من قائل: ( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّه ِ مَثْنى وَفُرادى ) * ، ولا مندوحة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بل يجب الكفاح عن الحقّ بما تيسّر في كلّ زمان ومكان[3]
وهذا معنى دقيق وجليل من الشيخ (قدس) وهو اوسع من سوابقه التي ذكرت، وعلى هذا التفصيل في مختلف الاقوال الا ان الجميع بشكل عام متفق عليه، وهو تحذير الانسان من الوقوع بالفتن واتخاذ الحذر طريقاً ومنهجاً في مواجهة الظالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
[1] ـ نهج البلاغة: تحقيق د.صبحي الصالح، ص469.
[2] ـ معارج نهج البلاغة: ص397.
[3] ـ منهاج البراعة: ج21،ص8.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم محمد واله الطاهرين
قواعد نفسية من نهج البلاغة:
الحكمة الاولى
قاعدة التعامل مع الفتنة
1ـ كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ لَا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ ولَا ضَرْعٌ فَيُحْلَب[1]
ان هذا الكلام يرسم لنا منهجاً في خصوص التعامل مع الفتنة، فيلوح من النص عدة من النقاط الرئيسة لمعالجة الموضوع بشكل دقيق.
أـ طلب من الانسان يتخذ طريقاً ومنهجاً في الفتنة ان يكون شبيهاً بابن اللبون في التعامل مع الظلمة خصوصاَ، فان ابن اللبون ليس له ظهر حتى يركبه غيره، اي ليس لا يستطيع ان يستخدمك غيرك في الفتنة فلا تعطهم سبيلاً اليك، كما ان ليس له ضرع فيحلب، فلا تكون معطاءً للغير في الفتنة كي لا ينتفع أحد بك.
2ـ النص يحمل توجيهاً مؤثراً، صيغَ بطريقة جميلة وفق فنون العرب في الكلام.
وقيل معنى كن فى الفتنة بحيث لا مطمع لاحد من طريق القوّة ومن طريق المال ، يعنى لا تهيّج الفتنة بنفسك ومالك . عبّر عن القوّة بالظَّهر ، وعن المال باللَّبن[2]
وقد يُقَرَب المعنى بان الانسان عليه ان يجعل نفسه في زمن الفتنة قليل المال والجاه كي لا يستفاد منه أهل الظلم والتسلط.
طرح الشيخ حبيب الله الخوئي كلاماً جديداً:
المقصود من الفتنة أعمّ والمراد من الدستور أمر أتمّ ، وليس غرضه عليه السّلام الأمر بالانزواء والعزلة والاستراحة إلى الخمول والتغافل والغفلة بل المقصود الحذر عن التعاون مع دعاة الفتنة وشدّ أزرهم في مقاصدهم الفاسدة ومحقّ الحق ، سواء كان الفتنة لغرض سياسي كما مثّل ، أو لغيره كما في فتنة خلق القرآن في أيّام المأمون ، وسواء كانت لتخاصم بين ضالَّين كما ذكر ، أو تخاصم الحقّ والباطل كفتنة السقيفة والجمل وصفّين .
فالمقصود الحذر من إعانة المفتنين ، وتأييد أغراض المبطلين وأمر عليه السّلام بالتمسك بالحقّ في كلّ حين على ما يجب على المسلمين ، ولا عزلة في الإسلام ولا خمول للمسلم ، بل يجب عليه القيام ، كما قال عزّ من قائل: ( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّه ِ مَثْنى وَفُرادى ) * ، ولا مندوحة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بل يجب الكفاح عن الحقّ بما تيسّر في كلّ زمان ومكان[3]
وهذا معنى دقيق وجليل من الشيخ (قدس) وهو اوسع من سوابقه التي ذكرت، وعلى هذا التفصيل في مختلف الاقوال الا ان الجميع بشكل عام متفق عليه، وهو تحذير الانسان من الوقوع بالفتن واتخاذ الحذر طريقاً ومنهجاً في مواجهة الظالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
[1] ـ نهج البلاغة: تحقيق د.صبحي الصالح، ص469.
[2] ـ معارج نهج البلاغة: ص397.
[3] ـ منهاج البراعة: ج21،ص8.
تعليق