"هيبة شهر رمضان"
نحن إن كنّا قد صدّقنا بالحضور بين يدي المضيّف في هذه الضيافة، وأدركنا عظمة ربّ شهر رمضان، سيعتري قلبنا الخوف ـ بلا شك ـ من سوء الأدب في هذا المجلس العظيم، مضافا إلى شعور الاغتباط بهذه الضيافة. كما أنه قبل الاستعداد للحضور في هذا الحفل العظيم، ستعترينا الرهبة من تجلّي كل هذه العظمة أمام وجودنا الحقير.
قال الإمام السجاد في دعاء وداع شهر رمضان:
«وَ [ما] أَهْيبَكَ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ»
[الصيفة السجادية/الدعاء45]
فمن أين أتت هذه الهيبة؟ من الواضح أنها ناجمة من التقرّب إلى محضر ربّ العالمين، وإما ناشئة من أهمية مراعاة آداب شهر رمضان وأداء أعماله، لئلّا يتعدّى الضيف الأدبَ على ساحة القدس الربوبي أو على مجلس ضيافته الكريم.
عندما كان رسول الله(ص) يتحدث مع جابر بن عبد الله عن بركات شهر رمضان، عرّج على شروطه وآدابه وقال: «يا جَابِرُ هَذَا شَهْرُ رَمَضَان مَنْ صَامَ نَهَارَهُ وَ قَامَ وِرْداً مِنْ لَيلِهِ وَ عَفَّ بَطْنُهُ وَ فَرْجُهُ وَ کَفَّ لِسَانَهُ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ کَخُرُوجِهِ مِنَ الشَّهْر» فاسترّ جابر من ثمرات شهر رمضان وبشاراته وقال: «يا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذَا الْحَدِيثَ» فأجابه النبي(ص) وقال: «يا جَابِرُ وَ مَا أَشَدَّ هَذِهِ الشُّرُوطَ»
[الکافي، ج4، ص87، باب أدب الصائم، ح 2]
ففي الواقع أراد النبي(ص) أن يلفت نظر جابر إلى أهميّة شهر رمضان وخطره. ولا شكّ في أن النبي(ص) يريد من أتباعه أن يكونوا في قلق مراعاة آداب شهر رمضان أكثر من البهجة والتمتع ببركات هذا الشهر وبشاراته.
🔹️🔸️🔹️🔸️🔹️🔸️🔸️🔸️🔹️🔸️🔹️🔸️🔹️🔸️🔹️🔸️
تعليق