يهودي يخطف الامام الحسين (ع) ويعثر عليه الامام الحسن (ع) بمعجزة إلهيه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد اكن اليهود في صدورهم بغضا وحقدا شديدا على امير المؤمنين علي (ع) وخصوصا عندما قتل الامام (ع) ابطالهم وقلع باب حصونهم بيده المباركة وفتح خيبر وراية الاسلام تلوح بيمينه حتى كتب الله النصر للمسلمين على اليهود بساعد وشجاعة الامام علي ابن ابي طالب (ع) .
و تتضح عداوة اهل خيبر من خلال هذا المقطع من دعاء الندبة : ( وقتل أبطالهم ، وناهش ذؤبانهم ، فأودع قلوبهم أحقادا بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن ) .
ثم يشير دعاء الندبة الى ان هذا الحقد سرى من الحقد على علي (ع) الى الحقد على اولاد علي (ع) : ( والأمة مصرة على مقته ، مجتمعة على قطيعة رحمه ، وإقصاء ولده إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ، فقتل من قتل ، وسبي من سبي ، واقصي من اقصي .... ) .
فحقد اليهود على امير المؤمنين علي (ع) وعلى اولاده ثابت لا ينكره اي احد .
واذا عرفنا ذلك فلا نتعجب من هذه القصة التالية التي تنص على ان احد اليهود قد خطف
روى أن النبي (ص) خرج من المدينة غازياً وأخذ معه علياً (ع) وبقي الحسن والحسين (ع) عند أمهما (ع) لأنهما صغيران فخرج الحسين (ع) ذات يوم من دار أمه يمشي وكان عمره يومئذ ثلاث سنين فوقع بين بساتين حول المدينة فمرّ عليه يهودي يقال له صالح بن رقعة اليهودي فأخذه الى بيته وأخفاه عن أمه حتى بلغ النهار الى وقت العصر لم يتبين له أثر ففار قلب فاطمة بالهمّ والحزن على ولدها الحسين فصارت تخرج من دارها الى باب مسجد النبي سبعين مرّة فلم ترى احداً تبعثه في طلب الحسين (ع) ثم أقبلت على ولدها الحسن (ع) وقالت : يا مهجة قلبي وقرّة عيني قم فأطلب أخاك الحسين (ع) فأن قلبي يحترق من فراقه فقام الحسن (ع) وخرج من المدينة وجعل ينادي يا حسين بن علي يا قرّة عين النبي (ص) أين أنت يا أخي قال فبينما الحسن (ع) ينادي أذ بدا له غزالة في تلك الساعة فألهم الله الحسن (ع) أن يسأل الغزالة .
فقال لها : يا ظبية هل رأيت أخي حسيناً ؟ فأنطق الله الغزالة ببركات رسول الله وقالت يا حسن يا نور عين المصطفى أعلم أن أخاك أخذه صالح اليهودي واخفاه في بيته .
فسار الحسن حتى أتى الى دار اليهودي فناداه فخرج صالح ، فقال الحسن : يا صالح أخرج ألي الحسين من دارك وسلّمه اليّ وإلا أقول لأمي تدعو عليك في أوقات السحر وتسأل ربها حتى لا يبقى على وجه الأرض يهودي ثم أقول لأبي يضرب بحسامه لجمعكم حتى يلحقكم بدار البوار وأقول لجدي يسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يدع يهوديا ألا وقد فارق روحه .
فتحيّر صالح اليهودي من كلام الحسن وقال يا صبي من أمك ؟
فقال : أمي الزهراء بنت محمد المصطفى قلادة الصّفوة ودرّة صدف العصمة وغرّة جمال العلم والحكمة خمرت طينة وجودها من تفّاح الجنة وكتب الله في صحيفتها عتق عصاة الأمة وهي أم السادة النجباء وسيدة النساء البتول العذراء فاطمة الزهراء .
فقال اليهودي : أما أمك فعرفتها فمن أبوك ؟
فقال الحسن : أن أبي أسد الله الغالب علي أبن ابي طالب الضارب بالسيفين والطاعن بالرمحين والمصلي مع النبي في القبلتين والمفدي نفسه لسيد الثقلين أبو الحسن والحسين .
فقال صالح : يا صبي قد عرفت أباك فمن جدك ؟
قال : جدي درّة من صدف الجليل وثمرة من شجرة ابراهيم الخليل الكوكب الدري والنور المضيء من مصابيح التبجيل المعلقة في عرش الجليل سيد الكونين ورسول الثقلين ونظام الدارين وفخر العالمين ومقتدى الحرمين وأمام المشرقين والمغربين وجد السبطين أنا الحسن وأخي الحسين .
قال فلما فرغ الحسن من تعداد مناقبه أنجلى صدر الكفر عن قلب صالح وهملت عيناه بالدموع وجعل ينظر كالمتحير متعجبّا من حسن منطقه وصغر سنّه وجودة فهمه .
ثم قال له : يا ثمرة فؤاد المصطفى و يا نور عين المرتضى و يا سرور صدر الزهراء يا حسن أخبرني من قبل أن أسلّم أليك أخاك عن أحكام دين الإسلام حتى أذعن لك وأنقاد الى الإسلام .
ثم أن الحسن عرض عليه أحكام الإسلام وعرّفه الحلال والحرام فأسلم صالح وأحسن الإسلام على يدّ الأمام أبن الإمام وسلّم أليه أخاه ثم نثر على رأسيهما طبقاً من الذهب والفضّة وتصدق به على الفقراء والمساكين ببركة الحسن والحسين
ثم أن الحسن أخذ بيد الحسين وأتيا الى أمهما فلما رأتهما أطمأن قلبها وزاد سرورها بولديها .
قال فلما كان اليوم الثاني أقبل صالح ومعه سبعون رجلا من رهطه واقاربه وقد دخلوا جميعهم بالإسلام على يد الإمام أبن الأمام أخي الإمام ثم تقدم صالح الى باب الزهراء رافعاً صوته بالثناء وجعل يمرغ وجهه وشيبته على عتبة دار فاطمة وهو يقول يا بنت محمد المصطفى عملت سوء بأبنك واذيت ولدك وانا نادم على فعلي فاصفحي .
فأرسلت اليه فاطمة : أمّا أنا فقد عفوت عنك من حقي لكنهما ابناي وابنا علي المرتضى فاعتذر اليه مما أذيت أبنه .
ثم أنّ صالحا أنتظر عليا حتى أتى من سفره وعرض عليه حاله وأعترف عنده بما جرى له وبكى بين يديه وأعتذر مما أساء اليه .
فقال له : يا صالح أما أنا فقد رضيت عنك وصفحت عن ذنبك لكن هؤلاء ابناي وريحانتا رسول الله فأمض اليه واعتذر مما أسأت بولديه .
قال فأتى صالح الى رسول الله باكيا حزينا وقال يا سيد المرسلين أنت قد أرسلت رحمة للعالمين وأنّي قد أسأت وأخطأت وأنا الآن قد فارقت الكفر ودخلت في دين الإسلام .
فقال له النبي : أما انا فقد رضيت عنك وصفحت جرمك لكن يجب عليك أن تعتذر الى الله وتستغفره مما أسأت بقرّة عين الرسول ومهجة فؤاد البتول حتى يعفو الله عنك سبحانه .
قال فلم يزل صالح يستغفر ربّه ويتوسّل اليه ويتضرع بين يديه في أسحار الليل واوقات الصلاة حتى نزل جبرئيل الى النبي بأحسن التبجيل وهو يقول يا محمد قد صفح الله عن جرم صالح حيث دخل الاسلام على يد الامام ابن الامام اخي الامام عليهم افضل الصلاة والسلام ) - 1 -
*************************************
1 - موسوعة كلمات الإمام الحسن (ع) ، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ، ص 31 *** المنتخب للطريحي *** وغيرها من المصادر .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد اكن اليهود في صدورهم بغضا وحقدا شديدا على امير المؤمنين علي (ع) وخصوصا عندما قتل الامام (ع) ابطالهم وقلع باب حصونهم بيده المباركة وفتح خيبر وراية الاسلام تلوح بيمينه حتى كتب الله النصر للمسلمين على اليهود بساعد وشجاعة الامام علي ابن ابي طالب (ع) .
و تتضح عداوة اهل خيبر من خلال هذا المقطع من دعاء الندبة : ( وقتل أبطالهم ، وناهش ذؤبانهم ، فأودع قلوبهم أحقادا بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن ) .
ثم يشير دعاء الندبة الى ان هذا الحقد سرى من الحقد على علي (ع) الى الحقد على اولاد علي (ع) : ( والأمة مصرة على مقته ، مجتمعة على قطيعة رحمه ، وإقصاء ولده إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ، فقتل من قتل ، وسبي من سبي ، واقصي من اقصي .... ) .
فحقد اليهود على امير المؤمنين علي (ع) وعلى اولاده ثابت لا ينكره اي احد .
واذا عرفنا ذلك فلا نتعجب من هذه القصة التالية التي تنص على ان احد اليهود قد خطف
روى أن النبي (ص) خرج من المدينة غازياً وأخذ معه علياً (ع) وبقي الحسن والحسين (ع) عند أمهما (ع) لأنهما صغيران فخرج الحسين (ع) ذات يوم من دار أمه يمشي وكان عمره يومئذ ثلاث سنين فوقع بين بساتين حول المدينة فمرّ عليه يهودي يقال له صالح بن رقعة اليهودي فأخذه الى بيته وأخفاه عن أمه حتى بلغ النهار الى وقت العصر لم يتبين له أثر ففار قلب فاطمة بالهمّ والحزن على ولدها الحسين فصارت تخرج من دارها الى باب مسجد النبي سبعين مرّة فلم ترى احداً تبعثه في طلب الحسين (ع) ثم أقبلت على ولدها الحسن (ع) وقالت : يا مهجة قلبي وقرّة عيني قم فأطلب أخاك الحسين (ع) فأن قلبي يحترق من فراقه فقام الحسن (ع) وخرج من المدينة وجعل ينادي يا حسين بن علي يا قرّة عين النبي (ص) أين أنت يا أخي قال فبينما الحسن (ع) ينادي أذ بدا له غزالة في تلك الساعة فألهم الله الحسن (ع) أن يسأل الغزالة .
فقال لها : يا ظبية هل رأيت أخي حسيناً ؟ فأنطق الله الغزالة ببركات رسول الله وقالت يا حسن يا نور عين المصطفى أعلم أن أخاك أخذه صالح اليهودي واخفاه في بيته .
فسار الحسن حتى أتى الى دار اليهودي فناداه فخرج صالح ، فقال الحسن : يا صالح أخرج ألي الحسين من دارك وسلّمه اليّ وإلا أقول لأمي تدعو عليك في أوقات السحر وتسأل ربها حتى لا يبقى على وجه الأرض يهودي ثم أقول لأبي يضرب بحسامه لجمعكم حتى يلحقكم بدار البوار وأقول لجدي يسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يدع يهوديا ألا وقد فارق روحه .
فتحيّر صالح اليهودي من كلام الحسن وقال يا صبي من أمك ؟
فقال : أمي الزهراء بنت محمد المصطفى قلادة الصّفوة ودرّة صدف العصمة وغرّة جمال العلم والحكمة خمرت طينة وجودها من تفّاح الجنة وكتب الله في صحيفتها عتق عصاة الأمة وهي أم السادة النجباء وسيدة النساء البتول العذراء فاطمة الزهراء .
فقال اليهودي : أما أمك فعرفتها فمن أبوك ؟
فقال الحسن : أن أبي أسد الله الغالب علي أبن ابي طالب الضارب بالسيفين والطاعن بالرمحين والمصلي مع النبي في القبلتين والمفدي نفسه لسيد الثقلين أبو الحسن والحسين .
فقال صالح : يا صبي قد عرفت أباك فمن جدك ؟
قال : جدي درّة من صدف الجليل وثمرة من شجرة ابراهيم الخليل الكوكب الدري والنور المضيء من مصابيح التبجيل المعلقة في عرش الجليل سيد الكونين ورسول الثقلين ونظام الدارين وفخر العالمين ومقتدى الحرمين وأمام المشرقين والمغربين وجد السبطين أنا الحسن وأخي الحسين .
قال فلما فرغ الحسن من تعداد مناقبه أنجلى صدر الكفر عن قلب صالح وهملت عيناه بالدموع وجعل ينظر كالمتحير متعجبّا من حسن منطقه وصغر سنّه وجودة فهمه .
ثم قال له : يا ثمرة فؤاد المصطفى و يا نور عين المرتضى و يا سرور صدر الزهراء يا حسن أخبرني من قبل أن أسلّم أليك أخاك عن أحكام دين الإسلام حتى أذعن لك وأنقاد الى الإسلام .
ثم أن الحسن عرض عليه أحكام الإسلام وعرّفه الحلال والحرام فأسلم صالح وأحسن الإسلام على يدّ الأمام أبن الإمام وسلّم أليه أخاه ثم نثر على رأسيهما طبقاً من الذهب والفضّة وتصدق به على الفقراء والمساكين ببركة الحسن والحسين
ثم أن الحسن أخذ بيد الحسين وأتيا الى أمهما فلما رأتهما أطمأن قلبها وزاد سرورها بولديها .
قال فلما كان اليوم الثاني أقبل صالح ومعه سبعون رجلا من رهطه واقاربه وقد دخلوا جميعهم بالإسلام على يد الإمام أبن الأمام أخي الإمام ثم تقدم صالح الى باب الزهراء رافعاً صوته بالثناء وجعل يمرغ وجهه وشيبته على عتبة دار فاطمة وهو يقول يا بنت محمد المصطفى عملت سوء بأبنك واذيت ولدك وانا نادم على فعلي فاصفحي .
فأرسلت اليه فاطمة : أمّا أنا فقد عفوت عنك من حقي لكنهما ابناي وابنا علي المرتضى فاعتذر اليه مما أذيت أبنه .
ثم أنّ صالحا أنتظر عليا حتى أتى من سفره وعرض عليه حاله وأعترف عنده بما جرى له وبكى بين يديه وأعتذر مما أساء اليه .
فقال له : يا صالح أما أنا فقد رضيت عنك وصفحت عن ذنبك لكن هؤلاء ابناي وريحانتا رسول الله فأمض اليه واعتذر مما أسأت بولديه .
قال فأتى صالح الى رسول الله باكيا حزينا وقال يا سيد المرسلين أنت قد أرسلت رحمة للعالمين وأنّي قد أسأت وأخطأت وأنا الآن قد فارقت الكفر ودخلت في دين الإسلام .
فقال له النبي : أما انا فقد رضيت عنك وصفحت جرمك لكن يجب عليك أن تعتذر الى الله وتستغفره مما أسأت بقرّة عين الرسول ومهجة فؤاد البتول حتى يعفو الله عنك سبحانه .
قال فلم يزل صالح يستغفر ربّه ويتوسّل اليه ويتضرع بين يديه في أسحار الليل واوقات الصلاة حتى نزل جبرئيل الى النبي بأحسن التبجيل وهو يقول يا محمد قد صفح الله عن جرم صالح حيث دخل الاسلام على يد الامام ابن الامام اخي الامام عليهم افضل الصلاة والسلام ) - 1 -
*************************************
1 - موسوعة كلمات الإمام الحسن (ع) ، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ، ص 31 *** المنتخب للطريحي *** وغيرها من المصادر .
تعليق