في يوم (6) من شهر رمضان سنة (201 ه) بايع الناس الإمام الرضا عليه السلام لولاية العهد.
قال الشيخ المفيد: وهو يوم شريف يتجدد فيه سرور المؤمنين، ويستحب فيه الصدقة والمبرة للمساكين، والاكثار من شكر الله عز اسمه على ما أظهر فيه من حق آل محمد (عليهم السلام) وإرغام المنافقين.
ومجمل هذه الواقعة:
في سنة 200 للهجرة وجّه المأمون رجاء بن أبي الضحاك و هو عم الفضل بن سهل و فرناس الخادم لإشخاص علي بن موسى الرضا عليه السلام، ودعوته بالتوجه إلى «مرو» و عندما وصل الإمام «مرو» استقبله المأمون استقبالاً حاراً ، ثم عرض عليه أن يتقلد الإمرة و الخلافة فأبى الرضا عليه السلام ذلك و جرت في هذا مخاطبات كثيرة و بقوا في ذلك نحواً من شهرين كل ذلك يأبي عليه أبو الحسن علي بن موسى أن يقبل ما يعرض عليه. قال الشيخ المفيد: ثم انّ المأمون أنفذ إلى الرضا عليه السلام إني أريد أن أخلع نفسي من الخلافة و أقلّدك إياها فما رأيك في ذلك فأنكر الرضا عليه السلام هذا الأمر.
ثم قال له: فإذا ابيت ما عرضت عليك فلا بدّ من ولاية العهد من بعدي فأبى عليه الرضا عليه السلام إباءً شديداً فاستدعاه إليه و خلا به و معه الفضل بن سهل ذو الرياستين ليس في المجلس غيرهم و قال: أني قد رأيت أن اقلّدك أمر المسلمين و أفسخ ما في رقبتي وأضعه في رقبتك، فرفض الإمام الرضا عليه السلام، فقال له المأمون كلاماً فيه كالتهديد له على الامتناع عليه .. فقال له الإمام: فإني أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على أنني لا آمر ولا أنهى ولا أفتى ولا اقضى ولا أوّلى ولا أعزل ولا أغيّر شيئاً مما هو قائم فأجاب المأمون إلى ذلك كله[1].
وهكذا وفي مثل هذا اليوم أقام المأمون مجلساً عظيماً، وأمر بوسادتين عظيمتين للإمام وركب الناس على طبقاتهم من القادة والحجاب والقضاة وغيرهم. فجلس المأمون وأجلس الإمام الرضا عليه السلام ثم أمر ابنه العباس أن يبايع له أول الناس، وبعد ذلك أمر الحاضرين بأن يقوموا لبيعة الإمام، بعدها قدمت الجوائز الثمينة، ووزعت الدرر الذهبية على الحاضرين وتبارى الشعراء والخطباء في إلقاء الكلمات والقصائد، وأمر المأمون بأن يُذكر اسم الإمام على المنابر وأن تضرب الدراهم والدنانير باسمه ولقبه، وفي هذه السنة ذكر اسم الإمام الرضا عليه السلام على منبر رسول الله (ص) في المدينة المنورة وتم الدعاء له.
وقال خطيبهم: «ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
ثم إن المأمون أمر أن يستبدل الأسود الذي هو شعار العباسيين باللون الأخضر ثم زوّج ابنته «أم حبيبة» إلى الإمام، وقدّم ابنته الأخرى «أم الفضل» إلى ولده الإمام الجواد عليه السلام وزوج بنت عمته إلى اسحق بن موسى.
دوافع المأمون لفرض ولاية العهد:
1- تهدئة الأوضاع المضطربة.
2- إضفاء الشرعية على حكمه.
3- منع الإمام من الدعوة لنفسه.
4- إبعاد الإمام عن قواعده.
5- إيقاف خطر الإمام على الحكم القائم .
6- تشويه سمعة الإمام عليه السلام .
7- تفتيت جبهه المعارضة.
استثمار الإمام عليه السلام للظروف:
1- استثمار الظروف لإقامة الدين وإحياء السنة.
2- توظيف وسائل الإعلام لصالح الإمام عليه السلام .
3- حرية الإمام عليه السلام في مناظرة أهل الأديان والمذاهب.
4- نشر مفاهيم أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم.
5- حقن دماء أهل البيت عليهم السلام.
———————————————————–
[1] – المفيد: الإرشاد 2/260 تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام،
(اعلام الحكمة).
تعليق