إنّ الحديث عن نشأة المكتبة النسوية هو في الواقع حديث عن نافذة تشرق منها المعرفة والثقافة على المرأة
ما لها من مكانة اعتبارية في الإسلام، والتي يوليها صاحب شرف المكان أبو الفضل العباس عليه السلام لها
كما أنَّ الاهتمام الكبير الذي يوليه سماحة المرجع الدينيّ الأعلى السيد السيستانيّ (دام ظله) للثقافة وللمرأة
كان له الأثر الكبير في إعادة تأهيل مكتبات العتبات المقدّسة، ورفدها بآلاف المصادر
واستحداث وحدات وشعب جديدة من أبرزها شعبة المكتبة النسوية، حيث تمّ تخصيص أَيام معيّنة
من مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدّسة للنساء للاستفادة من خدماتها أسوةً بالرجال،
وتمّ افتتاحها في شعبان عام 1427هـ/ الموافق 2006م بإدارة كادر نسوي.
نبذة تعريفية عن المكتبة النسوية
في ظل التطورات المعلوماتية والتكنولوجية التي يشهدها العالم اليوم أصبحت المكتبات العامة من المعايير
التي يمكن من طريقها تقييم وتصنيف الحركة العلمية؛ لأنّها قطب الرحى للمؤسسات العلمية
التي تؤدي دوراً بارزاً في تطوير البحث العلمي، ونشر الثقافة العلمية والتعليمية.
وتُعد المكتبة النسوية التابعة للعتبة العباسية المقدّسة من أوائل المكتبات النسوية الرئيسة في العراق،
والرائدة بمصادر المعلومات من الكتب التي تربو على 45 ألف كتاب والدوريات القديمة والحديثة الورقية والالكترونية،
إذ تحتوي على النوادر والأصول التي لا توجد في أي مكتبة اخرى، كما تحتوي على مركز لإيداع الكثير من الرسائل
والاطاريح الجامعية التي يعدُّها طلبة الدراسات العليا في عموم الجامعات العراقية، ولذا اهتمّت باقتنائها،
وإعداد فهارس ورقية والكترونية للتعريف بها، وتوفيرها للباحثين.
كما تتميّز بدورها المهم في دعم الحركة العلمية النسوية الإسلامية من طريق أنشطتها الثقافية النسوية،
لما تمتاز به من موقعية وثروة علمية وأجواء روحانية تجذب الباحثة والقارئة مستمدّة
من صاحب المكان المولى أبي الفضل العباس عليه السلام إذ شمل نطاق عملها الكثير من النشاطات الثقافية
النسوية السمعية والمرئية والمطبوعة وفي مختلف الميادين العلمية والثقافية من ندوات ومهرجانات دولية
ومحلية فغدت أيقونة النشاط الثقافي النسوي الإسلامي، دائبة على التطوير
والتحديث المستمر لخدماتها المكتبية والمعلوماتية وفق متطلبات العصر للنهوض
بالمستوى العلمي داخل البلد وخارجه، والمحافظة على مكانتها بين المكتبات العراقية والعربية والعالمية .
تعليق