بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدخل السجن ، فجلس في زاوية من زواياه مهموماً ، يُقلّب كفيه ويكلم نفسه ،
• فأقبل عليه شيخ عليه سيماء العقلاء ، فقال :
° عجباً! همٌ ودنيا إلى زوال ؟.
• قال السجين : يا شيخ ،لا صديق صادق ولا صاحب صالح ولا ولي ناصح ؟ .
• قال الشيخ : ربما سوء الاختيار لا قلة الأخيار !.
• قال وهل ملأت كفك يا شيخ ؟.
• قال : بلى ، صديق ناصح يغنيك عن كل صاحب.
• قال : صفه لي قبل ذلك ، كي لا أقع بما لا يصلحه الندم؟.
قال الشيخ : صاحب لا يفارق من صحبه، ولا يسأم من طول صحبته،
• يقدم مصلحتك على مصلحته .
لا يفضل عليك أحد، وإن طال بكما الأمد .
لا يبتدئك الكلام حتى تسأل ، وإن أسكته سكت ولم يجادل ، وإن انشغلت عنه لم ينشغل عنك .
ان طلبت منه شيئاً أعطاك ، ولا يطلب منك شيئاً لنفسه ، ولا يطمع منك بشيء لا في الدنيا ولا في الأخرى .
لا ينزعج منك مهما أزعجته بل وإن ظلمته وأهنته ، لا يتغير عنك بحال ، ولا يبدِلُ لك المقال ، دائماً صادقاً ناصحاً صالحاً .
إن استنصحته نصحك ، وان استشرته أشار بما يصلحك .
وإذا نزل بك البلاء فهو أول من يرفع أكفه نحو السماء، وإن رآك حملتَ نفسك على الهَلَكَة نبهك وحذرك، وبين لك مُنقَذَكَ ومخرجك .
إن طلبت العلم وجدته عالما بكل ما تريد ، أو طلبت النفع وجدته فياض بكل ما يفيد .
يحسن إليك وإن أسأت إليه .
لا يهجرك وان هجرته ، ولا يبغضك وان بغضته .
لا يحسدك في عطاء ولا يشمت بك في بلاء . يحرسك ليلا ويصحبك نهارا .
إن طلبته في أي ساعة من ليل أو نهار وجدته مستبشرا منشرحاً. إذا رآك مخطئاً لا يجاريك ، وإن رآك محقاً لا يماريك ، ولا تأخذه في الحق لومة لائم .
إن صدقت معه حال بينك وبين ما تخشى ، وأبعدك عن أيادي العِدا.
لا يخلف ما وعد ولا ينقض ما عهد . وهذا قليل ، وكثيره كثير.
فقال السجين :لله درّك يا شيخ ، دلني عليه فقد شوقتني إليه ؟.
قال الشيخ : هو القرآن .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدخل السجن ، فجلس في زاوية من زواياه مهموماً ، يُقلّب كفيه ويكلم نفسه ،
• فأقبل عليه شيخ عليه سيماء العقلاء ، فقال :
° عجباً! همٌ ودنيا إلى زوال ؟.
• قال السجين : يا شيخ ،لا صديق صادق ولا صاحب صالح ولا ولي ناصح ؟ .
• قال الشيخ : ربما سوء الاختيار لا قلة الأخيار !.
• قال وهل ملأت كفك يا شيخ ؟.
• قال : بلى ، صديق ناصح يغنيك عن كل صاحب.
• قال : صفه لي قبل ذلك ، كي لا أقع بما لا يصلحه الندم؟.
قال الشيخ : صاحب لا يفارق من صحبه، ولا يسأم من طول صحبته،
• يقدم مصلحتك على مصلحته .
لا يفضل عليك أحد، وإن طال بكما الأمد .
لا يبتدئك الكلام حتى تسأل ، وإن أسكته سكت ولم يجادل ، وإن انشغلت عنه لم ينشغل عنك .
ان طلبت منه شيئاً أعطاك ، ولا يطلب منك شيئاً لنفسه ، ولا يطمع منك بشيء لا في الدنيا ولا في الأخرى .
لا ينزعج منك مهما أزعجته بل وإن ظلمته وأهنته ، لا يتغير عنك بحال ، ولا يبدِلُ لك المقال ، دائماً صادقاً ناصحاً صالحاً .
إن استنصحته نصحك ، وان استشرته أشار بما يصلحك .
وإذا نزل بك البلاء فهو أول من يرفع أكفه نحو السماء، وإن رآك حملتَ نفسك على الهَلَكَة نبهك وحذرك، وبين لك مُنقَذَكَ ومخرجك .
إن طلبت العلم وجدته عالما بكل ما تريد ، أو طلبت النفع وجدته فياض بكل ما يفيد .
يحسن إليك وإن أسأت إليه .
لا يهجرك وان هجرته ، ولا يبغضك وان بغضته .
لا يحسدك في عطاء ولا يشمت بك في بلاء . يحرسك ليلا ويصحبك نهارا .
إن طلبته في أي ساعة من ليل أو نهار وجدته مستبشرا منشرحاً. إذا رآك مخطئاً لا يجاريك ، وإن رآك محقاً لا يماريك ، ولا تأخذه في الحق لومة لائم .
إن صدقت معه حال بينك وبين ما تخشى ، وأبعدك عن أيادي العِدا.
لا يخلف ما وعد ولا ينقض ما عهد . وهذا قليل ، وكثيره كثير.
فقال السجين :لله درّك يا شيخ ، دلني عليه فقد شوقتني إليه ؟.
قال الشيخ : هو القرآن .
تعليق