بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
في الواقع عند مراجعة التاريخ نجد هناك صراع قائم منذ امد بعيد بين الحق والباطل بكل انواعه, حيث ان اهل الباطل يسعون دائما لإضفاء الشرعية اليهم ,ويحاولوا بكل السبل ان يصوروا للمقابل انهم ليس بظلمة وانهم مثالين ومنصفين !!
ومن ابرز المصاديق لهذا المسالة هي شراء الذمم بثمن معين من بعض الشخصيات المهمة سواء كان بمال او وعدهم بمنصب او شئ اخر .
بعد هذه المقدمة بودي ان اطرح عليكم قضية تاريخية وانتم قارنوا بينها وبين الوقت الحاضر في مسالة وعد المقابل بالمنصب لكي يكون بجانبك والذي يعرف الجميع ان مسالة المناصب من اهم السبل لكسب الخصم وجعله معك حتى يكسب الرهان في ناهية المطاف ؟.
يذكر اليعقوبي في تاريخه / ج: 2 ص: 124 :
هذه المسالة
وتخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ، ومالوا مع علي بن أبي طالب ،منهم : العباس بن عبدالمطلب والفضل بن العباس والزبير بن العوام بن العاص ، وخالد بن سعيد والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي وأبوذر الغفاري ، وعمار بن ياسر والبراء بن عازب وأبي بن كعب ، فأرسل أبو بكر إلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح والمغيرة بن شعبة ، فقال : ما الرأي ؟ قالوا : الرأي أن تلقى العباس بن عبد المطلب ، فتجعل له في هذا الأمر نصيباً يكون له ولعقبه من بعده ، فتقطعون به ناحية علي بن أبي طالب حجة لكم على عليٍّ ، إذا مال معكم ، فانطلق أبو بكر وعمر وأبوعبيدة بن الجراح والمغيرة حتى دخلوا على العباس ليلاً ، فحمد أبو بكر الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله بعث محمداً نبياً وللمؤمنين ولياً ، فمن عليهم بكونه بين أظهرهم ، حتى اختار له ما عنده ، فخلى على الناس أموراً ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم مشفقين ، فاختاروني عليهم والياً ولأمورهم راعياً ، فوليت ذلك ، وما أخاف بعون الله وتشديده وهناً ، ولا حيرةً ، ولا جبناً ، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت ، وإليه أنيب ، وما أنفك يبلغني عن طاعن يقول الخلاف على عامة المسلمين ، يتخذكم لجأ ، فتكون حصنه المنيع وخطبه البديع . فإما دخلتم مع الناس فيما اجتمعوا عليه ، وإما صرفتموهم عما مالوا إليه ، ولقد جئناك ونحن نريد أن لك في هذا الأمر نصيباً يكون لك ، ويكون لمن بعدك من عقبك إذ كنت عم رسول الله ، وإن كان الناس قد رأوا مكانك ومكان صاحبك . عنكم ، وعلى رسلكم بني هاشم ، فإن رسول الله منا ومنكم . فقال عمر بن الخطاب : إي والله وأخرى ، إنا لم نأتكم لحاجة إليكم ولكن كرها أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم ، فيتفاقم الخطب بكم وبهم ، فانظروا لأنفسكم .
أقول :اذا كان أبو بكر يحتج بالاجماع على اخذ الخلافة فاين الاجماع الذي يدعيه وكل هؤلاء الذين ذكرهم لم يبايعوه ؟ بل الأحرى ان يقول فقط عمر بن الخطاب الذي بايعني ودفعني لهذا الأمر ؟ .
وثانياً اذا كانوا يعلمون ويعترفون أن الأمر لعلي بن أبي طالب فلماذا يمنون العباس بمنصب يكون له ولعقبه من بعده بقولهم (( فتجعل له في هذا الأمر نصيباً يكون له ولعقبه من بعده)) الا يدل هذا على عدم شرعيتهم ؟ وان عزلهم العباس باعتبار انه من كبار المؤيدين لعلي بن أبي طالب لأنه سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول خليفتي من بعدي علي بن أبي طالب ,فكيف سولت لهم انفسهم اخذ هذا الحق بعزل العباس وتوعدهم له بالمنصب ؟
والحر تكفيه الإشارة لكي يقارن بين الماضي والحاضر .
والحر تكفيه الإشارة لكي يقارن بين الماضي والحاضر .
تعليق