خديجة تعتني بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
بعد أن تعاهدت السيّدة خديجة عليها السلام مع أعمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن تخوّله أموالها وتضع كل ما لديها تحت اختياره عمدت سلام الله عليها إلى غلمانها وجعلت توصيهم به وتحثّهم على طاعته وخدمته طيلة سفرهم وحضرهم، الأمر الذي يدلّ على عظم معرفتها بقدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد نقل المؤرخون أنه: لمّا خرج أولاد عبد المطّلب وأخذوا في أهبّة السفر التفتت السيّدة خديجة عليها السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالت: ألا تملك غير هذه الثياب؟ فليست هذه تليق للسفر.
فقال: لست أملك غيرها.
فبكت خديجة وقالت: عندي ما يصلح للسفر فأخرجت لـه ثوبين ، وبردة يمنية، وعمامة عراقية، وخفّين من الأديم، وقضيب خيزران، فلبس النبي صلى الله عليه وآله وسلم الثياب وخرج كأنه البدر في تمامه.
ثمّ قالت للنبي أعندك ما تركب عليه؟ قال: إذا تعبت ركبت أي بعير أردت.
فقالت: لا، كانت الأموال دونك.
ثم قالت لعبدها ميسرة: إيتني بناقتي الصهباء حتى يركبها، فأتى بها ميسرة وقد كانت لا يلحقها في سيرها تعب ولا يصيبها نصب. ثم إنّها التفتت إلى غلامها ميسرة وغلامها ناصح وقالت لهما: اعلما انني قد أرسلت إليكما أميناً على أموالي وأنه سيد قريش فلا تخالفا أمره، فإن باع لا يمنع، وإن ترك لا يؤمر ، وليكن كلامكما لـه بلطف وأدب، ولا يعلو كلامكما على كلامه.
فقال ميسرة: والله يا سيدتي إنّ لمحمد عندي محبّة عظيمة قديمة والآن قد تضاعف لمحبّتك له.
ثم إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودّع السيّدة خديجة وركب راحلته وخرج وميسرة وناصح بين يديه1 .
1-بحار الأنوار: ج16 ص28.
تعليق