بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
دروس في علوم القرآن /
الدرس ( ٩ )
الخصوصية الثالثة : ( الجري والإنطباق )
س / ما معنى الجري والإنطباق ؟
ج / أنها من القواعد التي يعتمد عليها المفسر او الفقيه لتعدية الحكم الى مصاديق اخرى جديدة منها لذا تسمى بـ ( قاعدة الجري والانطباق )
التي تعني تطبيق مفاد آيةٍ من آيات القرآن نزلت في شأنٍ من الشؤون على شأنٍ آخر لم يكن قد وقع في عصر النص أو لم يكن منشأً للنزول ولكنه واجدٌ لذات الخصوصيات التي اقتضت نزول الآية في ذلك الشأن .
وكذلك تشمل القاعدة الآيات النازلة في أمةٍ من الأمم أو فردٍ أو فئةٍ تحمل ذات الخصوصيات التي كان يتَّصف بها مَن نزلت فيهم تلك الآيات وكانت منشأً لمدحها أو ذمِّها إيَّاهم .
س / ما هو الدليل على هذه القاعدة ؟
ج / انَّ القرآن الكريم كتابُ هدايةٍ وليس كتاباً تاريخياً غرضه التوثيق لبعض الأحداث والوقائع أو التوصيف لسلوكٍ اجتماعي أو الحكم على فردٍ أو فئةٍ بالكفر أو الفسوق أو النفاق أو الإيمان ، وإذا كان ذلك واحداً من أغراضه فلا يتعدَّى كونه غرضاً ثانوياً ، وأما الغرض الجوهري فهو اعتماد ذلك الحكم او التوصيف أو تلك الوقائع وسائلَ للتبصير والهداية .
ولهذا جاءت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) مؤكدةً على ضرورة التعاطي مع القرآن على أساس الجري والانطباق وإلا مات القرآن بموتِ مَن نزلت فيهم الآيات ولم يكن القرآن صالحاً إلى يوم القيامة .
١ـ رُوي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال :
إنَّ القرآن حيٌّ لم يمت ، وانَّه يجري كما يجري الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر ، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا .
٢- رُوي عن أبي جعفر (عليه السّلام) في تفسير قوله تعالى : ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ قال (عليه السّلام ) :
عليٌّ الهادي ، ومنَّا الهادي ، فقلت : فأنتَ جعلتُ فداك الهادي ؟ ، قال (عليه السّلام) :
صدقت إنَّ القرآن حيٌّ لا يموت ، والآية حيَّةٌ لا تموت ، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن ، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضيين .
فمفاد هذه الروايات هو انَّ فاعليَّة القرآن وحيويَّته تكمنُ في التعاطي معه على أساس الجري والانطباق ، ومنها اقتُبس مصطلح الجري والذي يستبطن معنى الحركة والتجددُّ والديمومة ، فكما انَّ الليل والنهار والشمس والقمر في تجدُّدٍ دائم فكذلك هو القرآن لا يختص به زمان ، وكما انَّ الليل والنهار يتعاقبان على كلِّ بقاع الأرض فكذلك هو القرآن لا يختصُّ به مكان دون مكان ، فالمراد من الجري هو إسراء أحكام القرآن وتوصيفاته على كلِّ من كان واجداً لخصوصياتها بقطع النظر عن الزمان والمكان ، وهذا هو معنى الانطباق والذي هو تطبيق أحكام القرآن وتوصيفاته على كلِّ مَن كان منطَبقاً لخصوصيات أحكامه وتوصيفاته .
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
دروس في علوم القرآن /
الدرس ( ٩ )
الخصوصية الثالثة : ( الجري والإنطباق )
س / ما معنى الجري والإنطباق ؟
ج / أنها من القواعد التي يعتمد عليها المفسر او الفقيه لتعدية الحكم الى مصاديق اخرى جديدة منها لذا تسمى بـ ( قاعدة الجري والانطباق )
التي تعني تطبيق مفاد آيةٍ من آيات القرآن نزلت في شأنٍ من الشؤون على شأنٍ آخر لم يكن قد وقع في عصر النص أو لم يكن منشأً للنزول ولكنه واجدٌ لذات الخصوصيات التي اقتضت نزول الآية في ذلك الشأن .
وكذلك تشمل القاعدة الآيات النازلة في أمةٍ من الأمم أو فردٍ أو فئةٍ تحمل ذات الخصوصيات التي كان يتَّصف بها مَن نزلت فيهم تلك الآيات وكانت منشأً لمدحها أو ذمِّها إيَّاهم .
س / ما هو الدليل على هذه القاعدة ؟
ج / انَّ القرآن الكريم كتابُ هدايةٍ وليس كتاباً تاريخياً غرضه التوثيق لبعض الأحداث والوقائع أو التوصيف لسلوكٍ اجتماعي أو الحكم على فردٍ أو فئةٍ بالكفر أو الفسوق أو النفاق أو الإيمان ، وإذا كان ذلك واحداً من أغراضه فلا يتعدَّى كونه غرضاً ثانوياً ، وأما الغرض الجوهري فهو اعتماد ذلك الحكم او التوصيف أو تلك الوقائع وسائلَ للتبصير والهداية .
ولهذا جاءت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) مؤكدةً على ضرورة التعاطي مع القرآن على أساس الجري والانطباق وإلا مات القرآن بموتِ مَن نزلت فيهم الآيات ولم يكن القرآن صالحاً إلى يوم القيامة .
١ـ رُوي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال :
إنَّ القرآن حيٌّ لم يمت ، وانَّه يجري كما يجري الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر ، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا .
٢- رُوي عن أبي جعفر (عليه السّلام) في تفسير قوله تعالى : ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ قال (عليه السّلام ) :
عليٌّ الهادي ، ومنَّا الهادي ، فقلت : فأنتَ جعلتُ فداك الهادي ؟ ، قال (عليه السّلام) :
صدقت إنَّ القرآن حيٌّ لا يموت ، والآية حيَّةٌ لا تموت ، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن ، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضيين .
فمفاد هذه الروايات هو انَّ فاعليَّة القرآن وحيويَّته تكمنُ في التعاطي معه على أساس الجري والانطباق ، ومنها اقتُبس مصطلح الجري والذي يستبطن معنى الحركة والتجددُّ والديمومة ، فكما انَّ الليل والنهار والشمس والقمر في تجدُّدٍ دائم فكذلك هو القرآن لا يختص به زمان ، وكما انَّ الليل والنهار يتعاقبان على كلِّ بقاع الأرض فكذلك هو القرآن لا يختصُّ به مكان دون مكان ، فالمراد من الجري هو إسراء أحكام القرآن وتوصيفاته على كلِّ من كان واجداً لخصوصياتها بقطع النظر عن الزمان والمكان ، وهذا هو معنى الانطباق والذي هو تطبيق أحكام القرآن وتوصيفاته على كلِّ مَن كان منطَبقاً لخصوصيات أحكامه وتوصيفاته .
تعليق