تويت
ما هو الوجه الذي نرفع به الاختلاف بين هذه الايات القرانية الشريفة ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
قد جاء التعبير في القران الكريم بأنّ الله سبحانه تعالى أحسنُ الخالقينَ في موضعَينِ من القرآن الكريم الموضع الاول في سورة المؤمنون قوله تعالى : ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) - 1 - ، والموضع الثاني في سورة الصّافات قوله تعالى : ( أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ) - 2 - ممّا يشير ذلك بحسب ظاهر الايات بأنّ هناك خالقينَ سوى اللّه ليكون الله أحسن منهم !! في حين أنّ الله سبحانه وتعالى في مواضع أخرى من المصحف الشريف ينفي و بكلّ شدّةٍ أن يكون هنالك خالقٌ غيره إطلاقاً وأنّه خالق كلّ شيء ولا خالق سواه قال تعالى : ( .... أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تباركَ اللهُ ربُّ العالمين ) - 3 - ، ونعلم علم اليقين أنه ليس في القر ان تناقض ، اذا ما هو وجه التوفيق بين الموضعين ؟
جواب : ان كلمة الخلق في الاية الاولى بمعنى التقدير والصنع ويكون تقدير الاية (احسن الخالقين ) اي : أحسنُ المقدِّرينَ ، ويصح هذا المعنى بالنسبة لغير الله ، إلا أن هناك اختلافا جوهريا بين الخلقين ... يخلق الله المواد وصورها ، بينما يصنع الإنسان أشياءه مما خلق الله ، فهو يغير صورها . كمن يبني دارا حيث يستخدم موادا أولية كالجص والآجر ، أو يصنع من الحديد سيارة أو ماكنة .
ومن جهة أخرى لا حدود لخلق الله : ( الله خالق كل شيء) - 4 - في وقت نجد ما صنعه الإنسان محدودا جدا ، وفي كثير من الأحيان يجد الإنسان فيما خلقه هو نقصا يجب سده فيما بعد ، إلا أن الله يبدع الخلق دون أي نقص أو عيب .
ثم إن قدرة الإنسان على صنع الأشياء جاءت بإذن من الله ، حيث كل شيء في العالم يتحرك بإذن الله ، حتى الورق على الشجر ، كما نقرأ عن المسيح (ع) : ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني) - 5 - ...... الخ . - 6 -
فتلخص مما تقدم ان الخلق على قسمين :
1 - القسم الاول بمعنى ابتداع الشيء وهذ القسم يختص بالله سبحانه وتعالى .
2 - القسم الثاني بمعنى إيجاد الصورة بالتركيب الصناعي وهذا القسم لا يختص بالله عز وجل بل يَعمّ غيره ايضا .
***********************************
الهوامش :
1 - سورة المؤمنون ، الاية 14 .
2 - سورة الصافات ، الاية 125 .
3 - سورة الأعراف ، الاية 54 .
4 - سورة الرعد ، الاية 16 .
5 - سورة المائدة ، الاية 110 .
6 - الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، ج 10 ، 430 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
قد جاء التعبير في القران الكريم بأنّ الله سبحانه تعالى أحسنُ الخالقينَ في موضعَينِ من القرآن الكريم الموضع الاول في سورة المؤمنون قوله تعالى : ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) - 1 - ، والموضع الثاني في سورة الصّافات قوله تعالى : ( أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ) - 2 - ممّا يشير ذلك بحسب ظاهر الايات بأنّ هناك خالقينَ سوى اللّه ليكون الله أحسن منهم !! في حين أنّ الله سبحانه وتعالى في مواضع أخرى من المصحف الشريف ينفي و بكلّ شدّةٍ أن يكون هنالك خالقٌ غيره إطلاقاً وأنّه خالق كلّ شيء ولا خالق سواه قال تعالى : ( .... أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تباركَ اللهُ ربُّ العالمين ) - 3 - ، ونعلم علم اليقين أنه ليس في القر ان تناقض ، اذا ما هو وجه التوفيق بين الموضعين ؟
جواب : ان كلمة الخلق في الاية الاولى بمعنى التقدير والصنع ويكون تقدير الاية (احسن الخالقين ) اي : أحسنُ المقدِّرينَ ، ويصح هذا المعنى بالنسبة لغير الله ، إلا أن هناك اختلافا جوهريا بين الخلقين ... يخلق الله المواد وصورها ، بينما يصنع الإنسان أشياءه مما خلق الله ، فهو يغير صورها . كمن يبني دارا حيث يستخدم موادا أولية كالجص والآجر ، أو يصنع من الحديد سيارة أو ماكنة .
ومن جهة أخرى لا حدود لخلق الله : ( الله خالق كل شيء) - 4 - في وقت نجد ما صنعه الإنسان محدودا جدا ، وفي كثير من الأحيان يجد الإنسان فيما خلقه هو نقصا يجب سده فيما بعد ، إلا أن الله يبدع الخلق دون أي نقص أو عيب .
ثم إن قدرة الإنسان على صنع الأشياء جاءت بإذن من الله ، حيث كل شيء في العالم يتحرك بإذن الله ، حتى الورق على الشجر ، كما نقرأ عن المسيح (ع) : ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني) - 5 - ...... الخ . - 6 -
فتلخص مما تقدم ان الخلق على قسمين :
1 - القسم الاول بمعنى ابتداع الشيء وهذ القسم يختص بالله سبحانه وتعالى .
2 - القسم الثاني بمعنى إيجاد الصورة بالتركيب الصناعي وهذا القسم لا يختص بالله عز وجل بل يَعمّ غيره ايضا .
***********************************
الهوامش :
1 - سورة المؤمنون ، الاية 14 .
2 - سورة الصافات ، الاية 125 .
3 - سورة الأعراف ، الاية 54 .
4 - سورة الرعد ، الاية 16 .
5 - سورة المائدة ، الاية 110 .
6 - الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، ج 10 ، 430 .
تعليق