هل كانت الصديقة خديجة الكبرى عليها السلام معصومة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب:
التحقيق الدقيق هو أن يقال: نعم كانت مولاتنا المعظمة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي عليها السلام معصومةً، وذلك للوجوه الآتية:
(الوجه الأول): كونها ذات جلال وكمال وجمال في صفاتها الكريمة وخصالها الحميدة مذ ترعرعت في مكة، ولم تعبد صنماً قط، وكانت على دين الحنيفية الإبراهيمية، وقد سادت نساء عصرها، فكان يشتهر عنها أنها سيّدة نساء قريش، وكانت من المنتظرات المترقبات لظهور النبي الاعظم في مكة، ويبدو أنها كانت من العارفات الصديقات بكلمات الله سبحانه وعلى معرفة تامة بمجيء النبي محمد صلى الله عليه وآله، وكان إبن عمها نوفل بن ورقة يستخبرها عنه قبل نبوته فكانت تخبره بالتفاصيل، ما يعني أنها كانت ملهمة من الله تعالى، ولم يُروَ عن سيرتها العطرة شيءٌ يوجب الشك في عقيدتها التوحيدية وشخصها المبارك الميمون، لا قبل النبوة ولا بعدها، وهذا الإخلاص والخلوص دلالة العصمة والطهارة، فالتدبر في سيرتها الطاهرة قبل البعثة يستلزم الاعتقاد بعصمتها، وهو القدر المتيقن من لسان الأدلة، فلو دار الأمر بين العصمة وغير العصمة، فالقدر المتيقن هو القول بالعصمة، لأن الجزم بغير العصمة بحاجة الى دليل قطعي وهو مفقود في حقها عليها السلام، فيتعين كونها معصومة من خلال التدبر بالقرائن والشواهد الدالة على إيمانها بالله تعالى وسيرة حياتها قبل البعثة، يرجى التأمل.
(الوجه الثاني): كان جبرائيل عليه السلام يبلغها السلام من الله تعالى، ولم يُعهد من سيرة الوحي الإلهي أن يبلغ سلام الله تعالى لغير المعصوم، ما يعني أنها كانت صدّيقة، والصدّيق هو المعصوم بلا نزاع بين علماء العقيدة.
(الوجه الثالث): أنها أم سيّدة نساء العالمين مولاتنا فاطمة الزهراء آية الله الكبرى( وإنها لإحدى الكبر نذيراً للبشر)، ومن كانت إبنتها معصومة، فلا بدّ أن تكون أمها نظيرتها بأصل العصمة والطهارة، لأن المعصوم لا تحمله إلا بطن معصومة، لأن النور المعصومي كمولاتنا الزهراء عليها السلام لا يجوز ان يكون في رحم امرأة غير معصومة، ذلك لأن الجنين المعصوم يتغذى من دم أمه، وهذا الدم إذا لم يكن طاهراً معصوماً من رجس الشيطان، لا يجوز عقلاً ونقلاً أن يتكون منه نفس الجنين المعصوم، لأن الشيطان يجري في دم الإنسان - كما هو منطوق الأخبار الشريفة- فإذا كانت مولاتنا خديجة غير معصومة، فإن ذلك يستلزم أن يكون دمها دنساً ورجساً(حاشاها من ذلك) وهو بعيد من ساحة القدس الإلهي، فلا بدّ من الجزم والقطع بعصمة سيدتنا خديجة دفعاً للمحاذير التي أشرنا إليها آنفاً.
(الوجه الرابع): جاء في زيارة وارث المقطوع بصحة سندها ودلالتها قوله عليه السلام في مخاطبة إمامنا المعظم الحسين عليه السلام:" أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة....".
إن جملة" والأرحام المطهرة" دلالة واضحة عند المتدبر في كلمة" مطهرة" التي هي صيغة مبالغة في اللغة العربية تفيد الطهارتين المادية والمعنوية، والطهارتان تعنيان العصمة كما أوضحناه في كتابنا القيم" الحقيقة الغراء في تفضيل مولاتنا الصديقة زينب الحوراء على مريم العذراء عليهما السلام"
المصدر
مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب:
التحقيق الدقيق هو أن يقال: نعم كانت مولاتنا المعظمة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي عليها السلام معصومةً، وذلك للوجوه الآتية:
(الوجه الأول): كونها ذات جلال وكمال وجمال في صفاتها الكريمة وخصالها الحميدة مذ ترعرعت في مكة، ولم تعبد صنماً قط، وكانت على دين الحنيفية الإبراهيمية، وقد سادت نساء عصرها، فكان يشتهر عنها أنها سيّدة نساء قريش، وكانت من المنتظرات المترقبات لظهور النبي الاعظم في مكة، ويبدو أنها كانت من العارفات الصديقات بكلمات الله سبحانه وعلى معرفة تامة بمجيء النبي محمد صلى الله عليه وآله، وكان إبن عمها نوفل بن ورقة يستخبرها عنه قبل نبوته فكانت تخبره بالتفاصيل، ما يعني أنها كانت ملهمة من الله تعالى، ولم يُروَ عن سيرتها العطرة شيءٌ يوجب الشك في عقيدتها التوحيدية وشخصها المبارك الميمون، لا قبل النبوة ولا بعدها، وهذا الإخلاص والخلوص دلالة العصمة والطهارة، فالتدبر في سيرتها الطاهرة قبل البعثة يستلزم الاعتقاد بعصمتها، وهو القدر المتيقن من لسان الأدلة، فلو دار الأمر بين العصمة وغير العصمة، فالقدر المتيقن هو القول بالعصمة، لأن الجزم بغير العصمة بحاجة الى دليل قطعي وهو مفقود في حقها عليها السلام، فيتعين كونها معصومة من خلال التدبر بالقرائن والشواهد الدالة على إيمانها بالله تعالى وسيرة حياتها قبل البعثة، يرجى التأمل.
(الوجه الثاني): كان جبرائيل عليه السلام يبلغها السلام من الله تعالى، ولم يُعهد من سيرة الوحي الإلهي أن يبلغ سلام الله تعالى لغير المعصوم، ما يعني أنها كانت صدّيقة، والصدّيق هو المعصوم بلا نزاع بين علماء العقيدة.
(الوجه الثالث): أنها أم سيّدة نساء العالمين مولاتنا فاطمة الزهراء آية الله الكبرى( وإنها لإحدى الكبر نذيراً للبشر)، ومن كانت إبنتها معصومة، فلا بدّ أن تكون أمها نظيرتها بأصل العصمة والطهارة، لأن المعصوم لا تحمله إلا بطن معصومة، لأن النور المعصومي كمولاتنا الزهراء عليها السلام لا يجوز ان يكون في رحم امرأة غير معصومة، ذلك لأن الجنين المعصوم يتغذى من دم أمه، وهذا الدم إذا لم يكن طاهراً معصوماً من رجس الشيطان، لا يجوز عقلاً ونقلاً أن يتكون منه نفس الجنين المعصوم، لأن الشيطان يجري في دم الإنسان - كما هو منطوق الأخبار الشريفة- فإذا كانت مولاتنا خديجة غير معصومة، فإن ذلك يستلزم أن يكون دمها دنساً ورجساً(حاشاها من ذلك) وهو بعيد من ساحة القدس الإلهي، فلا بدّ من الجزم والقطع بعصمة سيدتنا خديجة دفعاً للمحاذير التي أشرنا إليها آنفاً.
(الوجه الرابع): جاء في زيارة وارث المقطوع بصحة سندها ودلالتها قوله عليه السلام في مخاطبة إمامنا المعظم الحسين عليه السلام:" أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة....".
إن جملة" والأرحام المطهرة" دلالة واضحة عند المتدبر في كلمة" مطهرة" التي هي صيغة مبالغة في اللغة العربية تفيد الطهارتين المادية والمعنوية، والطهارتان تعنيان العصمة كما أوضحناه في كتابنا القيم" الحقيقة الغراء في تفضيل مولاتنا الصديقة زينب الحوراء على مريم العذراء عليهما السلام"
المصدر
مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث
تعليق