بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير قوله تعالى:
﴿إليه َيصْعَدُ الَكلِمُ الطَيّب والعَمَلُ الصّالِحُ يَرَفعُه﴾
الكلم - كما قيل - اسم جنس جمعي يذكّـر ويؤنث، وقال في المجمع، والكلم جمع كلمة يقال؟ هذا كلم وهذه كلم فيذكر ويؤنث، وكل جمع ليس بينه وبين واحده إلا الـهاء يجوز فيه التذكير والتأنيث انتهى.
والمراد بالكلم على أي حال ما يفيد معنى تامًا كلاميًا ويشهد به توصيـفه بالطيب فطيب الكلم هو مـلاءمته لنفس سامعه ومتكلمه بحيث تنبســـط منه وتــستلذه وتستكمل به وذلك إنّما يكون بإفادته معنى حقًا فيه سعادة النفس وفلاحها.
وبذلك يظهر أنّ المراد به ليـس مجرّد اللفظ بـــل بما أنّ له معنى طيبًا فالمراد به الاعتقادات الحقة التي يسعد الإنسان بالإذعان لها وبناء عمله عليها والمتيقن منها كلمة التوحيــد التي يرجع إليها سائر الاعتقادات الحقة وهي المشمولة لقوله تعالى: ﴿ألَمْ َترَ َكيْفَ ضَرَبَ اللهُ مثلا ًكلمةً طيبةً كـشجرة طيّبة أصْلُها ثَابِتٌ وَفرََعها فِي السَّماَء تؤتِي أُكُلها كلّ حِينٍ بإذن ِربِّها﴾ إبراهيم: 255 وتسمية الاعتقاد قولا وكلمةً أمرٌ شائعٌ ينهم.ً
وصعود الكلم الطيب إليه تعالى هو تــقرّبه منه تعالى اعتلاء وهو العليّ الأعلى رفـيع الدرجات، وإذ كان اعتقادا ًقائمًــا بمعتقده فتقرّبه منه تعالى تقرّب المعتقد به منه.
______________
المصدر تفسير الميزان للعلاّمة
محمّد حسين الطـباطبائـي
(قدّس سرّه).
تعليق