تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
دروس في علوم القرآن / الدرس ( ١٥)
تكملة الاقوال :
القول الثالث : أنّ نزول القرآن جملة منه لا كله في ليلة القدر ، ثم تلاه ما نزل منه الى وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) فأمّا أن يكون نزل بأسره وجميعه في ليلة القدر فهو بعيد مما يقتضيه ظاهر القرآن والمتواتر من الأخبار واجماع الأمّة على اختلافهم في الآراء".
ودليل هذا القول :
أولاً : أن كل حادث خطير اذا كانت له مدة وامتداد زمني ، فانّ بدء شروعه هو الذي يسجَّل تاريخيا ً، كما اذا سئل عن تاريخ دولة أو مؤسسة أو تشكيل حزبي . فإنّ الجواب هو تعيين مبدأ الشروع أو التأسيس لا غير ،
وثانياً : قوله تعالى ( أُنزل فيه القرآن ) والآيات الأخر حكاية عن أمر سابق لا يشمل نفس هذا الكلام الحاكي للنزول في شهر رمضان ، وإلا لو كان يشمل حتى مثل هذه الآيةّ لكان حق اللفظ أن يكون بصيغة المضارع او الوصف . فنفس هذا الكلام دليل على أنّ من القرآن ما نزل متأخراً عن ليلة القدر .
إشكال وجواب
وقد يواجه إشكالاً ملخّصه انّ النصوص والقول المشهور حول توقيت ابتداء الوحي الإلهي على الرسول (صلى الله عليه وآله) لا تنسجم بظاهرها مع كون ابتداء النزول في ليلة القدر ــ وهي ليلة أحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين لدى شيعة أهل البيت(عليهم السلام) ــ
فان القول المعروف لدى الشيعة في ابتداء الوحي وبعثة النبي (صلى الله عليه وآله) هو انه اليوم السابع والعشرون من رجب ،
ووردت فيه نصوص من الفريقين منها : ما رواه الكليني بسنده عن الحسن بن راشد عن أبي عبدالله (عليه السلام) ... ولا تدع صيام يوم سبع وعشرين من رجب فانه هو اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد (صلى الله عليه وآله)... (الكافي ج ٤ ص ١٤٩).
وقد يجاب عن ذلك بإمكانية افتراض فاصل زمني ــ قيل : إنه ممتد الى ثلاث سنين ــ بين بداية الوحي والبعثة وبين نزول القرآن الكريم ، ويشهد لذلك النصوص الدالة على انه (صلى الله عليه وآله) بُعث بعمر اربعين عاماً ، بضميمة النصوص الواردة في ان القرآن نزل خلال عشرين عاماً . وما ورد عن سعيد بن المسيب قال: "انزل - يعني القرآن - على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهو ابن ثلاث واربعين"(مستدرك الحاكم ج ٢ ص ٢١٠).
فإذا علمنا ان النبي (صلى الله عليه وآله) توفي عن ثلاثة وستين عاما ً، فيكون عمره عند نزول القرآن ثلاثة واربعين عاماً .
ويعني ذلك ان ابتداء نزول القرآن في ليلة القدر ( بعد ) ثلاث سنين من بعثته (صلى الله عليه وآله وسلّم) في يوم ٢٧ رحب ، فلا مانع من اختلاف زمان البعثة عن ابتداء نزول القرآن عليه ومعه ينحل التعارض .
ولكن هذا الجواب ليس تاماً وذلك لأنه البعثة التي فرض أنها حصلت قبل حصول نزول القرآن قد ثبت أنها نزل فيها القرآن وهي سورة العلق .
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
دروس في علوم القرآن / الدرس ( ١٥)
تكملة الاقوال :
القول الثالث : أنّ نزول القرآن جملة منه لا كله في ليلة القدر ، ثم تلاه ما نزل منه الى وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) فأمّا أن يكون نزل بأسره وجميعه في ليلة القدر فهو بعيد مما يقتضيه ظاهر القرآن والمتواتر من الأخبار واجماع الأمّة على اختلافهم في الآراء".
ودليل هذا القول :
أولاً : أن كل حادث خطير اذا كانت له مدة وامتداد زمني ، فانّ بدء شروعه هو الذي يسجَّل تاريخيا ً، كما اذا سئل عن تاريخ دولة أو مؤسسة أو تشكيل حزبي . فإنّ الجواب هو تعيين مبدأ الشروع أو التأسيس لا غير ،
وثانياً : قوله تعالى ( أُنزل فيه القرآن ) والآيات الأخر حكاية عن أمر سابق لا يشمل نفس هذا الكلام الحاكي للنزول في شهر رمضان ، وإلا لو كان يشمل حتى مثل هذه الآيةّ لكان حق اللفظ أن يكون بصيغة المضارع او الوصف . فنفس هذا الكلام دليل على أنّ من القرآن ما نزل متأخراً عن ليلة القدر .
إشكال وجواب
وقد يواجه إشكالاً ملخّصه انّ النصوص والقول المشهور حول توقيت ابتداء الوحي الإلهي على الرسول (صلى الله عليه وآله) لا تنسجم بظاهرها مع كون ابتداء النزول في ليلة القدر ــ وهي ليلة أحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين لدى شيعة أهل البيت(عليهم السلام) ــ
فان القول المعروف لدى الشيعة في ابتداء الوحي وبعثة النبي (صلى الله عليه وآله) هو انه اليوم السابع والعشرون من رجب ،
ووردت فيه نصوص من الفريقين منها : ما رواه الكليني بسنده عن الحسن بن راشد عن أبي عبدالله (عليه السلام) ... ولا تدع صيام يوم سبع وعشرين من رجب فانه هو اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد (صلى الله عليه وآله)... (الكافي ج ٤ ص ١٤٩).
وقد يجاب عن ذلك بإمكانية افتراض فاصل زمني ــ قيل : إنه ممتد الى ثلاث سنين ــ بين بداية الوحي والبعثة وبين نزول القرآن الكريم ، ويشهد لذلك النصوص الدالة على انه (صلى الله عليه وآله) بُعث بعمر اربعين عاماً ، بضميمة النصوص الواردة في ان القرآن نزل خلال عشرين عاماً . وما ورد عن سعيد بن المسيب قال: "انزل - يعني القرآن - على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهو ابن ثلاث واربعين"(مستدرك الحاكم ج ٢ ص ٢١٠).
فإذا علمنا ان النبي (صلى الله عليه وآله) توفي عن ثلاثة وستين عاما ً، فيكون عمره عند نزول القرآن ثلاثة واربعين عاماً .
ويعني ذلك ان ابتداء نزول القرآن في ليلة القدر ( بعد ) ثلاث سنين من بعثته (صلى الله عليه وآله وسلّم) في يوم ٢٧ رحب ، فلا مانع من اختلاف زمان البعثة عن ابتداء نزول القرآن عليه ومعه ينحل التعارض .
ولكن هذا الجواب ليس تاماً وذلك لأنه البعثة التي فرض أنها حصلت قبل حصول نزول القرآن قد ثبت أنها نزل فيها القرآن وهي سورة العلق .
تعليق