إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام علي عليه السلام شهيد ليلة القدر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام علي عليه السلام شهيد ليلة القدر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اعظم الله اجوركم بذكرى شهادة امير المؤمنين وقائد الغر المحجلين الى جنات النعيم

    في مثل ليلة القدر الجليلة يفترض أن نتساءل عن العلاقة بين هذه الليلة وبين شهادة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، أو لنقل العلاقة بين القرآن ووصي المرسل بالقرآن ؟
    وتبدو العلاقة علاقة وطيدة ومتينة ، إلى حد يعجز فيها الباحث عن ثغرة ولو بمقدار شعرة . فحقائق القرآن التي قد تجلت في المفاهيم والمبادئ والنور والعطاء والرحمة ، تجلت أيضاً وهي نفسها لم تتغير في هذا الإنسان الفريد .
    لقد كان الجيل الأول الذي أنزل عليه الكتاب يمتاز بأنه قد تجلت فيه وفي أفعاله وصفاته ومواقفه وحتى أفكاره ، آيات الكتاب .
    وكان أمير المؤمنين صنيع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وصنيع القرآن ، والشهيد والشاهد بالقرآن الكريم ، وكان بدوره قرآناً ناطقاً .
    وإذا ما سأل أحدهم عن تطبيق هذا القرآن ، وكله سمو وعظمة ومجد وخلق عظيم ، وعن إمكان تحقق كل ذلك في هذا الكائن الضعيف الذي تحوم حوله الشكوك والأوهام ، وتحتوشه المشاكل والمخاطر والشهوات ، وهو الكائن المدعو بالإنسان ؟!
    أقول : بلى ؛ لقد طبق أناس ما جاء في الكتاب بحذافيره ، ولم تكن ثمَّ فاصلة تعزلهم عما كان يحتوي ، وعلى رأس من حقق ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام ، هذا الإنسان الذي سئل أحد الصحابة عنه ، فأجاب بقوله : كان خُلُقُه القرآن .
    فإذا أردت رسول الله فاقرأ القرآن ، وإذا أردت القرآن فأنظر إلى رسول الله . ونفس رسول الله علي بن أبي طالب بشهادة القرآن ، إذ قال في قصة المباهلة : ﴿ ... فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ... ﴾
    ولذلك ؛ كان إذا أردنا فهم كتاب الله ، فعلينا أن نفهم رسول الله ثم علياً والأئمة من ولده سلام الله عليهم أجمعين . وإذا أردنا أن نفهمهم ، فلابد من قراءة القرآن قراءة حكيمة واعية . فقد كان أحدهم انعكاسا للآخر وتجسيدا له ، وإذا رغبنا باتباع القرآن فما علينا إلا دراسة حياة النبي وأهل بيته وأتباعهم ، وعكس ذلك صحيح قطعا .
    فالإنسان الواعي والمنصف والراغب في معرفة القرآن يجد أن كل نص فيه أو مفهومه متجسداً بأهل البيت . فإذا هو قرأ قوله سبحانه وتعالى : ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ وجد مصداقه في حمزة سيد الشهداء ، حيث وجده النبي صلى الله عليه وآله متضرجاً بدمائه لما أصابه بما يزيد على سبعين جرحاً ، أما ما تجسد في الإمام علي عليه السلام وفي المعركة ذاتها ، قال الرسول الله صلى الله عليه وآله ، إن هذا موضع شكر ، تعقيبا على إرشاد الرسول له بالتحلي بالصبر . ثم إنك لتراه ولعل دموعه كانت تجري على خديه مخاطبا النبي الأكرم : لقد فاتتني الشهادة ، فيبشره النبي بأنها وراءه . فبقي علي بن أبي طالب طيلة حياته ينتظر لحظته الموعودة ، حتى كانت ليلة التاسع عشر من شهر رمضان ، وهي من ليالي القدر ، حيث كان يكثر من الدعاء إلى الله بتعجيل الشهادة واللحاق بالرسول الأكرم . فقد استشهد على يد أشقى الآخرين ، حيث إستقبل الضربة الغادرة القاتلة بمقولته الشهيرة التي ان عبرت عن شيء فإنما تعبر عن التلاحم المطلق بكتاب الله : (فزت ورب الكعبة) .
    آفاق الدعاء في ليلة القدر
    ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
    أين الله ؟! لا تسأل نفسك هذا السؤال . . ولكن قل مراراً وتكراراً : أين أنا من الله ؟!
    إنه لا يخلو منه مكان ، وهو معك يسمعك ويراك ، وهو أقرب إليك من حبل الوريد .
    ويروى انه سأل أحدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلا : يا رسول الله ؛ هل ربنا بعيد فنناديه ـ أي نرفع أصواتنا ـ أم قريب فنناجيه ـ أي نهمس إليه ـ ؟ فنزلت هذه الآية الكريمة : ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ ... ﴾ .
    ولما كانت ليلة القدر الجليلة من شأنها أن تحملك على نسيم لحظاتها المصيرية ، فتسمو وتتغير تغييراً جذرياً . وهذه الليلة هي ليلة الفصل التي من الممكن تطوي ماضيك وتنير مستقبلك .
    أما الوسيلة الأكثر تعميقاً لعلاقتك بالله في هذه الليلة هي الدعاء . وقد جاء في المأثور عن أهل البيت عليهم السلام إن (الدعاء مخ العبادة) .
    إن الدعاء في ليلة القدر حبل يمتد بينك وبين ربك ، فاجتهد بإحراز الاجتهاد والخشوع والحياء مما اقترفت من ذنوب . وليكن في حسبانك أن الله طالما أنعم عليك ، فلم تشكره وأفرطت في جنبه ، ولتعقد العزم على العودة إلى قابل التوب ؛ الغفور الرحيم ، عودة راج منيب نادم على ماضيه .
    وأعلم أنك حينما تسأل ربك بعد اعلان توبتك الصادقة والنصوح ، فإنما تسأل رباً كريماً جواداً غنياً ؛ لا يزداد مع كثرة العطاء إلا جوداً وكرماً ، فسبحانه من إله لا يبخل مهما كثرت المطالب منه .
    إنك مسؤول في ليلة القدر أن تدعو لأبويك وإخوانك ولكل من يمت إليك بصلة قربى أو صداقة ، كما أن من المهم جدا أن تدعو للأمة الإسلامية لينقذها الله من أزماتها ومشاكلها وأعدائها . في هذه الليلة عليك أن تطلب إلى ربك أن يلغي عن كيان الأمة حالة الحرمان والتخلف والتجزئة والهيمنة الأجنبية ، وأن يخلص شعوبها من المصائب والنكبات التي تعانيها .
    ماذا وجد من فقدك، وما الذى فقد من وجدك،لقد خاب من رضي دونك بدلا

  • #2

    الأخ الفاضل الصريح . عظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى إستشهاد أمير المؤمنين ويعسوب الدين سيد الوصيين الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) . و أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذا الموضوع القيم عنه . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد
      احسنتم
      بارك الله بكم
      شكرا لكم كثيرا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X