1- مقام الرضوان:

وهو مقام رضى المعصومين والأنس معهم عليهم السلام وهومقام القرب الإلهي ، وهو مقام عظيم جدا وقد نالت السيدة أم البنين هذا المقام لأن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام رضيت عنها.

2- مقام الدرجات العظمى:

وقد ذكر لنا الإمام علي الرضا عليه السلام عن هذا المقام: "إن سرّك أن تكون معنا الدرجات العلا من الجنان، فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا"

وقد شهدت السيدة زينب عليها السلام لأم البنين هذا المقام بعبارة وردت عن لسان السيدة زينب قالت فيها: أم البنين شريكتنا في المصاب. لأن السيدة زينب ذلك الحين قد عانت ما عانت من ظلم وشماتة من أهل الشام، فلما دخل ركب السبايا والرؤوس الشريفة تعتلي الرماح ظن الناس انهم من الخوارج لأن يزيد لعنه الله فهّم الناس أن هؤلاء خوارج خارجين عن الدين، فأخذ الناس يتواترون أن الأمير يزيد انتصر على خوارج من أهل الترك والديلم، وقد وردفي زيارة عاشوراء هذا الوصف – هذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين عليه السلام – وكانت زينب تكلم الرأس الشريف: أخي يا أبا عبدالله ... أُسبى واُشتم ويسمونا خارجين عن الدين. عبء كبير ومعاناة عظيمة تحملتها أخت الحسين الصابرة، فالناس شمتوا بهم وهي كما هي زينب العزيزة الأبية راضية بقضاء الله وقدره، تقول ما رأيت من صنع الله إلا جميلا.
السيدة زينب عظيمة القدر وجليلة الشأن، فالسيدة زينب عليها السلام بنت السيدة الزهراء وابنة الإمام علي عليهما السلام، وزوجها "عبد الله بن جعفر الطيار" معروف قدره في الإسلام (إنّ لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة)، عندما أراد خطبتها سأله الإمام علي عليه السلام: أتعلم من تخطب؟ هذه شريكة أبي عبد الله الحسين في المصاب. وقد وقّع عبد الله بن جعفر على هذا الشرط في عقد الزواج لعلمه أن السيدة زينب خُلقت لتكون مجاهدة وشريكة للحسين في كربلاء.

فهي كريمة وزوجها كريم من الأشراف فهي من بني هاشم وتزوجت من بني هاشم، وكان زوجها ميسور الحال ومن أثرياء المدينة وتشهد السيدة زينب بأنه لم يمر يوم طيلة حياتها مع جعفر لم يطعم الفقراء، فتقول كنا لا نأكل وحدنا أبدا وكانت المائدة تُمدّ يوميا للفقراء.
بنو أمية لعنهم الله حاولوا كسر عزتها وكسر جأشها وكبريائها لأنهم على علم بمكانتها وشرفها وعزتها، لكنهم هيهات لم يستطيعوا بالرغم أنهم ضربوها وحاولوا نزع خمارها بهدف إذلالها، لكن السيدة زينب أبدا لم تبك أمامهم، بل كان كل بكاؤها ليلا ولوحدها. امرأة مثل زينب سلام الله غليها ذُبحوا أهلها أمام عينيها وهي سُبيت وأُسرت وهي تقول: ما رأيت إلا جميلا. ما أعظم هذه المرأة!!

لذلك عندما وصلت المدينة أخبرتهم ألا يدخل أحد علينا الدار إلا شريكاً لنا في المصاب، ولمّا دُقّ الباب وذهبت إحدى بنات الحسين عليه السلام لفتح الباب، فعندما رأت أم البنين وسمعت زينب صوتها أدخلتها فوراً قائلةً: أم العباس شريكتنا في المصاب، وتلقتها بحرارة ودموع ومواساة.

3- مقام الشفاعة:


في زيارة عاشوراء نذكر في الدعاء (اللهم ارزقنا المقام المحمود لك عند الله)، والمقام المحمود هو مقام الشفاعة، فمن ينال هذا المقام يكسبنا من جهة شفاعة أهل البيت عليهم السلام ومن جهة أخرى يُشفّعنا في أحبابنا.
أم البنين نالت هذا المقام فهي مع أهل البيت عليهم السلام ومُشفّعة عندهم.

4- مقام النفس المطمئنة:

نالت أم البنين مقام النفس المطمئنة لأنها من أول يوم دخلت به بيت أمير المؤمنين علي عليه السلام كانت تعلم ما هو دورها وما هو تكليفها.
ومن الاختبارات التي وقعت بها سلام الله عليها واستحقت أن تنال هذا المقام حين أنجبت أبا الفضل العباس عليه السلام، جاء أمير المؤمنين عليه السلام وحمله وكان يُمعن النظر في كفّيه ويُقبّلهما كثيرا، فسألته أم البنين: سيدي أمير المؤمنين أراكَ تُمعن النظر في كفيه؟ أفيهما عيب خلقي؟ قال: لا ولكن أقبلهما لما سيجري على تلك الكفين. فسألته عما سيجري فقال لها: تُقطع هاتين الكفين نصرة لأبي عبد الله الحسين عليه السلام. هنا سألت أم البنين: تُقطع كفّيه وفي سلامة للحسين؟! فقال لها: لا، هناك شهادة للحسين عليه السلام، هنا بكت أم البنين لما سيجري على الحسين ولم تبكِ عندما علمت بقطع كفّي العباس. فأيّ دورعظيم ومكانة عظيمة وصلت لها تلك المرأة الجليلة!

5- مقام استغفار الملائكة:


قد نالت هذه الهديةً لعظيم شأنها عند الله تعالى، ولعظيم إيمانها وشدة قربها من أهل البيت عليهم السلام، بيد أن ليس لقبرها الشريف قبة إلا أنّ ملائكة الرحمن تستغفر لها ولزوارها ولمن يزورها من قريب أو حتىمن بعيد.

6- مقام الولاية لأم البنين:


نذكر هنا هذه الرواية أنه حين دخلت أم البنين بيت أهل العصمة والرسالة وهي حديثة الزواج، سألها أمير المؤمنين عليه السلام عن هدية يهديها لها وأنه سيحقق لها ما ستطلب، فطلبت منه أن يغير لها اسمها ولا يناديها باسمها فاطمة! فسألها الإمام علي وهو يعرف جوابها: لماذا؟ فقالت له: يا أمير المؤمنين كل ما ناديتني باسمي فاطمة نظرت إلى عيني الحسن والحسين وزينب وإذا بها تغرورق بالدموع لأنهم يتذكرون أمهم فاطمة. فكان طلبها أن يغير لها اسمها، فقال لها: تُنجبين أربعة من البدور السواطع فتلقبين بأم البنين. هذه كانت هدية زواجها سلام الله عليها، وصلت لمقام الولاية والولاء لدرجة عالية فهي تفانت بنفسها وشخصيتها وهويتها لأجل ولاية أهل البيت بدرجة عظيمة جدا.

كانت دوما تروي حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:" ولي محمد من أطاع الله وإن بعُدت لحمته، وعدو محمد من عصى الله وإن قرُبت لُحمته"، فكانت تقصد سلمان الفارسي الذي كان يناديه رسول الله بسلمان المحمدي لشدة قربه من أهل البيت عليهم السلام.
فأم البنين نالت كل تلك المقامات العالية بأفعالها وليس فقط بصفتها زوجة أمير المؤمنين.

7- مقام القدوة:
وهو أشرف مقام في عالم الدنيا، هذا المقام لا ينسب إلا للأربعة عشر المعصومين، والعالم الذي ثبُتت عقائده المتينة لأهل البيت والعصمة وعنده علم الغيب وعلم الباطن وتسديد غيبي من اهل البيت عليهم السلام. أم البنين نالت مقام القدوة كزوجة، وكأم، وكموالية لعبوديتها التامة لأهل البيت عليهم السلام.