![](https://alkafeel.net/women_library/photos/articles/thumb/1589787897.jpg)
تُسهم المكتبات العامّة في الحفاظ على التاريخ الإنسانيّ من الاندثار، ولها الدور الحيويّ في حفظ الإرث الثقافيّ
الخاصّ بعلماء أمّتها من كتب نفيسة ونادرة التي هي بمثابة وثيقة مهمّة في تاريخها الحضاريّ والإنسانيّ،
وتحفة ثمينة؛ لقيمتها التاريخيّة والوثائقيّة.
وتؤدّي اليوم المكتبة ودار المخطوطات التابعة لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة
دوراً كبيراً وبارزاً في هذا المجال؛ لاحتوائها على الكتب النادرة، فضلاً عن دعمها للقراءة،
وإقامة الندوات والفعّاليات الثقافيّة؛ إذ يحتوي ركن التاريخ في قاعة المطالعة للمكتبة على كتب أكثر تميّزاً وتألّقاً،
كتب قديمة كُتبت بيد شخصيّات جليلة، فضمّت بين رفوفها كتاباً نادراً هو كتاب (المحبر) لمؤلّفه محمّد بن حبيب بن أمية بن
عمرو الهاشمي البغدادي، العلّامة في الأنساب والأخبار واللغة والشعر، وكان مؤدّباً،
وُلد في بغداد وتُوفي في سامراء سنة 245 للهجرة, وكان مولعاً بعلوم التاريخ والأخبار، فسمّوه بـ(الإخباريّ)،
والكتاب يتحدّث عن سيرة المصطفى (صل الله عليه وآله)، وتاريخ العرب، والقبائل، والصحيح من الأخبار والأنساب،
إضافةً إلى تراجم الرجال والنساء، والملوك وغيرها، ألّف كتباً كثيرة في اللغة والشعر والأخبار
والأنساب والعلوم الطبيعية، من قبيل: كتاب (الأنواء)، وكتاب (النبات)،
ومن أشهر مؤلّفاته كتاب (المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام)، و(خلق الإنسان)، و(المؤتلف والمختلف)،
و(القبائل الكبير)، و(الأيام)، و(المحبر)، وغيرها من المؤلفات، وقد نقل من كتابه المحبر بعض من المتأخّرين أمثال:
(ياقوت الحمويّ) في (معجم البلدان)، و(ابن حجر) في (الإصابة) و(ابن الأثير) في (أسد الغابة) .(1)
والجدير بالذكر أنّ مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة الكائنة في الصحن العبّاسي الشريف تمتلك
كمّاً هائلاً من الكتب المتخصّصة، وتؤمّن للطلّاب العديد من المصادر والمراجع، وتقدّم الفائدة القصوى
للباحثين والدارسين سواء كانوا من داخل العراق أو من خارجه من مختلف البلدان الإسلامية.
المصدر
*المحبر: ص510
تقرير: نهلة حاكم
تعليق