اللهم صل على محمد وآل محمد
عن معلى بن خنيس قال: خرج أبو عبد الله (عليه السلام) في ليلة قد رشت-السماء- وهو يريد ظلة بني ساعدة فأتبعته فإذا هو قد سقط منه شئ
فقال: بسم الله اللهم رد علينا، قال فأتيته فسلمت عليه، قال: فقال: معلى؟ قلت: نعم جعلت فداك
فقال لي: التمس بيدك فما وجدت من شئ فادفعه إلي
فإذا أنا بخبز منتشر كثير فجعلت أدفع إليه ما وجدت فإذا أنا بجراب أعجز عن حمله من خبز
فقلت: جعلت فداك أحمله على رأسي
فقال: لا أنا أولى به منك ولكن امض معي قال: فأتينا ظلة بني ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم ثم انصرفنا،
فقلت: جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق؟
فقال: لو عرفوه لواسيناهم بالدقة - والدقة هي الملح-
ان الله تبارك وتعالى لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة فإن الرب يليها بنفسه وكان أبي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتده منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل،إن صدقة الليل تطفي غضب الرب وتمحو الذنب العظيم وتهون الحساب وصدقة النهار تثمر المال وتزيد في العمر،
إن عيسى ابن مريم (عليه السلام) لما أن مر على شاطئ البحر رمى بقرص من قوته في الماء فقال له بعض الحواريين: يا روح الله وكلمته، لم فعلت هذا وإنما هو من قوتك؟ قال: فقال: فعلت هذا لدابة تأكله من دواب الماء وثوابه عند الله عظيم.
------------------------------
الكافي ج٤ ص ٩
بيان:
الجراب: وعاء
قيل لعل المراد بالمواساة انا اجلسناهم في الخوان - المائدة- واشركناهم معنا حتى في اكل الملح.
اقول في هذه الحكاية اللطيفة عن امامنا الصادق عليه السلام نستفيد عدة امور، منها :
1-فوائد كثيرة للصدقة منها تطفي غضب الرب. وتمحو الذنب العظيم وتهون الحساب وتزيد المال وتزيد في العمر..
2-ان الصدقة-غير الواجبة - يجوز إعطائها.لغير المؤمن
3- الصدقة حتى بالحيوان تنفع
تعليق