بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اعترض معترض من أهل التقليد، وممن هو عن إدراك التحقيق بعيد، فقال: إذا قلنا مالك يوم الدين علي، وحاكم يوم الدين علي، يلزم أن يكون الرحمن الرحيم أيضا عليا، فقلت له: ليس الأمر كما ذهب إليه وهمك، وقصر عن إدراكه فهمك، لأنا لا ندعي أن عليا مالك يوم الدين من هذه الآية، لأنا إذا قلنا: الحمد لله رب العالمين فإنا نشهد أن جميع المحامد بجوامع الكلم من كل مادح وحامد، فإنها لله رب العالمين يستحقها ويستوجبها الرحمن الرحيم، ويجري عليها عدلا وقسطا، مالك يوم الدين الذي طوق بإحسانه أهل سماواته وأرضه، أخرجهم بلطفه من كتم العدم، وأفاض عليهم من سحائب كرمه فوائض النعم، ووسعهم بجوده وعفوه ومنه، فهو مالك يوم الدين الذي كل شئ ملكه ومملوكه، فله الملك للعباد، والعدل في المعاد، لكنه يملك من أراد، وإن تقطعت أكباد ذوي العناد.
وإذا قلنا إياك نعبد وإياك نستعين نقر بأن الموصوف بهذه الصفات هو المعبود الحق.
فنقول: هناك (اهدنا الصراط المستقيم) نسأل بعد الحمد لواجب الوجود، ومفيض الكرم والجود، أن يهدينا إلى حب علي لأنه الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم، وهم آل محمد صلى الله عليه وآله الذين لأجلهم خلق الكون والمكان غير المغضوب عليهم، وهم (أي المغضوب عليهم) أعداؤهم الذين يبدل الله صورهم عند الموت، (ولا الضالين) وهم شيعة أعدائهم.
لما رأينا الله سبحانه قد أدخل نبيه ووليه في صفاته، وخص محمدا وعليا بعظيم آياته، فقال في وصف نبيه الكريم: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم (1) وقال في حق وليه: وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم (2) فهو الحاكم الحكيم، لأن العلو هو الحكم، فهو العالي على العباد، والحاكم يوم التناد، لأن كل حاكم عال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اعترض معترض من أهل التقليد، وممن هو عن إدراك التحقيق بعيد، فقال: إذا قلنا مالك يوم الدين علي، وحاكم يوم الدين علي، يلزم أن يكون الرحمن الرحيم أيضا عليا، فقلت له: ليس الأمر كما ذهب إليه وهمك، وقصر عن إدراكه فهمك، لأنا لا ندعي أن عليا مالك يوم الدين من هذه الآية، لأنا إذا قلنا: الحمد لله رب العالمين فإنا نشهد أن جميع المحامد بجوامع الكلم من كل مادح وحامد، فإنها لله رب العالمين يستحقها ويستوجبها الرحمن الرحيم، ويجري عليها عدلا وقسطا، مالك يوم الدين الذي طوق بإحسانه أهل سماواته وأرضه، أخرجهم بلطفه من كتم العدم، وأفاض عليهم من سحائب كرمه فوائض النعم، ووسعهم بجوده وعفوه ومنه، فهو مالك يوم الدين الذي كل شئ ملكه ومملوكه، فله الملك للعباد، والعدل في المعاد، لكنه يملك من أراد، وإن تقطعت أكباد ذوي العناد.
وإذا قلنا إياك نعبد وإياك نستعين نقر بأن الموصوف بهذه الصفات هو المعبود الحق.
فنقول: هناك (اهدنا الصراط المستقيم) نسأل بعد الحمد لواجب الوجود، ومفيض الكرم والجود، أن يهدينا إلى حب علي لأنه الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم، وهم آل محمد صلى الله عليه وآله الذين لأجلهم خلق الكون والمكان غير المغضوب عليهم، وهم (أي المغضوب عليهم) أعداؤهم الذين يبدل الله صورهم عند الموت، (ولا الضالين) وهم شيعة أعدائهم.
لما رأينا الله سبحانه قد أدخل نبيه ووليه في صفاته، وخص محمدا وعليا بعظيم آياته، فقال في وصف نبيه الكريم: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم (1) وقال في حق وليه: وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم (2) فهو الحاكم الحكيم، لأن العلو هو الحكم، فهو العالي على العباد، والحاكم يوم التناد، لأن كل حاكم عال
( 1) التوبة: 128.
( 2) الزخرف: 4.
من غير عكس، وكل حاكم يوم الدين مالك من غير عكس، فهو حاكم يوم الدين ومالك يوم الدين، بنص الكتاب المبين، لأن من حكم في شئ ملكه، وإليه الإشارة بقوله: (أو ما ملكتم مفاتحه) (1) ومفاتيح الجنة والنار بيده فهو المالك ليومئذ والحاكم إذا، ومن كذب هذا وأنكر سيرى برهانه حين يبشر الله أكبر، والحاكم يوم البعث حيدر، ولعنة الله على من أنكر، وقوله: حكيم لأنه قسيم الجنة والنار لأن حبه إيمان وبغضه كفر، وهو يعرف وليه وعدوه فهو إذا يقسم وليه إلى النعيم وعدوه إلى الجحيم، من غير سؤال فهو العلي الحكيم.
فأحببنا أن نكشف الستر، عن وجه هذا السر، ونبينه ليهلك من هلك عن بينة، ويحيي من حي عن بينة، فوجدناه من أسرار علم الحروف في هذه الآيات الثلاث اسم علي مرموزا مستورا، فالأول قوله: ع ل ي ح ل ي م فإن عدد حروفها 7، والسبعة حرف الزاي وعنها تظهر الأسرار، وأما أعدادها فهي 188، وأما قوله: ا ل ص ر ا ط ا ل م س ت ق ي م، فإن عدد حروفها 14، وأعدادها 1013، (2) وأما قوله: م ا ل ك ي وم ا ل د ى ن وهي 12 حرفا، وعنها يظهر السر الخفي والأمر المخفي، من أسرار آل محمد لمن كان من أصحاب علي، وأما أعدادها وهي 232(3)، فمن عرف أسرار الحروف عرف أن العلي الحكيم، والصراط المستقيم، ومالك يوم الدين، هو علي بن أبي طالب عليه السلام (بأمر رب العالمين).
(1) النور: 61.
(2) كذا في المخطوط، وفي المطبوع: 1011.
(3) كذا في المطبوع أما في المخطوط فالعدد 242.
تعليق