اللهم صل على محمد وآل محمد
أمّا عيد الفطر فقد شُرِّع بسبب إعراض الناس عن الإفراط في الشهوات خلال شهر واحد هو شهر رمضان، إذ صاموا أيّامه، وقاموا لياليه، وارتقت الحالة الروحانيّة والمعنويّة فيهم من خلال ما عملوه من الصالحات أكثر من سائر الأيّام كالإنفاق في سبيل الله، وتلاوة القرآن الكريم أكثر، والعزوف عن المحرّمات والمكروهات، وتطهير النفس الأمّارة وتزكيتها، وتيسّر لهم التخفّف والتجرّد وإمكان العروج إلى عوالم القدس، لأنّ الطعام، والشهوة، والغضب مفاتيح جهنّم ومقاليد سلطة الشيطان.
وفي هذا الشهر، جعل الله الجوع والعطش مائدته السماويّة لضيوفه، ويستبين أنّها أفضل تحفة من ربّ الأرباب.
اندرون از طعام خالى دار
تا در آن نور معرفت بيني
«أخْلِ جوفك من الطعام، لترى فيه نور المعرفة»
وينبغي أن نتّخذ ذلك اليوم عيدًا، ونستلم عيديّتنا من الله الكريم الرحيم في هذا الوقت الذي هو وقت الحصول على النتيجة والأجر.
بيدَ أنّ الاحتفال بالعيد لا يعنى العزف والضرب على الطبول، ولا يعني تناول الحلويّات وارتداء الملابس الملوّنة، ولا التنزّه البهيمي، بل يعني درجة عليا من التزكية والتطهير، وصقل أفضل للنفس كي تستعدّ للبركات ونزول الموائد السماويّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
العلّامة الحاجّ السيّد محمّد حسين الحسينيّ الطهرانيّ
معرفة الإمام، ج 9، ص 179.
تعليق