اللهم صل على محمد وآل محمد
" كان في النجف الاشرف رجل شرير اسمه عبد فرار وهو في زمن الملا حسين قلي الهمداني "ره".
كان هذا الرجل يؤذي الناس كثيرآ فكانوا يخافونه خوفآ شديدآ ويفرون منه .
وفي يوم مر بصحن الامام امير المؤمنين علي (عليه السلام) فهرب الناس جميعاً منه وكان الشيخ موجود فلم يفر ولم يعتن به .
فبهت عبد فرار لذلك وقال له :
أتعرفني ؟
انا عبد فرار؟
قال الشيخ رحمه الله : لماذا سميت عبد فرار ؟
أمن الله فررت ام من رسوله ؟
ولكن كيف قالها له وبأي أسلوب طاهر ونظرات رحمة عطوفه ؟
فلما سمع ذلك ورأى منه عبد فرار بان عليه الانكسار ورجع الى بيته متفكرآ , فلما اصبح الشيخ حسين قلي (رحمة الله عليه) قال لتلاميذه توفي في الليلة الماضية رجل من الاخيار فعلينا تشيعه ,
فذهب الشيخ مع طلابه لتشيع عبد فرار دون ان يعلموا من هو المتوفي .
فأذا هم واقفون امام بيته متعجبين من ذلك وقالوا للاستئذان: شيخنا هذا باب عبد فرار ؟؟
قال الأستاذ حسين قلي : نعم فشيعوه .
ثم سأل التلاميذ زوجته عن كيفية موته ؟
فأجابت بأن عبد فرار كان صحيحآ لا مرض به , رجع منكوبآ منكسرآ في الليلة الماضية عند وقت العصر , وكان في عالم ثاني عميق التفكر وقد قضى ليله في غرفته في البكاء ولا يزال يبكي حتى مات .
ثم قال ملا حسين قلي الهمداني :
(لقد سلك عبد فرار مسافة السنين في المعرفة في ليلة واحدة) ".
تعليق