بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
كان عمر بن ود العامري معروف بشجاعته حتى كان يعد بألف فارس وكان يسمى بفارس يليل - نسبة إلى وادي يليل - وكان يلقب بعماد العرب وفي معركة الخندق لما عبر الخندق بفرسه وصار في جهة المسلمين تحدى جميع المسلمين للقتال وقال : هل من مبارز ؟ فنكل الناس وجبنوا عن مواجهته وكأن على رؤوسهم الطير خوفا من عمرو بن عبد ود العامري ولما راى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) هذا التخاذل قال : (( من يقوم إلى مبارزته فله الإمامة (1) بعدي )) . (2) .
ولم يقم له ويبارزه أحد إلا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) .
وقد دلت هذه الكلمات النبوية الشريفة أي : (( من يقوم إلى مبارزته فله الإمامة بعدي )) على عدة أمور وهي :
1 - الأخبار عن فشل المشركين في معركتهم ، لأن الإسلام سيبقى إلى ما بعد إستشهاد الرسول (صلى الله عليه وآله)، وإن الإمامة ستكون من بعده..
2 - إنه (صلى الله عليه وآله) لم يعط الإمامة لمن يقتل عمرو ، فلعل الكثيرين يرون أنفسهم عاجزين عن قتله لفروسته وشدته .. بل جعلها لمن يقوم لمبارزته ..
3 - إنها إخباراً بأن مبارز عمرو لن يصاب بأذى .
4 - تضمنت الأخبار عن بقاء مبارزه على قيد الحياة إلى ما بعد إستشهاد الرسول (صلى الله عليه وآله) .. وضمان الجنة للمبارز لا تعني استشهاده ، إذ إن نفس المبارزة هي التي تجعله مستحقاً للجنة .
والقول : بأن مبارزة علي (عليه السلام) لعمرو لا تدل على شجاعته ، لأنها اقترنت بإخبار النبي (صلى الله عليه وآله) للمبارز بالبقاء حياً لا ينفع قائله .. إذ لماذا لم يبرز له غير علي (عليه السلام) مع علمهم بالبقاء ، فإن الأخبار بالبقاء لا يختص بعلي (عليه السلام) لكن نفس يقين علي (عليه السلام) بصحة وقوع ما يخبر به النبي (صلى الله عليه وآله) ، وشكهم في ذلك كان من أعظم فضائله (عليه السلام) .
على أننا قد ذكرنا في حديث إنذار العشيرة ما يفيد في دفع هذا التوهم.. فلا بأس بمراجعته.
5 - إننا نعلم إن للإمامة مؤهلات وشروطاً، ومنها العلم والعصمة والشجاعة... فكيف أنيطت هنا بمجرد القيام لمبارزة شخص ما من الناس.. مع أن قد يقوم إليه من لا يملك شيئاً من ذلك .
ويجاب : بأن إطلاق هذه الكلمة في مثل هذا الحال ، يشير إلى أنه الله سبحانه قد أطلع نبيه على غيبه ، وأنه لن يقوم لمبارزة ذلك الرجل إلا من إختاره الله تعالى للأمامة ، ويكون هذا الإعلان مستبطن للنص على صاحب الحق ، وكاشفاً عنه وعن إختيار الله تعالى له ..
6 - لا ندري لماذا نكل أبو بكر وعمر عن مبارزة عمرو ألم يكفهما هذا الضمان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسلامتهما لو بارزا عمرواً . ولماذا لم يثقا بالله ورسوله ولم يتيقنا بصدق هذا الوعد القاطع.
7 - إن هذا لا يتنافى مع قوله (صلى الله عليه وآله) : من يبرز لعمرو وأضمن له على الله الجنة ، إذ يمكن أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد قال الكلمتين معاً .. انتهى . (3) .
وروي (4) أنه لما قتل عمروا أنشد علي (عليه السلام ) قائلا :
ضربته بالسيف فوق الهامة - - - بضربة صارمة هدامة
أنا علي صاحب الصمصامة - - - وصاحب الحوض لدى القيامة
أخو رسول الله ذي العلامة - - - قد قال إذ عممني عمامة
أنت الذي بعدي له الإمامة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) والمقصود بالإمامة : هو معناها الشرعي الحقيقي ، لأنه هو الذي يجعله النبي (صلى الله عليه وآله) لهذا أو لذاك من بعده . وهذا الجعل النبوي لا يعني التخلي عما جرى في يوم إنذار عشيرته الأقربين ، بل هو يؤكده ، لأنه كان يعرف أصحابه ، ويعرف أن الإمام الحقيقي هو الذي يضحي بنفسه إلى هذا الحد .
(2) مناقب آل أبي طالب / ابن شهر آشوب / الجزء 2 / الصفحة 324 - - - بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 41 / الصفحة 88 .
(3) الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) / للسيد جعفر مرتضى العاملي / الجزء 4 / الصفحة 65 - 67 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 41 / الصفحة 88 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
كان عمر بن ود العامري معروف بشجاعته حتى كان يعد بألف فارس وكان يسمى بفارس يليل - نسبة إلى وادي يليل - وكان يلقب بعماد العرب وفي معركة الخندق لما عبر الخندق بفرسه وصار في جهة المسلمين تحدى جميع المسلمين للقتال وقال : هل من مبارز ؟ فنكل الناس وجبنوا عن مواجهته وكأن على رؤوسهم الطير خوفا من عمرو بن عبد ود العامري ولما راى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) هذا التخاذل قال : (( من يقوم إلى مبارزته فله الإمامة (1) بعدي )) . (2) .
ولم يقم له ويبارزه أحد إلا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) .
وقد دلت هذه الكلمات النبوية الشريفة أي : (( من يقوم إلى مبارزته فله الإمامة بعدي )) على عدة أمور وهي :
1 - الأخبار عن فشل المشركين في معركتهم ، لأن الإسلام سيبقى إلى ما بعد إستشهاد الرسول (صلى الله عليه وآله)، وإن الإمامة ستكون من بعده..
2 - إنه (صلى الله عليه وآله) لم يعط الإمامة لمن يقتل عمرو ، فلعل الكثيرين يرون أنفسهم عاجزين عن قتله لفروسته وشدته .. بل جعلها لمن يقوم لمبارزته ..
3 - إنها إخباراً بأن مبارز عمرو لن يصاب بأذى .
4 - تضمنت الأخبار عن بقاء مبارزه على قيد الحياة إلى ما بعد إستشهاد الرسول (صلى الله عليه وآله) .. وضمان الجنة للمبارز لا تعني استشهاده ، إذ إن نفس المبارزة هي التي تجعله مستحقاً للجنة .
والقول : بأن مبارزة علي (عليه السلام) لعمرو لا تدل على شجاعته ، لأنها اقترنت بإخبار النبي (صلى الله عليه وآله) للمبارز بالبقاء حياً لا ينفع قائله .. إذ لماذا لم يبرز له غير علي (عليه السلام) مع علمهم بالبقاء ، فإن الأخبار بالبقاء لا يختص بعلي (عليه السلام) لكن نفس يقين علي (عليه السلام) بصحة وقوع ما يخبر به النبي (صلى الله عليه وآله) ، وشكهم في ذلك كان من أعظم فضائله (عليه السلام) .
على أننا قد ذكرنا في حديث إنذار العشيرة ما يفيد في دفع هذا التوهم.. فلا بأس بمراجعته.
5 - إننا نعلم إن للإمامة مؤهلات وشروطاً، ومنها العلم والعصمة والشجاعة... فكيف أنيطت هنا بمجرد القيام لمبارزة شخص ما من الناس.. مع أن قد يقوم إليه من لا يملك شيئاً من ذلك .
ويجاب : بأن إطلاق هذه الكلمة في مثل هذا الحال ، يشير إلى أنه الله سبحانه قد أطلع نبيه على غيبه ، وأنه لن يقوم لمبارزة ذلك الرجل إلا من إختاره الله تعالى للأمامة ، ويكون هذا الإعلان مستبطن للنص على صاحب الحق ، وكاشفاً عنه وعن إختيار الله تعالى له ..
6 - لا ندري لماذا نكل أبو بكر وعمر عن مبارزة عمرو ألم يكفهما هذا الضمان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسلامتهما لو بارزا عمرواً . ولماذا لم يثقا بالله ورسوله ولم يتيقنا بصدق هذا الوعد القاطع.
7 - إن هذا لا يتنافى مع قوله (صلى الله عليه وآله) : من يبرز لعمرو وأضمن له على الله الجنة ، إذ يمكن أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد قال الكلمتين معاً .. انتهى . (3) .
وروي (4) أنه لما قتل عمروا أنشد علي (عليه السلام ) قائلا :
ضربته بالسيف فوق الهامة - - - بضربة صارمة هدامة
أنا علي صاحب الصمصامة - - - وصاحب الحوض لدى القيامة
أخو رسول الله ذي العلامة - - - قد قال إذ عممني عمامة
أنت الذي بعدي له الإمامة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) والمقصود بالإمامة : هو معناها الشرعي الحقيقي ، لأنه هو الذي يجعله النبي (صلى الله عليه وآله) لهذا أو لذاك من بعده . وهذا الجعل النبوي لا يعني التخلي عما جرى في يوم إنذار عشيرته الأقربين ، بل هو يؤكده ، لأنه كان يعرف أصحابه ، ويعرف أن الإمام الحقيقي هو الذي يضحي بنفسه إلى هذا الحد .
(2) مناقب آل أبي طالب / ابن شهر آشوب / الجزء 2 / الصفحة 324 - - - بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 41 / الصفحة 88 .
(3) الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) / للسيد جعفر مرتضى العاملي / الجزء 4 / الصفحة 65 - 67 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 41 / الصفحة 88 .
تعليق