السلام عليكِ يا ام البنين وعلى ابناؤك .. |
|
امُّ الوفاء |
|
مَــــنْ ياتراهُ هــو النّســابةُ البَرعُ |
على بيوتِ العلا والجودِ متُبّعُ |
من ينتقـي من ابيّــاتِ النساءِ هــدىً |
فيها صفاتُ النّجبياتِ تَجتمعُ |
هـــذا عقيلٌ ضليـعٌ فــي الاصـولِ لــهُ |
باعٌ بانسـابِ اهــلِ العُــــربِ مُضطلعُ |
مابعدَ لي امـــــلٌ من بعــدِ فاطمةٍ |
طلَّــقتُ دنيــايَ وهـي الــهّــمُ والجَشعُ |
اخترلي امـــراةً مــــن سادةٍ نُجبٍ |
قد زيُيّنتْ بجمــيلِ لخُــلقِ تَنطَبعِ |
لعلّها تبعدُ الحسنينِ طولَ وحشتهمْ |
مسهّدونَ فـــلا نــاموا ولا هَجعوا |
انظرْ الـــى حَســنٍ مــاجــفَّ مدمــعهُ |
وللحُسينِ طوال الليلِ مُنصَدِعُ |
امّاهُ بعدكِ لا صوتٌ يسامرنا |
سوى الانينِ من القلبينِ يرتَفِعُ |
هيهــات هيهـــات مايرقـــى مثيـــلُ لها |
فمـنْ تجـيءُ وهـل في حلمِهـا تَسِعُ |
عقيلُ قـــــد جــــاء كُلّ البشرِ يملـــــــؤهُ |
ووجـهـــهُ فـــرحٌ بالـــنورِ يلتمِعُ |
ابشرْ ابــــــا حَســـنٍ إنّي وجـــــــدتُ بما |
يرُضيكَ معدنــها ماشابها الجَزَعُ |
هذا حزامٌ ابوها الجودُ دَيدَنهُ |
مــعـــرَّفٌ وتــقيٌّ حـالمٌ ورِعُ |
واسمهـــا فــــــاطمٌ بالخُلقِ قـــد فُطِمَتْ |
ابيّةٌ مرتقــــاها الحلمُ والوَدعُ |
وهّابــةٌ من رجـــــالٍ امّهاتهُمُ |
هنّ الولودات لا كبرٌولا طَمعُ |
نَعـــمْ ونِعــمَ اختيــارٌ قد سررتُ بـــــهِ |
عسى الغمــامُ بيهـــا والحــزنُ ينقَشعُ |
اريدها ان تفيني إخــــوة وبهِمْ |
يــقوى الحُسينُ بيـومٍ كلّهُ فزَعُ |
فعلاً وقـولاً بَدَتْ تسمو بهيبتِهــــــــا |
كأنّها امّهم في حلمها اقتنعوا |
فرحْت اذا فرحـــــــوا حزنْت لحزنهــــمُ |
يضّمهُـــمْ في المآسي قلبـــهــا الوَسِعُ |
ولاّدةٌ ولــــدتْ اشبـــالهـــا وهُمُ |
في بيتِ اهلِ ولـــــيّ الله قد جُمعـــــوا |
عـــلى المــكارمِ ربّتهُمْ بطيبتِها |
منها الشجــاعةُ والاقــدامُ قد رضعــوا |
ومن ابيهم اميرُ المؤمنينَ لهُمْ |
العلمُ والصّبرُ والإيمانُ والوَرعُ |
قــــــالـــتْ ابا حسنٍ ارجـــوكَ طالبــةً |
تغيّرَ إسمــي بهذا الاسمِ قــــد وُلــعـوا |
من فــاطمٍ ولمـــا ترتئيهِ ولا |
تحرجهُمُ فعلى إســـمِ امّـهـــمْ طبُعـــــوا |
أمُّ البنينِ أسمّيكِ وانتِ لهُ |
اسمٌ وفعلٌ بهِ للشّملِ مُتسّعُ |
ياصبرها وتقاها كلّ غايتها |
أولادها لأبيهم سوف يتبعوا |
كانتْ تحبهمُ والعزمُ يملؤها |
تراهمُ سُجّداً تخشعْ اذا خَشعــــــــــوا |
وتشكرُ الله اولاداً لها كبروا |
ببيتِ آل رسولِ الله قد نبعوا |
فقلبهــا معـــهُــــمْ يخرجْ اذا خرجـــوا |
وتقرأُ الحمدُ للهِ اذا رجعوا |
قـــالتْ لعبــــاسِ انتَ البكــرُ ياولــــدي |
سبطا الرّسولِ بنــور اللهِ قد سَطعــوا |
هــذا حسينٌ إمامٌ زادهُ شرفاً |
حبُّ النبيّ لهُ قد كانَ مُنقَطِعُ |
يـقولُ إنَّ حسيناً من دمي دمهُ |
منّي ومنهُ انا والكلُّ قد سمعوا |
انصرهُ يا ولدي وكنْ مُطيعاً لهُ |
فإنهُ بكَ مَسرورٌ ومنُدفِعُ |
وصيّتي هذه عباسُ انتَ لها |
لإبن بنتِ نبيّ الله ياسَبِعُ |
حزامُ ظهرٍ لهُ واسندهُ يا املي |
في يــوم من عـاهدوهُ النصر فامتَنعــوا |
بنيّ جعفر وعبد اللهِ يتبعكم |
عثمانُ ها لأبيّ الضّيم فاتبّعوا |
الله الله يا أم البنينِ فهلْ |
يجودُ مثلكِ مها شيعَ او يَشعُ |
تَمسَّكي جـــــاءكِ النّــاعي بفـــــاجعةٍ |
بهاالنبّيونَ والاملاك قد فُجعوا |
(يااهــل يثرب لا مقــــام لكم بهـــــا) |
قُتِلَ الحسينُ وكلّ النــاس قد هرعـــوا |
سالتـــهِ عن حُسينٍ والدمـــوعُ جرتْ |
فقالَ ابناؤكِ يا امُّ قد صُرعوا |
قـــالتْ سالتُكَ عن ابنائـــي يارَجـــــلاً |
هــلْ الحُسينُ سَليمـــاً قلبـــي ينقطـــــعُ |
قد عظّمَ الله بالعبّــــاسِ فهوَ هــــــوى |
يداهُ مقطوعتانِ وهو منصرعُ |
هـــوى الى الارضِ طفلاً وهي تحملهُ |
كادتْ على وجهـــها من روعهـــا تقــــعُ |
قالَ الحسينُ ذبيحــــــاً عندهــا وقعتْ |
مُغمـى عليها وصاحتْ بئسَ ما صنعـوا |
يانور عيني وياغوثاهُ ياكبدي |
فداكَ نفسيَ قلبي فوقَ مايَسَعُ |
ياويلتاهُ فكيفَ الدار اسكنها |
دمٌ ودمعٌ واحشائي لهُ قُطَعُ |
جاءتْ الى زينبٍ والحزنُ يخنقهــــــا |
وتلطمُ الوجــه ضُجَّ الويـــلُ والهَلـــــعُ |
امّ البنينِ غَدتْ امّ الانينِ لها |
نحيبها وبكاها ليسَ ينَقطِعُ |
تاتي البقيع وتجثو وهي باكيةٌ |
انينها في بقاعِ الارضِ ينسمِعُ |
تبكي ويبكي لهــــا من مــــرًّ يرقبهـــــا |
انينها عندَ بيتِ اللهُ يرتفعُ |
ام الكرامــات مــــن ضحىّ بكــــــوكبةٍ |
ابناؤك شهداء الطفِّ قد رُفعوا |
الى جنــانٍ وفيها الخــالـــدونَ هُـــمُ |
وقاتليهم بنارِ الله ينصرعوا |
الفُ السلامِ عليكِ كلّمــــــا طلعــــتْ |
شمسٌ وغابتْ ونـــــــورُ البدرِ ينَدلـــــعُ |
هذي كـــــراماتكِ المُثلى لهـــــــا سِمةٌ |
من الإلهِ وهذا الجاهُ مُتّسَعُ |
امُّ المراد بإذنِ الله انتِ لهُمْ |
ماخابوا يــوماً وفــي دعواتِهمْ شُرعــوا |
يقدمونَ نذوراً وهي واصلةٌ |
االيك للآن لا ملّوا ولا انقَطوا |
للشاعر ابو محسد النجفي رحمة الله عليه
تعليق