إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اهم علامات الظهور فشل الاطروحات السابقة للظهور

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اهم علامات الظهور فشل الاطروحات السابقة للظهور

    أهم علامات الظهور
    فشل الاطروحات السابقة للظهور
    الموضوع مستل من كتابي معالم الحكومة الاسلامية

    أثبتت حركة التاريخ وسننه المتتابعة انّ الابتعاد عن الدين عقيدة وممارسة هو أساس جميع الوان الانحراف والشقاء الذي تعيشه البشرية.
    ويرى علماء النفس والاجتماع ان طغيان القيم المادية وتقهقر القيم الروحية يؤدي إلى ان يتخذ السلوك شكلاً شرساً من الصراع الذي يولد عند الانسان واحداً من الحلول التالية:
    1 ـ الانسحاب الكامل للعزلة والانطواء.
    2 ـ الانجراف الخضوعي والانهيار في التيار المادي، والاستسلام لكل مافيه.

    3 ـ التمرد على الواقع بسلوك عدواني عن طريق الجريمة أو الانحراف أو العصاب، أو الذهان الفصامي بحجة اعادة التوازن([1]).
    وبقيت البشرية تعاني من القلق والاضطراب والشقاء، ولذلك تتوجه إلى أية اطروحة جديدة تدعي إسعاد البشرية، وقد اعتادت ان (تستقبل كل مبدأ جديد يريد حل مشاكل العالم، بصدر رحب وحسن نية; لعله هو الذي يكون المبدأ المنشود الذي يحالفه التوفيق لانجاز الغد السعيد، وحين تبوء تجاربه بالفشل، تستقبل المبدأ الآخر بصدر رحب أيضاً، فيما سيكون حالها حين تفشل كل التجارب المعروضة والاطروحات المحتملة; انّ يأسها من هذه الاطروحات سوف يتركز، وأملها بالغد السعيد سوف يتضح، وصدرها تجاه المبدأ الجديد والاطروحة الجديدة سيكون أرحب وحسن ظنها أكثر([2])).
    ومن الناحية الواقعية نرى ان البشرية مستعدة لتبني أيّ منهج ترى فيه سعادتها، ومستعدة للتضحية من أجله وقد جربت جميع المناهج والاطروحات فلم تجد من يوصلها إلى الأمان والعدل والسعادة، ولهذا بدأت تتوجه ببطىء نحو الدين والقيم الروحية، ولكنّ الظروف تحيل دون الاستمرار في هذا التوجه لوجود تعتيم اعلامي مركز للقضاء على مصادر النور والهداية.
    وفي جميع الظروف والأحوال فانّ الحضارة والمدنية غير الاسلامية لم تحقق السعادة المنشودة للبشرية، ولهذا تشعر البشرية الآن أو قبل الظهور بالفراغ والخواء.

    وشعور انسان الحضارة بالنفاذ يعتبر (عاملاً أساسياً في خلق ذلك المناخ المناسب لتقبل رسالة العدل الجديدة... وافتراض ظهور المهدي(عليه السلام) في أعقاب فراغ كبير يحدث نتيجة نكسة وأزمة حضارية خانقة، وذلك الفراغ يتيح المجال للرسالة الجديدة أن تمتد، وهذه النكسة تهيء الجو النفسي لقبولها)([3]).
    وقد دلت الروايات على تعدد الاطروحات وعلى فشلها في تحقيق الأهداف التي تنشدها البشرية، ولم تحقق شيئاً في تقرير الأمان والسلام والعدل في واقع الحياة.
    ومن هذه الروايات خروج الكذابين الذين يدّعون النبوة والارتباط بالسماء.

    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «لا تقوم الساعة حتى يخرج نحو من ستين كذاباً كلّهم يقول: أنا نبي»([4]).
    وادعاء النبوة ليس تعبيراً مجازياً أو رمزياً، وانما هو ادعاء حقيقي، أي ادعاء السفارة الربانية والارتباط بالله تعالى، وهذا ظاهر وواضح من آراء جمع من الفقهاء نكتفي بذكر آراء اثنين منهم:
    الشيخ لطف الله الصافي: الظاهر ان المراد منه حقيقي، ولا وجه لحمل هذه الروايات على معنى مجازي أو رمزي والله العالم([5]).
    السيد محمد صادق الروحاني: الظاهر ان ذلك تعبير حقيقي لعلامات الظهور، كما نقل ذلك اكثر أصحابنا([6]).
    وفي الكتاب المقدس ورد عن عيسى(عليه السلام)أنّه قال: (انتبهوا لايضللكم أحد! فانّ كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنّي انا هو المسيح... ويظهر كثيرون من الأنبياء الدجالين ويضللون كثيرين...)([7]).
    ويخرج قبل الامام(عليه السلام) قادة يدعون إلى أنفسهم، ومن الطبيعي ان تكون لهم اطروحات باسم الدين.
    قال الامام جعفر الصادق(عليه السلام): «لا يخرج القائم حتى يخرج اثنا عشر رجلاً من بني هاشم كلّهم يدعو إلى نفسه»([8]).
    ودلت روايات اخرى على انّ جميع الاطروحات المدعاة سوف تحكم وتظهر على حقيقتها للناس ثم تفشل في إقامة العدل، ولا تحقق مايحققه الامام المهدي عند ظهوره في مختلف الاصعدة والميادين.
    قال الامام جعفر الصادق(عليه السلام): «لا يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس الاّ ولوا على الناس، حتى لا يقول قائل: لو ولينا لعدلنا، ثم يقوم القائم بالحق والعدل»([9]).
    وعن الامام محمد الباقر(عليه السلام) انّه قال: «دولتنا آخر الدول، ولن يبقى أهل بيت لهم دولة إلاّ ملكوا قبلنا لئلاّ يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عزّ وجلّ: (وَالعَاقِبَةُ لِلْمُـتَّقِينَ)([10])»([11]).
    وحينما تجرب الامم جميع الاطروحات والنظريات من خلال سيرتها العملية وتجدها بعيدة كل البعد عن تحقيق طموحاتها وأهدافها ستتخلّى عن تأييدها ونصرتها وتيأس منها، وبالتالي تسعى إلى تغييرها وتبديلها بالأصلح والانفع، وهكذا تمر في تجارب فاشلة الوحدة تلو الاخرى، فتتطلع طموحاتها وأحلامها ورغباتها نحو الاطروحة الأفضل والشخص الافضل والحكومة الأفضل، وتتوجه انظارها نحو الشخص الأصلح الذي بشرت به جميع الأديان، ذلك الشخص الذي يمثل السماء في الأرض والذي يكون أمره مرتبطاً بالأمر الالهي، وانّه المنقذ الحقيقي للبشرية من وضعها المأساوي، ومن القوى المتحكمة فيها، وهذا التوجه والتعلق مقدمة لاتّباعه والاخلاص له والاستسلام له، ولهذا يتوفر العدد المناسب من الانصار القادرين على الانتصار وحسم المعركة لصالح الامام المهدي(عليه السلام)، أما في الجبهة المقابلة فالأمر ليس كذلك، فلا يجد اعداء الاسلام واعداء الامام المهدي من يطيعهم امّا تمرداً عليهم وامّا خوفاً من الامام المهدي وامّا ترقباً للأمر،وخصوصاً انّ الاعلام المهدوي سيؤثر على افكارهم وعواطفهم ويوجهها نحو نصرة الامام ونصرة حركته.




    ([1]) مدخل في علم النفس الاجتماعي: 295.

    ([2]) تاريخ مابعد الظهور: 475.

    ([3]) بحث حول المهدي: 80، 90.

    ([4]) الغيبة، للطوسي: 266.

    ([5]) رقم الاستفتاء 326 / 13، 9 ربيع الأوّل 1423هـ .

    ([6]) تاريخ الاجابة: 24 صفر 1423هـ .

    ([7]) الكتاب المقدّس، العهد الجديد: 38، الانجيل كما دوّنه متى.

    ([8]) الخرائج والجرائح 3: 1162.

    ([9]) اثبات الهداة 3: 738.

    ([10]) سورة الاعراف: 127.

    ([11]) بحار الانوار 52: 332.



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X