بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
السؤال : معنى عبارة (وقبضك إليه باختياره) في زيارة أمين الله .
معنى القبض بالاختيار في زيارة أمين الله لأمير المؤمنين عليه السلام عبارة : (( قبضك إليه باختياره)) .
ما معنى هذه العبارة ؟
ولماذا خص أمير المؤمنين بذلك دون سائر الأئمة عليهم السلام .
الجواب : القبض : خلاف البسط .
ويعبر عن الموت بقبض الروح ، ويبدو انه تعبير عن انتهاء الأجل الذي كان مبسوطا في الحياة ، فكما أن الله تعالى يطوي السماوات في القيامة ، فالإنسان كذلك تطوى صفحة حياته ، ويقبض .
وفي ذلك دلالة على هيمنة الله تعالى و تحكمه في ملكه ، فيجازي كل واحد بعمله ، ولكن ما هي دلالة الاختيار هنا في عبارة (باختياره) ؟
إنّ الله تبارك وتعالى يقبض عباده جميعاً باختياره , ولكن خصوصية أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه مقبوض (إليه) تعالى أي إلى مقام الزلفى والقرب منه تعالى , ويحتمل أن يكون المراد من قوله (وقبضك إليه باختياره) أنّه (عليه السلام) لم يقبض بسبب أمر عارض كذنب أو قطيعة رحم (والعياذ بالله) , فإنّه يستحق الحياة والخلود والبقاء ؛ لأنّ حياته كانت في غاية الكمال , ومزاجه في نهاية الاعتدال , فهو لا يموت بسبب طبيعي كمرض مثلاً , أو تقصير في أمر ديني يعاقب عليه بأنّه تخترمه المنية كقطيعة الرحم ؛ لأنّه معصوم , وحينئذٍ إذا لم يكن ثمّة سبب طبيعي , أو تقصير معنوي , أو إخلال بواجب مهما كان في جميع تفاصيل حياته , فإنه الموت لا ينبغي أن يأتيه , ولكن الله تعالى شاء أن يمنحه مع جميع ما لديه من فضائل, فضيلة الشهادة ؛ لأنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) أولى مَن يستحقها , فكتب عليه أنّه يقتل علي يد أشقى الخلق , فقبضه إليه أي إلى محل رضوانه باختياره (من دون اعتراض سبب طبيعي أو زلل معنوي) .
ويمكن أن يتضح المعنى أكثر بالنظر إلى العبارة السابقة من الزيارة حيث قال : ((حتّى دعاك الله إلى جواره - وقبضك إليه ... الخ)) , فتبين أنّ هذا القبض الذي أختص به أمير المؤمنين (عليه السلام) من دون سائر الخلق هو أن يكون إلى جواره عز وجلّ , فيكون الضمير في (قبضتك إليه) أي (الهاء) عائد إلى (جواره) أي جوار الله .
وجائز أن يعود الضمير إلى (الله) فنحتاج حينئذٍ إلى التأويل الذي تقدم , فإن قبضه إليه تعالى فيه إشارة إلى مزيد العناية والتشريف والمنزلة . والمعنيان كلاهما جائز , فتأمّل .
ودمتم في رعاية الله .
منقول من مركز الابحاث العقائدية .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
السؤال : معنى عبارة (وقبضك إليه باختياره) في زيارة أمين الله .
معنى القبض بالاختيار في زيارة أمين الله لأمير المؤمنين عليه السلام عبارة : (( قبضك إليه باختياره)) .
ما معنى هذه العبارة ؟
ولماذا خص أمير المؤمنين بذلك دون سائر الأئمة عليهم السلام .
الجواب : القبض : خلاف البسط .
ويعبر عن الموت بقبض الروح ، ويبدو انه تعبير عن انتهاء الأجل الذي كان مبسوطا في الحياة ، فكما أن الله تعالى يطوي السماوات في القيامة ، فالإنسان كذلك تطوى صفحة حياته ، ويقبض .
وفي ذلك دلالة على هيمنة الله تعالى و تحكمه في ملكه ، فيجازي كل واحد بعمله ، ولكن ما هي دلالة الاختيار هنا في عبارة (باختياره) ؟
إنّ الله تبارك وتعالى يقبض عباده جميعاً باختياره , ولكن خصوصية أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه مقبوض (إليه) تعالى أي إلى مقام الزلفى والقرب منه تعالى , ويحتمل أن يكون المراد من قوله (وقبضك إليه باختياره) أنّه (عليه السلام) لم يقبض بسبب أمر عارض كذنب أو قطيعة رحم (والعياذ بالله) , فإنّه يستحق الحياة والخلود والبقاء ؛ لأنّ حياته كانت في غاية الكمال , ومزاجه في نهاية الاعتدال , فهو لا يموت بسبب طبيعي كمرض مثلاً , أو تقصير في أمر ديني يعاقب عليه بأنّه تخترمه المنية كقطيعة الرحم ؛ لأنّه معصوم , وحينئذٍ إذا لم يكن ثمّة سبب طبيعي , أو تقصير معنوي , أو إخلال بواجب مهما كان في جميع تفاصيل حياته , فإنه الموت لا ينبغي أن يأتيه , ولكن الله تعالى شاء أن يمنحه مع جميع ما لديه من فضائل, فضيلة الشهادة ؛ لأنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) أولى مَن يستحقها , فكتب عليه أنّه يقتل علي يد أشقى الخلق , فقبضه إليه أي إلى محل رضوانه باختياره (من دون اعتراض سبب طبيعي أو زلل معنوي) .
ويمكن أن يتضح المعنى أكثر بالنظر إلى العبارة السابقة من الزيارة حيث قال : ((حتّى دعاك الله إلى جواره - وقبضك إليه ... الخ)) , فتبين أنّ هذا القبض الذي أختص به أمير المؤمنين (عليه السلام) من دون سائر الخلق هو أن يكون إلى جواره عز وجلّ , فيكون الضمير في (قبضتك إليه) أي (الهاء) عائد إلى (جواره) أي جوار الله .
وجائز أن يعود الضمير إلى (الله) فنحتاج حينئذٍ إلى التأويل الذي تقدم , فإن قبضه إليه تعالى فيه إشارة إلى مزيد العناية والتشريف والمنزلة . والمعنيان كلاهما جائز , فتأمّل .
ودمتم في رعاية الله .
منقول من مركز الابحاث العقائدية .
تعليق