شاهدٌ على عهودٍ وعصورٍ تاريخيّة مختلفة
28/05/2020 17:35
من المقتنيات المتحفيّة التي يضمّها متحفُ الكفيل للنفائس هي العملات الورقيّة والمعدنيّة المسكوكة (ذهب – فضّة - نحاس)، ويعود تاريخها الى حقبٍ وحضارات زمنيّة مختلفة، علاوةً على ما أُهدي للمتحف وفضلاً عن ما تمّ اقتناؤه وجمعُه من بعض الأشخاص.
وقد تمّ إفراد مساحة عرضٍ لهذه المقتنيات بما يتلاءم وخصوصيّتها وأهمّيتها التاريخيّة، فهي تُعدّ من الوثائق والشواهد التاريخيّة على عهودٍ وعصورٍ تاريخيّة مختلفة، وقد دأبت المتاحف العالميّة على إبرازها ضمن عرضها المتحفيّ وهذا ما عمل عليه متحفُ الكفيل للنفائس والمخطوطات، هذا بحسب ما أكّده لشبكة الكفيل الأستاذ صادق لازم الزيدي رئيسُ قسم المتحف، وأضاف: "يُعتبر علم النقود والمسكوكات من العلوم الوثائقيّة التاريخيّة الأثريّة الهامّة وذي صلةٍ وثيقةٍ ومباشرة بحياة الشعوب والحضارات القديمة، ولهذا السبب تتسابق المتاحف ومنها متحفُ الكفيل لاقتنائها منذ فترات طويلة".
مبيّناً: "يضمّ المتحف أكثر من (1,000) عملةٍ من العملات الورقيّة والمعدنيّة المسكوكة من الذهب والفضّة، وتعود لحقبٍ زمنيّة مختلفة كالحقبة الإغريقيّة والرومانيّة والساسانيّة والأمويّة والعبّاسية والفاطميّة والصفويّة والعثمانيّة، فضلاً عن البعض التي تعود الى حقبة العهد الملكيّ في العراق، ومن أقدم تلك القطع هو الدرهم العربيّ الذي يعود لولاية عهد الإمام الرضا(عليه السلام)".
وأوضح الزيدي: "عملنا في المتحف على فرز وتوثيق هذه العملات بنوعَيْها المعدنيّ والورقيّ، وحفظها في ألبومات وخزنها في محامل خاصّة بها وتوثيقها يدويّاً وإلكترونيّاً، من خلال تسجيل نوع العملة مع الرسم أو الكتابة الموجودة عليها، بالإضافة الى الحجم والوزن وأيضاً مكان الضرب وسنة الضرب (أي مكان وسنة الإنتاج) وغيرها، كما تمّت الاستعانة بمجموعة من الخبراء الأكاديميّين في الجامعات العراقيّة والمتحف العراقيّ، بالإضافة الى بعض الهواة الذين لديهم هواية وخبرة في جمع هذه المسكوكات وفرزها، للتأكّد منها إنْ كانت أصليّة أو غير أصليّة".
وتابع: "المقتنيات هذه قسمٌ منها يُعرض في قاعة المتحف في فاترينات عرضٍ خاصّة بها معدّة لهذا الغرض، والقسم الآخر ضمن خزانة المتحف وجميعُها محفوظة باتّباع آليّاتٍ خاصّة وبإشراف ملاكاتٍ متخصّصة، وعلى غرار ما هو معمولٌ به في المتاحف المحلّية والدوليّة".
موضّحاً: "انّ عمل ملاكات المتحف لا يقتصر على الجمع والتبويب والعرض والخزن فحسب، بل هناك ورشةٌ خاصّة بالترميم والصيانة للعملات النقديّة والورقيّة، تضمّ مجموعةً من الفنيّين المختصّين الذين لديهم خبرة في هذا المجال، اكتسبوها بعد أن تمّ زجّهم في دروراتٍ تخصّصية أكسبتهم المهارة في عملهم، مع توفير الأجواء المناسبة لها من حرارة ورطوبة".
واختتم: "انّ أبواب المتحف مشرعةٌ لكلّ من يريد الاطّلاع ومشاهدة هذه المقتنيات، إضافةً الى الباحثين من طلبة الدراسات العُليا والأوّلية لكن حاليا وبسبب الظروف الحالية فقد أغلق وذلك تماشيا والتزاما بالتوجيهات الصحية الصادرة من الجهات ذات العلاقة ".