إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لنضع مصطلحات اسلامية في علم نفس الطفل 

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لنضع مصطلحات اسلامية في علم نفس الطفل 

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	الطفل.jpg 
مشاهدات:	615 
الحجم:	9.2 كيلوبايت 
الهوية:	886876
    لنضع مصطلحات اسلامية في علم نفس الطفل
    من الاحاديث الشريفة استنبطت مصطلحات اسلامية في مرحلة الطفولة ومنها :
    السيدية والعبدية والوزيرية ، وقد ذكرتها في كتابي (( دراسات إسلامية في علم نفس النمو )).
    فوجدتها مستعملة في اطروحتين للدكتوراه في مصر .
    يمر الانسان بعدة مراحل ليكتمل نموه الخلقي بالتدريج ونستعين بتقسيم مراحل النمو في مرحلة الطفولة بالأحاديث.

    قال رسول الله (ص): «الولد سيّد سبع سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين»([1]).
    وقال الامام علي (ع): «يرخى الصبي سبعاً ويؤدب سبعاً ويستخدم سبعاً»([2]).
    وقال الامام جعفر الصادق (ع): «دع ابنك يلعب سبع سنين ويؤدب سبع سنين وألزمه نفسك سبع سنين»([3]).
    وقال أيضاً: «الغلام يلعب سبع سنين ويتعلم الكتاب سبع سنين ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين»([4]).
    وعلى ضوء هذه الأحاديث الشريفة يمر الطفل بثلاثة مراحل وهي:
    1- المرحلة السيدية
    وهي مرحلة الطفولة المبكرة حيث يكون الطفل في هذه المرحلة سيداً أو طليقاً، ففي مرحلة الرضاعة لا يكون الطفل قد نمى لديه الضمير ولا نظام القيم الأخلاقية، فليس من الصحيح الحكم عليه أو تقييمه، لأن نظرته للسلوك ناشئة من سروره وألمه، فما سرّه يعتبره جيداً وما آلمه يعتبره غير جيد.
    وبعد مرحلة الرضاعة يقتصر تعلم الطفل على استخدام مصطلح الصح والخطأ أو الجيد والرديء في الحكم على السلوك الخلقي، ولكنه لا يعلم لماذا حكم على هذا بالصح وذاك بالخطأ، فنموه العقلي لم يصل الى مرحلة تسمح له أن يتعلم المفاهيم والقيم الأخلاقية المجردة له، أو رغبة منه في توجيه الأنظار إليه، كعدم الطاعة والكذب والغضب والتخريب.
    والطفل في هذه المرحلة يكون أشبه بالسيد حيث يكون حرّاً طليقاً يجرب بنفسه مع مراعاة بعض القيم التي لا تسمح له بتجاوزها.
    ومعنى السيدية أن الطفل في هذه المرحلة بحاجة الى الحرية والانطلاق وليس من الصحيح تكثيف الإرشادات والتوجيهات والأوامر الأخلاقية المجردة له، لأن ذاكرته لا تساعده على الاحتفاظ بمفاهيم وقيم ومبادئ السلوك الأخلاقي.
    وقد تصدر منه بعض الممارسات المخالفة للثوابت الأخلاقية ناجمة من جهله بالمفاهيم والقيم الأخلاقية المجردة، أر رغبة منه في توجيه الأنظار إليه، كعدم الطاعة والكذب والغضب والتخريب.
    فهذه المرحلة هي مرحلة اللعب والانطلاق والارتخاء لإشباع حاجاته المنطلقة من تمحوره حول ذاته.
    2- المرحلة العبدية
    وهي مرحلة الطفولة الوسطى متداخلة مع سني مراحل الطفولة المتأخرة، وهي مرحلة تقبل الإشادات والتوجيهات والأوامر الأخلاقية، حيث يكون مهيئاً لإدراك مفاهيم وقيم ومبادئ السلوك وموازينه ومعاييره.
    واصطلحنا عليه -تبعاً للأحاديث الشريفة- مصطلح المرحلة العبدية لأن الطفل يكون فيها أشبه بالعبد تجاه سيده وهو الوالد والوالدة والمعلم والمربي، حيث تصدر إليه الإرشادات والتوجيهات والأوامر التي يجب أن يتبعها ويتحرك على ضوئها، فهو مسؤول أمام سيده بالالتزام بأوامره والانتهاء عن نواهيه، وهو محاسب عليها على ضوء الثواب والعقاب أو الاستحسان والاستهجان، حيث يتعلم الصواب والخطأ، ويتعلم ما هو مرغوب وما هو ممنوع.
    وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل بإدراك المفاهيم المجردة كالصدق والأمانة والنزاهة، ويستطيع الانتقال من المفاهيم المطلقة والعامة لتطبيقها على مصاديقها في الواقع السلوكي.
    وفي هذه المرحلة قد ينمو الضمير والرقابة الذاتية على السلوك الأخلاقي.
    وفي هذه المرحلة قد يكون بعض الاطفال يمارسون ممارسات خاطئة كالشجار مع الآخرين والاعتداء عليهم بألفاظ نابية أو عدوان بدني، كالكذب والسرقة بسبب ظروف التربية الخاطئة.
    3- المرحلة الوزيرية
    وهي المرحلة الأخيرة من سني مرحلة الطفولة المتأخرة، والسنين الأولى من مرحلة المراهقة.
    ففي هذه المرحلة تتبلور المفاهيم والقيم الخلقية في ذهن الطفل وفي ضميره، وفي واقعه العملي، حيث يكون مرآة للمرحلتين السابقتين، فهو قادر على معرفة الموازين والمعايير الأخلاقية من حيث تفاصيلها ومصاديقها المتعددة، بل قادر على الحكم على الآخرين وإن كانوا أكبر منه سناً حيث يفوقونه بالتجربة أكثر مما يفوقونه في إدراك المعايير، فهي مرحلة متداخلة تمتزج بها السيدية مع العبدية، فهو يتبنى المفاهيم والقيم والموازين على أساس أنها أمور اختيارية، فهو يميز بين صوابها وخطئها، وهو حرّ في تبنيها وممارستها في الواقع.
    وهو في جميع هذه المراحل يكون بحاجة الى الاقتداء وخصوصاً في مرحلة العبدية حيث يتشبث بسلوك النماذج العليا في المجتمع محاولاً التشبه والاقتداء بها.
    والطفل في المرحلة الأخيرة قد انتقل من مرحلة الطفولة الى مرحلة الرشد في خطواتها الأولى، واصطلحنا عليها المرحلة الوزيرية -تبعاً للأحاديث الشريفة- لأن علاقة الطفل أو الحدث بوالديه أو معلميه أو مربيه، أشبه بالعلاقة بين الرئيس والوزير، فهو هنا ليس كالفرد العادي، بل هو كمستشار أو مساعد ولكنّه يبقى تبعاً لغيره وليس مستقلاً عن إرشاداته وتوجيهاته وأوامره.
    وقد أشارت الروايات الشريفة الى هذا الدور كما ورد «وزير سبع سنين»، «يستخدم سبعاً»، «ألزمه نفسك سبع سنين».
    فهو يستطيع في هذه المرحلة الحكم على أخلاقه وسلوكه من وجهة نظره ممزوجة مع وجهة نظر الآخرين خلافاً للمرحلة الأولى التي يحكم على أخلاقه وسلوكه من وجهة نظره هو وحده، وفي المرحلة الثانية يحكم عليها من وجهة نظر الآخرين كالوالدين والمعلمين ومطلق المربين، أو يحكم عليها على أساس الاستحسان والاستهجان، أو الثواب والعقاب.



    ([1]) مكارم الأخلاق: 222.

    ([2]) مكارم الأخلاق: 223.

    ([3]) مكارم الأخلاق: 222.

    ([4]) الكافي 6: 47.



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X