في افياء الاحزان والذكريات الأليمة والموجهة دخلت سيدة جليلة دار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
سيدة شاء الله لها من بين نساء العالمين ان تكون هي المختارة من قبل الله ان تسكن بيت النبوة والامامة وان تشم رائحة رسول الله (صلى عليه واله وسلم) وان تصبح حليلة زوج الزهراء مولانا امير المؤمنين ع و تأخذ لقب الام الثانية لاولاد الزهراء ع لقد امتحنها الله بهذا الامتحان ونالت جائزة الامتحان ان تكون باب الحوائج لقد كان أيتام الزهراء ع لهم في كل زاوية من زوايا البيت ذكريات تشدهم إلى أمهم الشهيدة، وحيث ما يلتفتون يرون أثرا من آثارها،
وهي تقرأ لهم القران بصوتها الحزين الخاشع ، وهناك كانت تصلي وتدعوا وتسبح وتبكي، وهنا كانت تطبخ وتدير الرحى
وهنالك مكان بقي عالقا بذكرياته الموجعة في اذهانهم هذا المكان الذي كلما نظروا اليه دمعت عيونهم وخنقتهم العبرة، هذا المكان هو باب الدار وبالتحديد خلف باب الدار، وماادراك ماخلف الدار ولم تقف ذكرياتهم عند هذا الحد فقد استمرت ليروا أباهم واضعا أمهم الزهراء وهي في ريعان الشباب على مغتسلها يقلبها وهو ينظرون وينتظرون في وجل وخوف تلك اللحظات التي ستحمل أمهم من أمام أعينهم لتودع في قبرها، وتغيب عن نواظرهم، والأوجع لقلوبهم ان الأطفال كل الأطفال إذا ما ماتت أمهم فان باستطاعتهم زيارة قبرها متى ما أرادوا وأحبوا إلا أن أولاد البتول عليها السلام محرومون من هذه الخصلة فلم يكن باستطاعتهم زيارة قبرها الا في طوق شديد من السرية والتكتم وهنا كانت ام البنين البلسم الذي خفف وسكن اوجاع وآلآم قلوب أيتام الزهراء ع وقامت على رعايتهم واعطت كل غالي ونفيس من اجل الفوز برضاهم ومحبتهم لقد كان شعار ام البنين في بيت الامامة قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)انهم مني وانا منهم يؤلمني مايؤلمهم ويحزنني مايحزنهم
فلم يشعروا معها بشعور زوجة الأب ولا فضلت أولادها عليهم، فكانت تشعرهم بأنها خادمة لهم راعية لشؤونهم وعلى هذه الروحية ربت أولادها الأربعةوتجلى ذلك في مواقفهم وأقوالهم وأفعالهم في يوم عاشوراء
فسلام عليك بعدد دموعك وايام حزنك على اولاد الزهراء ع
وفي الختام نقول عظم الله اجوركم جميعا
تعليق