كثرة القتل والموت قبل ظهور الامام المهدي عليه السلام
سعيد كاظم العذاري
المنشور مستل من كتابي (( معالم الحكومة في عهد ظهور الامام المهدي عليه السلام))
حين تبتعد البشرية عن المنهج الالهي; فانّ الامور كلّها تفقد استقامتها، والموازين كلها تفقد سلامتها، ولا يكون في الحياة الانسانية إلاّ الانحراف في جميع الميادين، ومن الطبيعي ان تنعدم الرحمة والشفقة وتقسو القلوب والضمائر ولا تبقى حرمة للنفس الانسانية، فيكثر الاعتداء على أرواح الناس بالقتل وغير القتل، وتكثر الحروب، ويكثر الموت بسبب انعدام الصحة أو عدم الاهتمام بها وبالانسان عموماً.
وقد وردت روايات عديدة ومستفيضة تشير إلى كثرة القتل والموت.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة... وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل...»([1]).
وفي رواية منسوبة إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) انّه قال: «لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كلّ رجل منهم: لعلّي أكون أنا الذي انجو»([2]).
وعن الامام علي(عليه السلام) انه قال: «لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث، ويموت ثلث، ويبقى ثلث»([3]).
وعنه(عليه السلام) انّه قال: «بين يدي المهدي موت احمر وموت أبيض... فأمّا الموت الأحمر فالسيف، وأمّا الموت الأبيض فالطاعون»([4]).
وفي رواية عن الامام الصادق(عليه السلام) انّه قال: «قدّام القائم موتتان: موت أحمر وموت أبيض، حتى يذهب من كلّ سبعة خمسة»([5]).
وفي الكتاب المقدّس جاء حول اورشليم على لسان الرب: (أنا أيضاً استأصلُ ولا تترأف عليك عيني ولا أعفو، ثلث سكانك يموتون بالوباء والجوع في وسطك، وثلث ثان يقتل حولك بالسيف، وثلث أخير اشتته بين الامم واتعقبه بسيف مسلول)([6]).
وكثرة القتل والموت تؤدي إلى دوامة مطبقة من القلق والاضطراب والخوف تسلب الأمن والاطمئنان من حياة الناس جميعاً، ولا يبقى لهم مخرج إلاّ بظهور المنقذ المنتظر فتتوجه اليه العقول والقلوب وتنتظر خروجه لتتبعه وتناصره.
وكثرة القتل تؤدي إلى تدهور الاوضاع النفسية للناس جميعاً وتدهور القوة والطاقة البشرية بحيث لا تقوى على مواجهة المهدي(عليه السلام) حين خروجه.
ووردت روايات اكثر توضيحاً تنص على انّ القتل سيستشري في أوساط أعداء الدين وأعداء الحق ويستأصلهم أو يؤدي إلى اضمحلال قواهم، وينجو المؤمنون من القتل.
عن أبي بصير ومحمد بن مسلم قالا: سمعنا ابا عبد الله(عليه السلام) يقول: «لا يكون هذا الأمر حتّى يذهب ثلثا الناس»، فقيل له: فإذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟ فقال(عليه السلام): «اما ترضون ان تكونوا الثلث الباقي»([7]).
وظاهر الرواية بقاء قوة المؤمنين وهي القاعدة التي يعتمد عليها الامام المهدي(عليه السلام) حين الظهور فتكون المعادلة انتصاره على اعدائه الذين اضعفتهم الحروب والمعارك على مستوى المعنويات أو القوة المادية، فلا تبقى لديهم قوة للمقاومة أو للصمود.
([1]) صحيح البخاري 9: 74.
([2]) صحيح مسلم 4: 2219.
([3]) الفتن: 231.
([4]) الغيبة، للطوسي: 267.
([5]) كمال الدين وتمام النعمة 2: 655.
([6]) الكتاب المقدس، العهد القديم: 977.
([7]) بحار الانوار 52: 207.
سعيد كاظم العذاري
المنشور مستل من كتابي (( معالم الحكومة في عهد ظهور الامام المهدي عليه السلام))
حين تبتعد البشرية عن المنهج الالهي; فانّ الامور كلّها تفقد استقامتها، والموازين كلها تفقد سلامتها، ولا يكون في الحياة الانسانية إلاّ الانحراف في جميع الميادين، ومن الطبيعي ان تنعدم الرحمة والشفقة وتقسو القلوب والضمائر ولا تبقى حرمة للنفس الانسانية، فيكثر الاعتداء على أرواح الناس بالقتل وغير القتل، وتكثر الحروب، ويكثر الموت بسبب انعدام الصحة أو عدم الاهتمام بها وبالانسان عموماً.
وقد وردت روايات عديدة ومستفيضة تشير إلى كثرة القتل والموت.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة... وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل...»([1]).
وفي رواية منسوبة إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) انّه قال: «لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كلّ رجل منهم: لعلّي أكون أنا الذي انجو»([2]).
وعن الامام علي(عليه السلام) انه قال: «لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث، ويموت ثلث، ويبقى ثلث»([3]).
وعنه(عليه السلام) انّه قال: «بين يدي المهدي موت احمر وموت أبيض... فأمّا الموت الأحمر فالسيف، وأمّا الموت الأبيض فالطاعون»([4]).
وفي رواية عن الامام الصادق(عليه السلام) انّه قال: «قدّام القائم موتتان: موت أحمر وموت أبيض، حتى يذهب من كلّ سبعة خمسة»([5]).
وفي الكتاب المقدّس جاء حول اورشليم على لسان الرب: (أنا أيضاً استأصلُ ولا تترأف عليك عيني ولا أعفو، ثلث سكانك يموتون بالوباء والجوع في وسطك، وثلث ثان يقتل حولك بالسيف، وثلث أخير اشتته بين الامم واتعقبه بسيف مسلول)([6]).
وكثرة القتل والموت تؤدي إلى دوامة مطبقة من القلق والاضطراب والخوف تسلب الأمن والاطمئنان من حياة الناس جميعاً، ولا يبقى لهم مخرج إلاّ بظهور المنقذ المنتظر فتتوجه اليه العقول والقلوب وتنتظر خروجه لتتبعه وتناصره.
وكثرة القتل تؤدي إلى تدهور الاوضاع النفسية للناس جميعاً وتدهور القوة والطاقة البشرية بحيث لا تقوى على مواجهة المهدي(عليه السلام) حين خروجه.
ووردت روايات اكثر توضيحاً تنص على انّ القتل سيستشري في أوساط أعداء الدين وأعداء الحق ويستأصلهم أو يؤدي إلى اضمحلال قواهم، وينجو المؤمنون من القتل.
عن أبي بصير ومحمد بن مسلم قالا: سمعنا ابا عبد الله(عليه السلام) يقول: «لا يكون هذا الأمر حتّى يذهب ثلثا الناس»، فقيل له: فإذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟ فقال(عليه السلام): «اما ترضون ان تكونوا الثلث الباقي»([7]).
وظاهر الرواية بقاء قوة المؤمنين وهي القاعدة التي يعتمد عليها الامام المهدي(عليه السلام) حين الظهور فتكون المعادلة انتصاره على اعدائه الذين اضعفتهم الحروب والمعارك على مستوى المعنويات أو القوة المادية، فلا تبقى لديهم قوة للمقاومة أو للصمود.
([1]) صحيح البخاري 9: 74.
([2]) صحيح مسلم 4: 2219.
([3]) الفتن: 231.
([4]) الغيبة، للطوسي: 267.
([5]) كمال الدين وتمام النعمة 2: 655.
([6]) الكتاب المقدس، العهد القديم: 977.
([7]) بحار الانوار 52: 207.