إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عصمة الإمام يفرضها العقل السليم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عصمة الإمام يفرضها العقل السليم

    عصمة الإمام يفرضها العقل السليم
    المقالة مستلة من كتابي (( تولّي الامام )).
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	الامام.jpg 
مشاهدات:	597 
الحجم:	14.2 كيلوبايت 
الهوية:	887169
    خاصية العصمة اشترطها أئمة أهل البيت(عليهم السلام) وفقهاء الشيعة فيمن يقوم بمقام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من بعده، أمّا فقهاء السنّة فلم يشترطوها محتجّين بالواقع العملي كما قال التفتازاني: ((إحتج أصحابنا على عدم وجوب العصمة بالإجماع على إمامة أبي بكر وعمر وعثمان، مع الإجماع على أنهم لم تجب عصمتهم)).
    شرح المقاصد 8 / 249.

    والعصمة لها مظاهر وعلامات، والمتصف بها يكون قد وصل القمّة في كل شيء، كما قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): ((للإمام علامات: يكون أعلم الناس، وأحكم الناس، وأتقى الناس، وأحلم الناس، وأشجع الناس، وأسخى الناس، وأعبدالناس...)).
    عيون أخبار الرضا 1 / 169، باب 19 حديث 1.

    والعصمّة لم تكن بدعة وإنّما هي حقيقة يفرضها العقل السليم الذي يحكم بضرورة تقديم الأفضل لمنصب ا لخلافة ، والتفاوت في الأفضلية يتسلسل الى أن يصل الى الدرجة العليا من الأفضلية وهي ما نعبّر عنها بالعصمة.

    والعصمة ضرورية للقائد الذي يقوم مقام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لأنّ القائد أوالإمام هو المقتدى به في أقواله وأفعاله، فلو جاز عليه القبيح أو المعصية أو الخطأ لكان ذلك إغراءً بالقبيح، والإغراء بالقبيح قبيح.

    فلو جاز الخطأ عليه لم يبق وثوق بما تعبّدنا الله تعالى به... وذلك مناقض للغرض من التكليف، وهو الانقياد الى مراد الله تعالى.
    أنه لو وقع منه الخطأ لوجب الإنكار عليه، وذلك يضاد أمر الطاعة له...
    لو وقع منه المعصية لزم نقض الغرض من نصب الإمام... إن الغرض من إقامته انقياد الأمة له، وامتثال أوامره واتّباعه فيما يفعله، فلو وقعت المعصية منه لم يجب شيء من ذلك وهو مناف لنصبه)).
    والمتتبّع لاَراء علماء وفقهاء السنة يجد أنّهم يستبطنون العصمة في شروط القائد أو الإمام ولكن بدون تصريح واضح، وإنما يكتفون بالقول بالأفضلية. فالباقلاني في تبيانه لخصائص وشروط القائد أو الإمام يقول: ((... ومنها: أن يكون من أمثلهم في العلم وسائر هذه الأبواب التي يمكن التفاضل فيها...)).
    تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل 471.

    ويرى الماوردي تقديم: ((أكثرهم فضلاً وأكملهم شروطاً))لأحكام السلطانية 7.
    ويُفهم من آراء العلماء والباحثين في علم السياسة وعلم الاجتماع أنهم يفضّلون تقديم الأفضل لمنصب ا لخلافة ، وأن يتّصف بالأفضلية في كل شيء; يقول (ج. كورتوا): ((على الرئيس أن يكون أكثر يقظة من الآخرين... أكثر ذكاء ... أكثر دقة، وأسرع في اتخاذ القرار وأشجع في الأخطار .. وأكثر صراحة .. وأكثر ثباتاً في العمل، وأكثر دماثة وغنىً بالعواطف النبيلة))([1]).

    ويرى الدكتور عبدالعزيز القوصي أن يكون القائد شديد الإيمان بالهدف والخطة، وأن يتصف ببعض المواصفات، بأن يكون شخصية متميزة على غيرها; في الفعل والخُلق، والقدرة البارزة على التأثير، وأن يتميز بذكاء نادر، وبصيرة نافذة، وخلق عال، ويتميز بقوة الإرادة، وتمثيل آمال الجماعة وطموحاتهم، وأن يتميز بالتضحية الكاملة.([2])

    ويرى جان جاك روسو أنّ الإنسان لا يخضع الى انسان مثله ما لم يتميز عليه فيقول: ((لم يكن للبشر قط في أول الأمر ملوك سوى الآلهة، ولا حكومة أخرى سوى الحكومة الدينية، فقد كانوا يفكرون بمنطق كاليغولا، وعندئذ كان تفكيرهم صحيحاً، فلابدّ من تزييف طويل في المشاعر والأفكار، حتى يتمكن الإنسان من إقناع نفسه باتخاذ آدمي مثله سيداً له وأن يتباهى بأنَّ حالته سوف تكون أفضل.([3])

    والتأكيد على الأفضلية كماجاء في آراء العلماء والباحثين هو تعبير قريب من العصمة، فتَسَلْسُل الأفضلية يصل الى أعلى المراتب، وهو مانسميّه بالعصمة.

    والعصمة ممكنة الوقوع في الخارج على المستوى النظري وان كانت عملياّ مختصة ب14 معصوما عليهم السلام ، فاذا كان الشخص ينحدر من سلالة تحمل الصفات الفاضلة، فإنها تخلق في نفسه الاستعداد للاتصاف بها. فالنمو العقلي، والصحة العقلية والانفعالية، وحتّى العقائد والقيم والمواقف تتأثر بالعوامل الوراثية، فالواقعية أو السطحية في الإيمان بعقيدة معينة، وتبنّي قيم معينة تتأثر بالعامل الوراثي، وكذلك الإقدام أو التردّد في اتخاذ المواقف، وتلعب التربية الأسرية والاجتماعية متظافرة مع العامل الوراثي على بناء الشخصية، والطفولة هي أهم المراحل التي يسرع فيها (النمو العقلي والاجتماعي والعادات التي تتكون أثناء هذه الفترة صعب تغييرها في فترات النمو التالية)([4])، وإن بعض ملامح الشخصية البشرية (تنجم وتنمو وفق المبادئ الأساسية للتعلم، بل إننا متأكدون من أنّ جميع الملامح تتأثر بالتعلم)([5])، وهذا ما أكّده الدكتور فاخر عاقل. ويرى الدكتور سبوك أنّ منع الانحراف يبدأ (من الطفولة لأنّ; الأبناء يسيرون في النهاية على الطريق الذي يحدّده الوالدان)([6]).
    ويرى أيضاً: ((إنّ من أكثر الظواهر أصالة في الإنسان هي محاولته المبكرة في تربية نفسه بنفسه، والقدرة على التمييز بين ما هو مهذّب وما هو غير ذلك))([7]).

    وخلاصة القول: إنّ الشخص الذي ينحدر من سلالة تحمل الصفات والخصائص الفاضلة والصالحة، ووجد محيطاً تربوياً ناضجاً ملتزماً بالقواعد السليمة للتربية والتعليم، سيصل الى قمة التكامل والسمو والارتقاء الروحي والسلوكي، وهذه حقيقة منطقية لاغبار فيها، وإذا أضفنا الى عامل الوراثة وعامل التربية عامل الرعاية الإلهية، فإنّ العصمة ستكون آكد، وأقرب للتحقق في الواقع، وقد وردت آيات عديدة تنص على الرعاية الإلهية وأنّ الله تعالى يعصم الإنسان من السوء، ويرتقي به الى قمة التكامل إن كان أهلا للرقي، ومن هذهِ الآيات قوله تعالى: (إنّ النفس لأمّارة بالسوء إلاّ مارحمَ ربّي)([8]).
    وقوله تعالى: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنّه من عبادنا المخلصين)([9])
    وقوله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)([10])
    وقوله تعالى: (ومن يعتصم بالله فقد هُدِيَ الى صراط مستقيم)([11])
    فالله سبحانه وتعالى يسدّد خطى أوليائه الصالحين، ويعصمهم من الزلل ويحصّنهم من مغريات الدنيا إن كانوا أهلا لذلك. فالذي يصل الى القمة في الإيمان بالله، والذي له اطلاع كامل بمناقب الطاعة ومثالب المعصية وله قوة نفس كبيرة، تمنعه من الفجور، وتدفعه الى العفّة، إضافة الى عمله المتواصل في تحصين نفسه من الانحراف، ورغبته في التكامل، كل ذلك ، مضافاً الى التسديد والرعاية الإلهيّة ، يوصل الإنسان الى العصمة. فالعصمة ممكنة عقلياً ومنطقياً.




    ([1]) لمحات في فن ا لخلافة 23.

    ([2]) علم النفس أسسه وتطبيقاته التربوية 396، 398.

    ([3]) في العقد الاجتماعي 201.

    ([4]) علم النفس التربوي 61، 63، 120.

    ([5]) علم النفس 725.

    ([6]) حديث إلى الأمهات 238.

    ([7]) حديث الأمهات 211.

    ([8]) سورة يوسف آية: 53.

    ([9]) سورة يوسف آية: 24.

    ([10]) سورة العنكبوت آية: 69.

    ([11]) سورة آل عمران آية: 101.




  • #2
    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين

    الاخ الفاضل السيد سعيد العذاري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وحياك الله تعالى
    ونشكرك على هذه الابحاث القيمة التي تطرحها من كتابكم المبارك .
    في خصوص العصمة واثباتها من طريق العقل .
    فنرجوا الاسترسال بهذه الابحاث لكي يستفيد الجميع منها وجزاك الله خير جزاء المحسنين .
    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق


    • #3
      [QUOTE=الهادي;n887238]
      اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين

      الاخ الفاضل السيد سعيد العذاري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      وحياك الله تعالى
      ونشكرك على هذه الابحاث القيمة التي تطرحها من كتابكم المبارك .
      في خصوص العصمة واثباتها من طريق العقل .
      فنرجوا الاسترسال بهذه الابحاث لكي يستفيد الجميع منها وجزاك الله خير جزاء المحسنين .
      [/QUOTE]

      بسم الله الرحمن الرحيم

      والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

      احسنت المرور والتقييم المعبر عن فضلك وكرمك وتواضعك

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X