بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روايات الشبه بالرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم )
وهنا أكَّدت الروايات الشريفة على شبه الإمام المهدي (عليه السلام) بالرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من حيث الخَلْق والخُلُق، كما ورد ذلك في رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ستعرفها بعد قليل .
▫️ ولتوضيح هذا النوع نقول: إنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) يشبه النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من حيث الخَلْق والخُلُق.
أمَّا من حيث الخَلْق، فمن جهتين :
الجهة الأُولى :
أنَّه كان لجسم النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خصائص تكوينية مختصَّة به (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، من قبيل أنَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان لا ظلَّ له - لشدَّة نورانية جسمه الشريف بما يصل إلى أنور من نور الشمس(٧٢)، وبالتالي لا يحصل لجسده الشريف ظلّ -، وأنَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا مرَّ بمكان عرف الناس أنَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مرَّ به، لما يتركه مروره من عَرف زكي ورائحة عطرة، وهكذا لو مسح بيده على صبي، وأنَّه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه، وأنَّه كانت تنام عيناه ولا ينام قلبه، وغيرها من الخصائص المذكورة في محالّها، وطبقاً لرواية أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنَّ هذه الخصائص التكوينية قد اتَّصف بها الإمام الحجَّة المنتظر (عليه السلام) وإن اشترك فيها بقيَّة الأئمَّة الطاهرين (عليهم السلام)، ولكن في زمنه (عليه السلام) حيث إنَّه لم يتَّصف بها غيره فتكون من مختصّاته حينئذٍ.
الجهةالثانية :
جهة المنظر الخارجي، فقد كان النبيُّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بديناً - يميل إلى السمنة -، ضخم البطن، بعيد المنكبين، مربوع القامة، يميل إلى الطول، عبل الذراعين( أُنظر: بحار الأنوار ١٦: ١٨٣ و١٨٤)، وهذا ما سمعناه قبل قليل أنَّه من صفات الإمام المهدي (عليه السلام).
▫️ وأمَّا من حيث الخُلُق، أي المشابهة بالأخلاق، فهذا من الأُمور العامّة لكلِّ أهل البيت (عليهم السلام)، لأنَّهم (عليهم السلام) كانت أخلاقهم هي أخلاق النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولكن لظرف من الظروف السياسية أو الاجتماعية أو غيرها، كانت تبرز بعض الصفات على الأئمَّة بروزاً بحيث يشتهر الإمام بتلك الصفة، رغم تمتّعه ببقيَّة الصفات الحميدة، فالإمام الحسن (عليه السلام) كريم، والإمام الحسين (عليه السلام) شجاع، والإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) كاظم للغيظ، وهكذا، مع أنَّهم (عليهم السلام) كلّهم كرماء شجعان كاظمون للغيظ نقيّون تقيّون...
سرد الروايات:
إذا عرفنا هذا التفصيل، تعالَ معي عزيزي المؤمن، لنطالع معاً بعض الروايات الشريفة الواردة في صفات الإمام المهدي (عليه السلام)، وستجد فهمها إن شاء الله تعالى سهلاً بعد اطّلاعك على التنويع والتفصيل المتقدّم.
ففي رواية علي بن مهزيار ورؤيته للإمام المهدي (عليه السلام) يقول علي: (... فدخلت عليه صلوات الله عليه وهو جالس على نمط عليه نطع أديم أحمر متَّكئ على مسورة أديم، فسلَّمت عليه وردَّ عليَّ السلام، ولمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق ولا بالبزق، ولا بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أدعج العينين، أقنى الأنف، سهل الخدّين، على خدّه الأيمن خال، فلمَّا أن بصرت به حار عقلي في نعته وصفته...)( كمال الدين: ٤٦٨ و٤٦٩/ باب ٤٣/ ح ٢٣).
وعن حذيفة بن اليمان، عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّه قال: «المهدي من ولدي، وجهه كالكوكب الدرّي، واللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، يرضى بخلافته أهل السماء [وأهل الأرض] والطير في الجوّ...»( دلائل الإمامة: ٤٤١/ ح (٤١٣/١٧)؛ بحار الأنوار ٥١: ٩١).
وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال: «لو خرج القائم لقد أنكره الناس، يرجع إليهم شابَّاً موفَّقاً، فلا يلبث عليه إلَّا كلّ مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذرِّ الأوَّل»(بحار الأنوار ٥٢: ٢٨٧/ ح ٢٣، عن الغيبة للطوسي: ٤٢٠/ ح ٣٩٨).
وعن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر أو أبو عبد الله (عليهما السلام) - الشكّ من ابن عصام -: «يا أبا محمّد، بالقائم علامتان: شامة في رأسه، وداء الحزاز برأسه، وشامة بين كتفيه من جانبه الأيسر، تحت كتفيه الأيسر ورقة مثل ورق الآس »
(المصدر / الغيبة للنعماني: ٢٢٤/ باب ١٣/ ح ٥).
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روايات الشبه بالرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم )
وهنا أكَّدت الروايات الشريفة على شبه الإمام المهدي (عليه السلام) بالرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من حيث الخَلْق والخُلُق، كما ورد ذلك في رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ستعرفها بعد قليل .
▫️ ولتوضيح هذا النوع نقول: إنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) يشبه النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من حيث الخَلْق والخُلُق.
أمَّا من حيث الخَلْق، فمن جهتين :
الجهة الأُولى :
أنَّه كان لجسم النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خصائص تكوينية مختصَّة به (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، من قبيل أنَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان لا ظلَّ له - لشدَّة نورانية جسمه الشريف بما يصل إلى أنور من نور الشمس(٧٢)، وبالتالي لا يحصل لجسده الشريف ظلّ -، وأنَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا مرَّ بمكان عرف الناس أنَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مرَّ به، لما يتركه مروره من عَرف زكي ورائحة عطرة، وهكذا لو مسح بيده على صبي، وأنَّه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه، وأنَّه كانت تنام عيناه ولا ينام قلبه، وغيرها من الخصائص المذكورة في محالّها، وطبقاً لرواية أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنَّ هذه الخصائص التكوينية قد اتَّصف بها الإمام الحجَّة المنتظر (عليه السلام) وإن اشترك فيها بقيَّة الأئمَّة الطاهرين (عليهم السلام)، ولكن في زمنه (عليه السلام) حيث إنَّه لم يتَّصف بها غيره فتكون من مختصّاته حينئذٍ.
الجهةالثانية :
جهة المنظر الخارجي، فقد كان النبيُّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بديناً - يميل إلى السمنة -، ضخم البطن، بعيد المنكبين، مربوع القامة، يميل إلى الطول، عبل الذراعين( أُنظر: بحار الأنوار ١٦: ١٨٣ و١٨٤)، وهذا ما سمعناه قبل قليل أنَّه من صفات الإمام المهدي (عليه السلام).
▫️ وأمَّا من حيث الخُلُق، أي المشابهة بالأخلاق، فهذا من الأُمور العامّة لكلِّ أهل البيت (عليهم السلام)، لأنَّهم (عليهم السلام) كانت أخلاقهم هي أخلاق النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولكن لظرف من الظروف السياسية أو الاجتماعية أو غيرها، كانت تبرز بعض الصفات على الأئمَّة بروزاً بحيث يشتهر الإمام بتلك الصفة، رغم تمتّعه ببقيَّة الصفات الحميدة، فالإمام الحسن (عليه السلام) كريم، والإمام الحسين (عليه السلام) شجاع، والإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) كاظم للغيظ، وهكذا، مع أنَّهم (عليهم السلام) كلّهم كرماء شجعان كاظمون للغيظ نقيّون تقيّون...
سرد الروايات:
إذا عرفنا هذا التفصيل، تعالَ معي عزيزي المؤمن، لنطالع معاً بعض الروايات الشريفة الواردة في صفات الإمام المهدي (عليه السلام)، وستجد فهمها إن شاء الله تعالى سهلاً بعد اطّلاعك على التنويع والتفصيل المتقدّم.
ففي رواية علي بن مهزيار ورؤيته للإمام المهدي (عليه السلام) يقول علي: (... فدخلت عليه صلوات الله عليه وهو جالس على نمط عليه نطع أديم أحمر متَّكئ على مسورة أديم، فسلَّمت عليه وردَّ عليَّ السلام، ولمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق ولا بالبزق، ولا بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أدعج العينين، أقنى الأنف، سهل الخدّين، على خدّه الأيمن خال، فلمَّا أن بصرت به حار عقلي في نعته وصفته...)( كمال الدين: ٤٦٨ و٤٦٩/ باب ٤٣/ ح ٢٣).
وعن حذيفة بن اليمان، عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّه قال: «المهدي من ولدي، وجهه كالكوكب الدرّي، واللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، يرضى بخلافته أهل السماء [وأهل الأرض] والطير في الجوّ...»( دلائل الإمامة: ٤٤١/ ح (٤١٣/١٧)؛ بحار الأنوار ٥١: ٩١).
وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال: «لو خرج القائم لقد أنكره الناس، يرجع إليهم شابَّاً موفَّقاً، فلا يلبث عليه إلَّا كلّ مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذرِّ الأوَّل»(بحار الأنوار ٥٢: ٢٨٧/ ح ٢٣، عن الغيبة للطوسي: ٤٢٠/ ح ٣٩٨).
وعن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر أو أبو عبد الله (عليهما السلام) - الشكّ من ابن عصام -: «يا أبا محمّد، بالقائم علامتان: شامة في رأسه، وداء الحزاز برأسه، وشامة بين كتفيه من جانبه الأيسر، تحت كتفيه الأيسر ورقة مثل ورق الآس »
(المصدر / الغيبة للنعماني: ٢٢٤/ باب ١٣/ ح ٥).
تعليق