اللهم صل على محمد وآل محمد
لم يكتف أعداء أهل البيت عليهم السلام بمحاولتهم إطفاء نور الله بقتل أنوار الله وخلفاء رسوله صلى الله عليه وآله أو بعقوبة من يتحدث عنه بحديث او بقتل من يتحدث بفضيلة من فضائل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام او بتحريفهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله أو بهدم قبر الإمام الحسين (عليه السلام) عدة مرات، فبعد ان رأوا هذا النور يزداد توهجا بالرغم مما بذلوا من جهد للقضاء عليه اتخذوا طريقة أخرى للقضاء على هذا النور بتهديمهم لقبور بُناة الإسلام وأئمة الهداية الموجودة في البقيع، وانتهاك حرمتها وقدسيتها وها هم اليوم يتسللون الى العراق لينفذوا ما فشلوا به سابقا من تهديم قبور الائمة فيه لكنهم لم يفلحوا بذلك، ومن اسباب الهدم هي:
1-القضاء على الاسلام، لم يكن هذا العمل إلا لأجل القضاء على الإسلام، فلذلك عمدوا على تدمير كل اثر يدل على حضارة الإسلام، وهدموا ذلك الاثر تمهيدا للقضاء على المؤثر، لأنك ان قضيت على مدلول الشيء تكون مهدت للقضاء على الشيء نفسه، وها هم يهدمون آثار الإسلام وقبور عظماء المسلمين لأنها دالة على وجود الإسلام، ولو تساءلنا من المستفيد من القضاء على الاسلام؟ لوجدنا حقيقة واضحة وهم اليهود، فلهم دور كبير توجيهي بهدم آثار الإسلام، فلذلك وكما قيل، أنهم توجهوا الى الاثر الباقي من باب خيبر فهشموها قطعةً قطعة.
2- تضليل الناس عن الحقيقة، فخفاء تاريخ البقيع، هو محاولة لتضليل الناشئة والشباب في هذه العصور المتأخرة، واخفاء ناشئ المصادر أولا، عن هذا الارث الحضاري الاسلامي، اذ ان التعتيم الإعلامي السعودي والغربي عليه، لعب دورا في تقليل من أهميته، ومحاولة ازالة اثاره بالمرة.
3- العداء لأهل البيت (عليهم السلام) والقضاء على ذكرهم، وهذا واضح جلي لأنه متوارث عندهم، مع العلم ان الذي أفتى بهدم القبور اعتمد بفتواه على ابن تيمية وابن تيمية هذا يقول (ان علي بن أبي طالب لم يصح إسلامه لأنه اسلم صبيا)، ومن الامور التي تكشف عن إنسان وماله من أهمية عند الله أو في المجتمع، هو تقديس الناس واحترامهم له بسبب صلاح سيرته وتقواه، وخير دليل على هذا، القصة التي حصلت مع الإمام السجاد "عليه السلام" كما جاء في الرواية إن هشاماً بن عبد الملك عندما توجه بخدمه وحراسه لحج بيت الله الحرام اراد الوصول الى الحجر الاسود فلم يستطع بسبب زخم الحجاج، فجلس في مكان حتى يخف الزخم، واذا بالإمام السجاد عليه السلام يتوجه نحو الحجر الاسود فانفرج له الحجاج سماطين واخذوا يتبركون به حتى وصل الحجر الاسود فلما راه احد الجالسين قال لهشام من هذا فأنكره!! (قال لا اعرف!) فوقف الشاعر "الفرزدق" معرفا الإمام بقصيدته الرائعة، التي جاء منها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته.....والبيت يعرفه والحل والحرم
4- ومن جملة الطرق التي يتخذها الناس لتقديس عظمائهم هي تخليد آثارهم وبناء قبورهم، فوجود قبور العظماء أو الآثار دلالة على مكانة اصحاب تلك القبور، وبما ان مكة والمدينة تأتيها الحجاج من كل بقاع العالم وقبور البقيع مشيدة، فإنها ستثير التساؤل عن اصحاب تلك القباب، وتلفت النظر إليهم، وكيف حصلوا على هذه المكانة، مما يؤدي لانحياز ذوي العقول إلى مذهبهم، لأن الجواب سيأتي كجواب الفرزدق لهشام (هؤلاء خير الناس كل كلهم )
5- كذلك حقد الوهابية وال سعود على هذه الاماكن المقدسة، ومحوا اي كرامات لهذه البقع المقدسة، فقد روى الطبراني في الكبير ومحمد بن سنجر في مسنده وابن شبّة في أخبار المدينة عن أم قيس بنت محصن، وهي أخت عُكاشة، أنها خرجت مع النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلم إلى البقيع، فقال: "يُحشر من هذه المقبرة سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وكأن وجوههم القمر ليلة البدر". فقام رجل فقال: يا رسول الله، وأنا. فقال: "وأنت"، فقام آخر فقال: يا رسول الله، وأنا. قال: "سبقك بها عُكَّاشة"، قال: قلت لها، لِمَ لم يقل للآخر ؟ قالت: "أراه كان منافقاً".
تعليق