إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عالمية الحكومة المهدوية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عالمية الحكومة المهدوية

    عالمية الحكومة المهدوية
    سعید كاظم العذاري
    المقالة مستلة باختصار من كتابي (( معالم الحكومة في عهد ظهور الامام المهدي عليه السلام ))


    قال سبحانه وتعالى: (هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ)([1]).
    تمتاز الرسالة الاسلامية في حركتها الواقعيه بالعالمية، فهي عالمية بمضامينها: العقائدية والاجتماعية والسياسية، وهي لا تختص بجماعة دون اخرى أو بمنطقة دون اخرى; من الناحيتين: النظرية والتطبيقية، وتختلف عن غيرها كرسالة موسى وعيسى(عليهما السلام) فانّها وان كانت عالمية نظرياً إلاّ انها انحسرت من الناحية التطبيقية في قوم معينين، امّا الرسالة الاسلامية الخاتمة فانّها استمرت باتجاه العالمية نظرياً وتطبيقياً منذ عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وإلى قيام المهدي(عليه السلام)، فقد سعى رسول الله بخطواته التدريجية لتحقيق العالمية، فبعث الرسائل إلى ملوك الأرض، ولم تنحصر دعوته بالعرب أو ما جاورهم، واستمر المسلمون من بعده في حركتهم باتجاه العالمية في جميع مراحل المسيرة الاسلامية، ولا زالوا حتى بعد تعرض الدولة الاسلامية إلى التجزئة والانقسام.
    وإذا كانت الظروف والاوضاع لم تساعد على اقامة الدولة الاسلامية العالمية، فإنها ستكون مؤاتية في عهد الظهور بلا معوقات ولا عراقيل وخصوصاً بعد فشل الاطروحات غير الاسلامية وفشل الحكومات السابقة للظهور في اقامة الدولة الموحدة.
    والحكومة المهدوية ستكون حكومة عالمية لوجود مؤهلات وعوامل مساعدة لإمكان تحققها في الواقع ومنها:
    1 ـ وحدة العقيدة والفكر.
    2 ـ وحدة القائد.
    3 ـ وجود الاتباع المخلصين في جميع أنحاء العالم.
    4 ـ تطلع الانسانية إلى حكومة عالمية عادلة.
    5 ـ وحدة المصالح.
    6 ـ وحدة المصير.
    وستكون حكومة الامام المهدي(عليه السلام) حكومة عالمية لانّه(عليه السلام) مكلف بهذه المسؤولية، ولانتهاء الاسباب والعوامل التي ادت إلى تشتت المسلمين ومن ثم تشتت الحكومة الاسلامية وتمزق الدول الاسلامية; حيث يقوم الامام المهدي(عليه السلام)بتربية انصاره واتباعه وجميع الناس على مفاهيم الوحدة والتآزر والتكاتف، وعلى تجاوز الاوضاع النفسية والخلقية التي تقع في طريق الوحدة والاتحاد ومنها:
    1 ـ الانانية.
    2 ـ حب الدنيا.
    3 ـ التعصب.
    4 ـ قلة الوعي.
    5 ـ الخلاف غير الواعي.
    6 ـ الدكتاتورية.
    7 ـ الممارسات المنحرفة.
    8 ـ حب الرئاسة لذاتها.
    وسيقوم الامام المهدي(عليه السلام) بالقضاء على جميع المساهمين في تشتيت وتمزيق المسلمين وهم:
    1 ـ أعداء الاسلام.
    2 ـ الحكّام الجائرون.
    3 ـ المنافقون.
    ومن أجل توجيه الانسانية نحو عالمية الحكومة سيقوم الامام المهدي(عليه السلام)بتوجيه أصحابه وجميع الناس على الالتزام بالمفاهيم والقيم المساهمة في وحدة البشرية ومنها وحدة الحكومة، ومن هذه التوجيهات المحتملة والنابعة من أعماق المنهج الاسلامي:
    1 ـ تقوى الله.
    2 ـ الحب في الله والبغض في الله.
    3 ـ اداء مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    4 ـ اصلاح ذات البين.
    5 ـ نكران الذات.
    6 ـ العمل الجماعي.
    7 ـ الوعي والحذر والحيطة.
    8 ـ تقديم المصلحة الاسلامية العليا على جميع المصالح.
    9 ـ الالتزام بالاخلاق الاسلامية في العلاقات.
    10 ـ الاقتداء بسيرة أهل البيت(عليهم السلام) في حرصهم على وحدة المسلمين.
    وجميع ما تقدّم يهيء العقول والقلوب لتقبل الحكومة العالمية التي تحقق العدل العالمي وتحقق السعادة العالمية تحت عقيدة واحدة وقيادة واحدة.
    وعالمية الحكومة في عهد الامام المهدي(عليه السلام) قد جاءت على لسان الروايات الشريفة، وهي أمر حتمي وضروري وواقعي.

    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «ملك الأرض أربعة: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان، والكافران نمرود وبخت نصّر، وسيملكها خامس من أهل بيتي»([2]).
    وقال(صلى الله عليه وآله): «والذي بعثني بالحق بشيراً لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه، وتشرق الأرض بنور ربّها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب»([3]).
    وقال الامام محمد الباقر(عليه السلام): «المهدي وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين، ويميت الله عزّ وجلّ به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهة الحق حتى لا يرى أثر من الظلم»([4]).
    وقد وردت عدة روايات تشير إلى انّ الامام المهدي(عليه السلام) سيسيطر على الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر والقسطنطينية([5]).
    وهذه المناطق شاملة لكل العالم المعروف أو المسكون في عصر صدور هذه الروايات، ولم يكن من المعقول التصريح بما يزيد على ذلك; فإنّه يكون مخالفاً للمستوى الثقافي والعقلي للسامعين في ذلك العصر.



    ([1]) سورة الصف: 9.

    ([2]) عقد الدرر: 40.

    ([3]) فرائد السمطين 2: 312.

    ([4]) منتخب الأثر: 470.

    ([5]) فردوس الاخبار 5:222، الحاوي للفتاوي 2:64، إعلام الورى:432، الغيبة للنعماني:122.



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X