القصيدة المتشرِّفة بالمشاركة بمسابقة الجود العالمية للموسم السادس 2014
(( مواسمُ الماءِ))
في رفقةٍ نحو الفراتِ سرْنا معا..أنا الجودُ المراقُ ماءً
وهوالعباسُ المراقُ دمعا ودماءً
************************
حُلمٌ يُشيِّئُني مواسمَ ماءِ
كصلاةِ غَيْمٍ في مدى الإرواءِ
غَيْمٌ ،وَلكنْ لانُضوبَ لقمْحِهِ
مُذْ رغَّفَتْهُ* الكفُّ قوتَ بقاءِ
كَفٌّ تُلاعِبُ حيلةَ الظمإِ الذي حارَتْ تُتَرجمُهُ لُغاتُ ظِماءِ
هِيَ مَنْ تُعبِّدُ للإباء طريقَهُ
وتَجُوسُ خَسْفًا في دُروبِ دَهاءِ
هِيَ زيْتُ قِنديلِ النقاءِ ،فتيلُهُ
خُلِقَتْ لفتحٍ في اندفاقِ ضياءِ
قَمرٍ تسربَلَ مِن خُلودِ يقينِهِ *
زُبَرًا مُطَعَّمَةً ِبمَدِّ إباءِ
وعلى مشارِفِ كتفِهِ لي مقلةٌ
مُلِئَتْ مَهاطلُ دمعِها بِدماءِ
صاحَبْتُهُ( مُوسَاهُ) كُنتُ، وَ(صالِحَا)*
كانَ انْدِهاشي يومَ عاشوراءِ
عباسُ مَتْنُ حِكايَتي يا أنتَ بسملةُ الندى في مَبْسمِ الأفياءِ
معناكَ شُرفَةُ أنجُمٍ في نبضِها الهيهاتُ تُطْفِئُ لعنةَ الظلماءِ
اذْ أَقتفيكَ حكايةً وفصولُها
تَنموعلى شفَتَيْ بَريدِ نَماءِ
هذا انتماءُ الجودِ في سُبحاتِه
صَلَّتْ قوافلُ سَجدتي السمراءِ
وَشفاهُ أخيِلتي تَحَيُّرُ سائِلٍ
عمَّا جَهِلْتُ بِدهْشَتي الخرساءِ
لاشَيْءَ يَكسرُ مِن عمودِ تَصبُّري
غيرُ ازدحامِ الملحِ في أَنْبائي
وَظنِنْتُ أَنَّ مسيرَتي هِي رِحلَةٌ
للضوءِ نَحوَ رَوَافدِ الأنداءِ
لكِنْ تَجنَّحَ في مَدايَ تساؤُلٌ
عَن صَرْخةِ الّلا بالدِّمَا عَفْراءِ
رَغْمَ الموائدِ ماغوَتْ لكَ مُهجَةٌ
بِجَريرَةِ الاِيجابِ والاِصْغاءِ
أ َبَذلْتَ لِلسهْمِ الأَثيمِ نَواظِرا
وصفعْتَ عفوا عنك في استرضاءِ؟
وأَنا أُلبِّي لاِبْتلالِ صبابةٍ
باحَتْ بقافلةٍ من الإعياءِ
فَأَجَبْتَنِي : لَائِي حَياةٌ في حياءٍ، لنْ أُتابعَ خِطَّةَ اللُّؤَماء
رَغمَ التَّصَحُرِ في فَمِي لكنَّني
مانالَ من قلبي ظَما الصحراءِ
عندي ارْتقاءُ المجدِ، عَدْلُ وسامِه
قَتْلي ،ولاتسليمَ للهُجَناءِ
لا دَلْوَ لي فيما تَعكَّرَ صفْوُهُ
فالصّافياتُ سِقايتي ودلائي
***********************
وَاِذِ انْبجَسْتَ قِيامةً لِتشقَّهُم
كعصا الكليمِ وزَجْرَةٍ عصماءِ
في ضربةٍ نَجلاءَ أنتَ مِزاجُها
اِنْ زَلزَلَتْ فَالجمعُ مَحضُ هَباءِ
فَرَقبْتُ فيكَ تَطلُّعا نحْوَ الفُرا تِ ، وعندَ كأسِ دهاقِه الفيحاءِ
أَنْ تُنقِعَ الودجَ المُجفّفَ في العرا ءِ، بِما تفجَّرَ من رضابِ اِناءِ
لكنَّنِي رَاقبْتُ مُختَزَلَ الاُخوّةِ فِكرةَ الاِيثارِ بالاِرْجاءِ
راقبَتُ حِكمتَكَ التي لِحُسينِها
مُتَوضِّئٌ شريانُها بوفاء
اذْ أنتَ بَوْصلةُ الفداءِ مسارُها
وصلاتُها نحوَ انعتاقِ الماءِ
كانَ الفراتُ تمائما لكنْ متى
بخُلَتْ شفاهُ مياهِهِ بشفاءِ
فَنَحرْتُ قُربانَ اصْطِباري دَمعَةً
سالَتْ مع الأوداجِ في الغبراءِ
ياذا ابتلاءٍ قد تواتَرَ صبرُهُ
أأنفْتَ عَيْشاً ذاتَ حوضِ رَواءِ
فأجابني التنهيدُ: لا، مُتكَوِّرًا
حَوْلَ اصْطلاءِ المْهجةِ الخفراءِ
لا، لسْتُ واردَ شَرْبةٍ عزَّتْ على
كَبِدِ الأَبيِّ ، وعِصمَةِ* الآباءِ
لائي تَعاظَمَ نزْفُها اِذْ أَنَّها
حبلُ اعتصامٍ مُدَّ للعلياءِ
أنا جبهةُ التاريخِ ، تكتبُ ذُلَّها
عندَ انثناءٍ لارْتِكازُ لِوائي
ياجودُ أكثرْتَ اللجاجةَ فاقتطفْ
عنقودَ أجوِبَتي القريبَ النائي
ماخُطَّ في لوحِ المليكِ تخاذلي
بل بَصْمَةُ الاِيفاءِ ، سطْرُ ولائي
وتجلُّدي، لي موعدٌ أُسقى دِمَايَ ،مُوفِّيا عهدا لآلِ كِساءِ
ويُساقُ قُرباني الحزينُ أمانةً
كفَّايَ* ، ثأرُ البضعةِ الزهراءِ
______________
هوامش
*صالحا : هو العبد الصالح الذي رافقه النبي موسى عليه السلام كما جاء في سورة الكهف المباركة
. * رغَّفَتْهُ بمعنى قطع العجين قطعا مستديرة لصنع الخبز.
* قمر هنا بدل مطابق عن (ضياء)
*وعصمةِ : هي واو القسم
. *كفَّايَ: بدل من قرباني
(( مواسمُ الماءِ))
في رفقةٍ نحو الفراتِ سرْنا معا..أنا الجودُ المراقُ ماءً
وهوالعباسُ المراقُ دمعا ودماءً
************************
حُلمٌ يُشيِّئُني مواسمَ ماءِ
كصلاةِ غَيْمٍ في مدى الإرواءِ
غَيْمٌ ،وَلكنْ لانُضوبَ لقمْحِهِ
مُذْ رغَّفَتْهُ* الكفُّ قوتَ بقاءِ
كَفٌّ تُلاعِبُ حيلةَ الظمإِ الذي حارَتْ تُتَرجمُهُ لُغاتُ ظِماءِ
هِيَ مَنْ تُعبِّدُ للإباء طريقَهُ
وتَجُوسُ خَسْفًا في دُروبِ دَهاءِ
هِيَ زيْتُ قِنديلِ النقاءِ ،فتيلُهُ
خُلِقَتْ لفتحٍ في اندفاقِ ضياءِ
قَمرٍ تسربَلَ مِن خُلودِ يقينِهِ *
زُبَرًا مُطَعَّمَةً ِبمَدِّ إباءِ
وعلى مشارِفِ كتفِهِ لي مقلةٌ
مُلِئَتْ مَهاطلُ دمعِها بِدماءِ
صاحَبْتُهُ( مُوسَاهُ) كُنتُ، وَ(صالِحَا)*
كانَ انْدِهاشي يومَ عاشوراءِ
عباسُ مَتْنُ حِكايَتي يا أنتَ بسملةُ الندى في مَبْسمِ الأفياءِ
معناكَ شُرفَةُ أنجُمٍ في نبضِها الهيهاتُ تُطْفِئُ لعنةَ الظلماءِ
اذْ أَقتفيكَ حكايةً وفصولُها
تَنموعلى شفَتَيْ بَريدِ نَماءِ
هذا انتماءُ الجودِ في سُبحاتِه
صَلَّتْ قوافلُ سَجدتي السمراءِ
وَشفاهُ أخيِلتي تَحَيُّرُ سائِلٍ
عمَّا جَهِلْتُ بِدهْشَتي الخرساءِ
لاشَيْءَ يَكسرُ مِن عمودِ تَصبُّري
غيرُ ازدحامِ الملحِ في أَنْبائي
وَظنِنْتُ أَنَّ مسيرَتي هِي رِحلَةٌ
للضوءِ نَحوَ رَوَافدِ الأنداءِ
لكِنْ تَجنَّحَ في مَدايَ تساؤُلٌ
عَن صَرْخةِ الّلا بالدِّمَا عَفْراءِ
رَغْمَ الموائدِ ماغوَتْ لكَ مُهجَةٌ
بِجَريرَةِ الاِيجابِ والاِصْغاءِ
أ َبَذلْتَ لِلسهْمِ الأَثيمِ نَواظِرا
وصفعْتَ عفوا عنك في استرضاءِ؟
وأَنا أُلبِّي لاِبْتلالِ صبابةٍ
باحَتْ بقافلةٍ من الإعياءِ
فَأَجَبْتَنِي : لَائِي حَياةٌ في حياءٍ، لنْ أُتابعَ خِطَّةَ اللُّؤَماء
رَغمَ التَّصَحُرِ في فَمِي لكنَّني
مانالَ من قلبي ظَما الصحراءِ
عندي ارْتقاءُ المجدِ، عَدْلُ وسامِه
قَتْلي ،ولاتسليمَ للهُجَناءِ
لا دَلْوَ لي فيما تَعكَّرَ صفْوُهُ
فالصّافياتُ سِقايتي ودلائي
***********************
وَاِذِ انْبجَسْتَ قِيامةً لِتشقَّهُم
كعصا الكليمِ وزَجْرَةٍ عصماءِ
في ضربةٍ نَجلاءَ أنتَ مِزاجُها
اِنْ زَلزَلَتْ فَالجمعُ مَحضُ هَباءِ
فَرَقبْتُ فيكَ تَطلُّعا نحْوَ الفُرا تِ ، وعندَ كأسِ دهاقِه الفيحاءِ
أَنْ تُنقِعَ الودجَ المُجفّفَ في العرا ءِ، بِما تفجَّرَ من رضابِ اِناءِ
لكنَّنِي رَاقبْتُ مُختَزَلَ الاُخوّةِ فِكرةَ الاِيثارِ بالاِرْجاءِ
راقبَتُ حِكمتَكَ التي لِحُسينِها
مُتَوضِّئٌ شريانُها بوفاء
اذْ أنتَ بَوْصلةُ الفداءِ مسارُها
وصلاتُها نحوَ انعتاقِ الماءِ
كانَ الفراتُ تمائما لكنْ متى
بخُلَتْ شفاهُ مياهِهِ بشفاءِ
فَنَحرْتُ قُربانَ اصْطِباري دَمعَةً
سالَتْ مع الأوداجِ في الغبراءِ
ياذا ابتلاءٍ قد تواتَرَ صبرُهُ
أأنفْتَ عَيْشاً ذاتَ حوضِ رَواءِ
فأجابني التنهيدُ: لا، مُتكَوِّرًا
حَوْلَ اصْطلاءِ المْهجةِ الخفراءِ
لا، لسْتُ واردَ شَرْبةٍ عزَّتْ على
كَبِدِ الأَبيِّ ، وعِصمَةِ* الآباءِ
لائي تَعاظَمَ نزْفُها اِذْ أَنَّها
حبلُ اعتصامٍ مُدَّ للعلياءِ
أنا جبهةُ التاريخِ ، تكتبُ ذُلَّها
عندَ انثناءٍ لارْتِكازُ لِوائي
ياجودُ أكثرْتَ اللجاجةَ فاقتطفْ
عنقودَ أجوِبَتي القريبَ النائي
ماخُطَّ في لوحِ المليكِ تخاذلي
بل بَصْمَةُ الاِيفاءِ ، سطْرُ ولائي
وتجلُّدي، لي موعدٌ أُسقى دِمَايَ ،مُوفِّيا عهدا لآلِ كِساءِ
ويُساقُ قُرباني الحزينُ أمانةً
كفَّايَ* ، ثأرُ البضعةِ الزهراءِ
______________
هوامش
*صالحا : هو العبد الصالح الذي رافقه النبي موسى عليه السلام كما جاء في سورة الكهف المباركة
. * رغَّفَتْهُ بمعنى قطع العجين قطعا مستديرة لصنع الخبز.
* قمر هنا بدل مطابق عن (ضياء)
*وعصمةِ : هي واو القسم
. *كفَّايَ: بدل من قرباني
تعليق