اللهم صل على محمد وآل محمد
*ياجَابِرُ مَا اَلدُّنْيَا وَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ اَلدُّنْيَا هَلْ هِيَ إِلاَّ طَعَامٌ أَكَلْتَهُ أَوْ ثَوْبٌ لَبِسْتَهُ أَوِ اِمْرَأَةٌ أَصَبْتَهَا*
*يَا جَابِرُ إِنَّ اَلْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَطْمَئِنُّوا إِلَى اَلدُّنْيَا بِبَقَائِهِمْ فِيهَا وَ لَمْ يَأْمَنُوا قُدُومَهُمُ اَلْآخِرَةَ*.
*يَا جَابِرُ اَلْآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ وَ اَلدُّنْيَا دَارُ فَنَاءٍ وَ زَوَالٍ وَ لَكِنْ أَهْلُ اَلدُّنْيَا أَهْلُ غَفْلَةٍ وَ كَأَنَّ اَلْمُؤْمِنِينَ هُمُ اَلْفُقَهَاءُ أَهْلُ فِكْرَةٍ وَ عِبْرَةٍ لَمْ يُصِمَّهُمْ عَنْ ذِكْرِ اَللَّهِ جَلَّ اِسْمُهُ مَا سَمِعُوا بِآذَانِهِمْ وَ لَمْ يُعْمِهِمْ عَنْ ذِكْرِ اَللَّهِ مَا رَأَوْا مِنَ اَلزِّينَةِ بِأَعْيُنِهِمْ فَفَازُوا بِثَوَابِ اَلْآخِرَةِ كَمَا فَازُوا بِذَلِكَ اَلْعِلْمِ*.
*يَا جَابِرُ أَنَّ أَهْلَ اَلتَّقْوَى أَيْسَرُ أَهْلِ اَلدُّنْيَا مَئُونَةً وَ أَكْثَرُهُمْ لَكَ مَعُونَةً تَذْكُرُ فَيُعِينُونَكَ وَ إِنْ نَسِيتَ ذَكَّرُوكَ قَوَّالُونَ بِأَمْرِ اَللَّهِ قَوَّامُونَ عَلَى أَمْرِ اَللَّهِ قَطَعُوا مَحَبَّتَهُمْ بِمَحَبَّةِ رَبِّهِمْ وَ وَحَشُوا اَلدُّنْيَا لِطَاعَةِ مَلِيكِهِمْ وَ نَظَرُوا إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَى مَحَبَّتِهِ بِقُلُوبِهِمْ وَ عَلِمُوا أَنَّ ذَلِكَ هُوَ اَلْمَنْظُورُ إِلَيْهِ لِعَظِيمِ شَأْنِهِ فَأَنْزِلِ اَلدُّنْيَا كَمَنْزِلٍ نَزَلْتَهُ ثُمَّ اِرْتَحَلْتَ عَنْهُ أَوْ كَمَالٍ وَجَدْتَهُ فِي مَنَامِكَ فَاسْتَيْقَظْتَ وَ لَيْسَ مَعَكَ مِنْهُ شَيْءٌ إِنِّي [إِنَّمَا] ضَرَبْتُ لَكَ هَذَا مَثَلاً لِأَنَّهَا عِنْدَ أَهْلِ اَللُّبِّ وَ اَلْعِلْمِ بِاللَّهِ كَفَيْءِ اَلظِّلاَلِ* .
*يَا جَابِرُ فَاحْفَظْ مَا اِسْتَرْعَاكَ اَللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ مِنْ دِينِهِ وَ حِكْمَتِهِ وَ لاَ تَسْأَلَنَّ عَمَّا لَكَ عِنْدَهُ إِلاَّ مَا لَهُ عِنْدَ نَفْسِكَ فَإِنْ تَكُنِ اَلدُّنْيَا عَلَى غَيْرِ مَا وَصَفْتُ لَكَ فَتَحَوَّلْ إِلَى دَارِ اَلْمُسْتَعْتَبِ فَلَعَمْرِي لَرُبَّ حَرِيصٍ عَلَى أَمْرٍ قَدْ شَقِيَ بِهِ حِينَ أَتَاهُ وَ لَرُبَّ كَارِهٍ لِأَمْرٍ قَدْ سَعِدَ بِهِ حِينَ أَتَاهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ* :
« *وَ لِيُمَحِّصَ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ اَلْكٰافِرِينَ* » .
-------------------------
الكافي.
المؤلف : الشيخ الكليني.
الجزء : ٢.
تاريخ الوفاة : ٣٢٩.
ص : ١٣٢.