الآداب الباطنية للأستعاذة.

[الفقيه]

بسم الله الرحمن الرحيم
بركات الاستعاذة
إن من المستحبات التي يغفل عنها كثير من المصلين في الاستعاذة، فيستحب للمصلي أن يستعيذ بالله تعالى قبل أن يشرع في القراءة، ولكن بتلك الاستعاذة التي تحصنه من همزات الشياطين.

والسر في ذلك: أن الشيطان له رغبة في أن يدنس بوسوسته كل طاعة من الطاعات، فيفسدها بظاهرها وباطنها، فإذا عجز عما يوجب الإجزاء [من جهة الظاهر] سعی فيما يوجب عدم القبول [من جهة الباطن] كل ذلك باعتبار حسده القديم لبني آدم، فيحاول جاهدا أن يصرف العبد، ويشغله بما يصده عن الإتيان بالعبادة كما يريدها المولى.

وليعلم أن الله تعالى يأمر بالاستعاذة عند قراءة القرآن قائلا: { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} ؛ لأن قراءة كتابه الكريم من موجبات نزول الرحمة الإلهية، فكيف عند موجب أقوى كالصلاة التي هي معراج للمؤمن ؟!.

ولا يخفى أن الصلاة فيها القرب القرآني وزيادة،ومن_هنا أمرنا بالاستعاذة قبل التلاوة في الصلاة، كقدر متيقن من هجوم الشياطين على قلب المصلي؛ لأنه يعد قارئا للقرآن حين الصلاة أيضا..