التوافق الخُلُقي في إختيار شريك الحياة
الانسان بطبعه يميل الى من يوافقه ويجانسه خُلقياً، ويشابهه في السلوك والموقف، فالإنسان الذي يحب القيم الصالحة ويسعى لتجسيدها في الواقع يكون في أنس وألفة مع الذين يجسدونها كذلك، والعكس صحيح، وإذا تتبعنا حركة الأسى لوجدنا ان اغلب الأزواج متجانسون في أخلاقهم وسيرتهم العملية حتى يصل الأمر الى التطابق الكلي، أما بإيمانهم بوحدة القيم السلوكية أو تأثر أحدهم بخلق الآخر وسيرته الواقعية.
قال إبراهيم الكرخي للإمام جعفر الصادق(ع): إنّ صاحبتي هلكت رحمها الله وكانت لي موافقة، وقد هممت ان أتزوج.
فقال له: «انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرّك، فان كنت فاعلاً فبكراً تنسب الى الخير وحسن الخلق واعلم:
ألا إنّ النساء خُلقن شتى فمنهنّ الغنيمة والغرام
ومنهنّ الهلال اذا تجلى لصاحبه ومنهنّ الظلام
فمن يظفر بصالحهنّ يسعد ومن يعثر فليس له انتقام»([1])
والإسلام يدعو الى الاقتران بالشريك الصالح الذي يتصف بالصفات الصالحة والخصائص الحميدة؛ لصيانة العنصر الأخلاقي في الشعور وفي أعماق الضمير وفي السلوك، وفي الواقع الاجتماعي، وللمساهمة في نشر العفة والفضيلة في جميع ميادين الحياة.
وتواترت الروايات التي تؤكد على اختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة المتصفَين بالطهارة والعفّة والصدق والأمانة والرحمة والبرّ وحفظ العهد ومطابقة القول للفعل.
ومن أجل المحافظة على سلامة الفرد والأسرة والمجتمع وإنقاذهم من الانحراف والرذيلة شدّد الامام جعفر الصادق على عدم الاقتران بالمنحرفين جنسياً والذين اشتهروا بين الناس.
قال (ع): «لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا، ولا تزوّجوا الرجل المستعلن بالزنا إلاّ أن تعرفوا منهما التوبة»([2]).
وحذّر (ع) من تزويج شارب الخمر وقال: «من زوّج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها»([3]).
والتوافق الخلقي هو مقدمة موصلة للتوافق الروحي والنفسي، والانسجام في العلاقات، سواء كان خُلقاً صالحاً أم طالحاً، والعكس صحيح، فان التناقض والاختلاف في الخُلق والسلوك العملي يؤدي لا محالة الى عدم الانسجام والى إشاعة الاضطراب والقلق في أجواء الحياة الزوجية، إلاّ في حالات نادرة يكون فيها أحد الزوجين صابراً مضحّياً من أجل شريك حياته.
وقد يساهم أحد الزوجين في إصلاح وتغيير زوجه نحو الأفضل ان كان يتمتع بوعي ثاقب وبقدرة عالية على التأثير والإقناع، وهذا أمر مرغوب فيه، فمن يتمكن من إبعاد شريك الحياة المختار عن الانحراف والانحطاط، فليقترن به لسد منافذ الانحراف والتضييق على وجوده واستشرائه.
وغالباً ما يكون الاقتران بالمخالف خُلقياً ناجماً عن الحبّ الذي لا يراعي أحياناً الصفات التي يحملها الحبيب من حيث الحسن والقبح السلوكيّين، أو ناجماً عن قلة القدرة على التشخيص.
([1]) تهذيب الأحكام 7: 401.
([2]) مكارم الأخلاق: 305.
([3]) تهذيب الأحكام 7: 398.
الانسان بطبعه يميل الى من يوافقه ويجانسه خُلقياً، ويشابهه في السلوك والموقف، فالإنسان الذي يحب القيم الصالحة ويسعى لتجسيدها في الواقع يكون في أنس وألفة مع الذين يجسدونها كذلك، والعكس صحيح، وإذا تتبعنا حركة الأسى لوجدنا ان اغلب الأزواج متجانسون في أخلاقهم وسيرتهم العملية حتى يصل الأمر الى التطابق الكلي، أما بإيمانهم بوحدة القيم السلوكية أو تأثر أحدهم بخلق الآخر وسيرته الواقعية.
قال إبراهيم الكرخي للإمام جعفر الصادق(ع): إنّ صاحبتي هلكت رحمها الله وكانت لي موافقة، وقد هممت ان أتزوج.
فقال له: «انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرّك، فان كنت فاعلاً فبكراً تنسب الى الخير وحسن الخلق واعلم:
ألا إنّ النساء خُلقن شتى فمنهنّ الغنيمة والغرام
ومنهنّ الهلال اذا تجلى لصاحبه ومنهنّ الظلام
فمن يظفر بصالحهنّ يسعد ومن يعثر فليس له انتقام»([1])
والإسلام يدعو الى الاقتران بالشريك الصالح الذي يتصف بالصفات الصالحة والخصائص الحميدة؛ لصيانة العنصر الأخلاقي في الشعور وفي أعماق الضمير وفي السلوك، وفي الواقع الاجتماعي، وللمساهمة في نشر العفة والفضيلة في جميع ميادين الحياة.
وتواترت الروايات التي تؤكد على اختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة المتصفَين بالطهارة والعفّة والصدق والأمانة والرحمة والبرّ وحفظ العهد ومطابقة القول للفعل.
ومن أجل المحافظة على سلامة الفرد والأسرة والمجتمع وإنقاذهم من الانحراف والرذيلة شدّد الامام جعفر الصادق على عدم الاقتران بالمنحرفين جنسياً والذين اشتهروا بين الناس.
قال (ع): «لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا، ولا تزوّجوا الرجل المستعلن بالزنا إلاّ أن تعرفوا منهما التوبة»([2]).
وحذّر (ع) من تزويج شارب الخمر وقال: «من زوّج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها»([3]).
والتوافق الخلقي هو مقدمة موصلة للتوافق الروحي والنفسي، والانسجام في العلاقات، سواء كان خُلقاً صالحاً أم طالحاً، والعكس صحيح، فان التناقض والاختلاف في الخُلق والسلوك العملي يؤدي لا محالة الى عدم الانسجام والى إشاعة الاضطراب والقلق في أجواء الحياة الزوجية، إلاّ في حالات نادرة يكون فيها أحد الزوجين صابراً مضحّياً من أجل شريك حياته.
وقد يساهم أحد الزوجين في إصلاح وتغيير زوجه نحو الأفضل ان كان يتمتع بوعي ثاقب وبقدرة عالية على التأثير والإقناع، وهذا أمر مرغوب فيه، فمن يتمكن من إبعاد شريك الحياة المختار عن الانحراف والانحطاط، فليقترن به لسد منافذ الانحراف والتضييق على وجوده واستشرائه.
وغالباً ما يكون الاقتران بالمخالف خُلقياً ناجماً عن الحبّ الذي لا يراعي أحياناً الصفات التي يحملها الحبيب من حيث الحسن والقبح السلوكيّين، أو ناجماً عن قلة القدرة على التشخيص.
([1]) تهذيب الأحكام 7: 401.
([2]) مكارم الأخلاق: 305.
([3]) تهذيب الأحكام 7: 398.
تعليق