اللهم صل على محمد وآل محمد
وصايا الشيخ إسحاق الفياض [مد ظله] من أجل تعميق ارتباط الأمة بإمامها المنتظر(ع). نودّ أن نلفت أنظار المؤمنين إلى بعض الأمور المتعلّقة بهذه الذكرى السارة:
أولاً: ينبغي على المؤمنين أن لا يشعروا بالفشل والاحباط نتيجة للظروف العصيبة التي يمرّون بها، فإن المولى عزّوجل قد أفاض عليهم من نعمه أشرفها وأعظمها، وهي ولاية أهل البيت عليهم السلام، ففي الحديث الشريف أن رجلاً من الشيعة شكى للإمام الصادق عليه السلام ما نزل به من مآسي وآلام، فقال عليه السلام: <بم تعدل ولايتنا أهل البيت؟ فقال: لا أعدلها بالدنيا وما فيها، فقال عليه السلام: إنك تخرج من هنا وبيدك درّة لا تعدلها بالدنيا وما فيها ثم تشكو!
فينبغي للمؤمن أن يتحلّى بالصبر عند نزول البلاء واشتداد المصائب وأن يزداد بصيرة في دينه.
ثانياً: أن لا تكون غيبة الإمام عليه السلام سبباً لغيبة الأمة وضياعها، فإن الإمام عليه السلام وإن كان غائباً بشخصه الشريف عن أبصارنا، إلا أنه يرعى مصالح المؤمنين ويهتم بشؤون الدين، ففي الحديث أنه كالشمس خلف الغيوم،
فينبغي أن يكون الإعتقاد بالإمام المهدي عليه السلام باعثاً على العمل بالأحكام، وسبباً للتغيير والاصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتمسّك بالنهج الرسالي الذي خطّه أئمتنا عليهم السلام.
ثالثاً: إنّ من واجب الخطباء والمبلغين استغلال هذه المناسبات المباركة لتوضيح تراث الأئمة عليهم السلام وسيرتهم وأنهم لم يتخلّوا عن الدفاع عن مصالح الأمة رغم إبعادهم عن موقع السلطة، فينبغي للمؤمنين الاستلهام من سيرتهم عليهم السلام والعمل من أجل المصلحة العامة وإعلاء شأن الدين وأن يتجاوزوا معاناتهم وآلامهم الشخصية تأسّياً بأئمتهم أئمة الهدى صلوات الله عليهم.
وفي الختام نسأل المولى عزوجل أن يجعل هذه الذكرى العطرة باعثة للمؤمنين على التمسّك بدينهم وأن يمنّ علينا بظهور وليّه عليه السلام لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
_______________
موقع الإجتهاد
تعليق