أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
قصتان في التعامل مع السبايا:
-----------------
ولما جيئ بسبايا طي إلى المدينة وادخل السبي على النبي صلّى الله عليه وسلم دخلت سفانة بنت حاتم الطائي فعجب الحاضرون من حسنها وجمالها ، فلما تكلمت نسوا حسنها وجمالها لعذوبة منطقها قالت: أي محمد، مات الوالد، وغاب الوافد، فإن رأيت أن تخلى عنى ولا تشمت بي الأعداء، أو احياء العرب، فإني ابنة سيد قوم، وان أبى كان يحب مكارم الأخلاق وكان يطعم الجائع ويفك العاني ويكسوا العاري، وما أتاه طالب حاجة إلا ورده بها.
فقال النبي (ص): يا جارية هذه صفات المؤمنين حقا لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، ثم قال النبي : أطلقوها كرامة لأبيها.
فقالت : أنا ومن معي.
قال النبي : أطلقوا من معها كرامة لها.
ثم قال (ص) : ارحموا ثلاثا ، وحق لهم ان يرحموا : عزيزًا ذل من بعد عزه وغنيًا افتقر من بعد غناه، وعالمًا ضاع ما بين الجهال.
ثم قالت سفانة: يا رسول الله أتأذن لي بالدعاء لك؟
قال النبي (ص): نعم.
فقالت : أصاب الله ببرك مواقعه، ولا جعل لك إلى لئيم حاجة، ولا سلب نعمة قوم إلا جعلك سببا لردها.
قال النبي : آمين, ثم أمر النبي لها بإبل وغنم سدت ما بين الجبلين فعجبت من ذلك وقالت: يا رسول الله هذا عطاء من لا يخاف الفقر.
قال: هكذا أدبني ربي.
ثم قالت: أتأذن لي بالذهاب إلى منازل؟
قال النبي: لا، أنت في ضيافتي إلى أن يأتي من بنى عمومتك من تثقين به.
فمكثت في ضيافة النبي إلى أن أقبلت ذات يوم وقالت: يا رسول الله اقبل من بنى عمومتي من أثق به.
فأمر النبي أن يهيؤا لها هودجًا جعل غشائه خزًا مبطنًا وسيّرها النبي معي بنى عمومتها، وكانت طول طريقها إذا رفعت رأسها رأت السيوف مسلولة في حراستها.
وزينب، لما سارت إلى الشام كلما أخرجت رأسها رأت رأس أخيها على رأس رمح طويل، ولما وصلت سفانة إلى ديارها قالت لأخيها عدى بن حاتم: يا أخى الحق بهذا الرجل - يعنى رسول الله ( ص ) - فإني أتيته فرأيته نبي حق ورسوله صدق فأسلم .
تجهّزعدي حتى وصل إلى المدينة, ودخل على النبي في مسجده فلما رآه النبي قال: من أنت؟
قال: عدى بن حاتم.
فقام النبي وفرش له عبائه وأجلسه عليها وجلس النبي بين يديه, فلما رأى ذلك عدى أسلم وآمن برسول الله.
هذا إكرام النبي عن عدى بن حاتم لما دخل عليه مع أنه كافر ولم يسلم بعد، وأهل الكوفة لعنهم الله هجموا على إمامنا زين العابدين " ع " وهو إذ ذاك مريض على نطع من الأديم، فأقبلوا واخذوا النطع من تحته ورموا به على وجه الأرض: قلبوه عن نطع مسجي فوقه * وبكت له أملاك سبع شداد
المصدر: شجرة طوبى - الشيخ محمد مهدي الحائري - ج 2 - ص 400
اترك تعليق: