بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أورد الشيخ الكليني في (الكافي: ج 3، ص 467 فما بعد) عدّة صلوات لقضاء الحاجة، منها هذه الصلاة الجليلة المروية عن الإمام الصادق عليه السلام، وتُعرف بـ«صلاة عبد الرحيم القصير»، نسبةً إلى راويها.
«...عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله (الصادق) عَلَيهِ السَّلام، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي اخْتَرَعْتُ دُعَاءً.
قَالَ: دَعْنِي مِنِ اخْتِرَاعِكَ. إِذَا نَزَلَ بِكَ أَمْرٌ فَافْزَعْ إِلَى رَسُولِ الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم، وصَلِّ رَكْعَتَيْنِ؛ تُهْدِيهِمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم.
قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟
قَالَ: تَغْتَسِلُ، وتُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ؛ تَسْتَفْتِحُ بِهِمَا افْتِتَاحَ الْفَرِيضَةِ وتَشَهَّدُ تَشَهُّدَ الْفَرِيضَةِ.
فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَّشَهُّدِ وسَلَّمْتَ، قُلْتَ: (اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ ومِنْكَ السَّلَامُ وإِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلَامُ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وبَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ مِنِّي السَّلَامَ، وأَرْوَاحَ الأَئِمَّةِ الصَّادِقِينَ سَلَامِي، وارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلَامَ، والسَّلَامُ عَلَيْهِمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُه.
اللَّهُمَّ إِنَّ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم، فَأَثِبْنِي عَلَيْهِمَا مَا أَمَّلْتُ ورَجَوْتُ فِيكَ وفِي رَسُولِكَ يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ).
ثُمَّ تَخِرُّ سَاجِداً، وتَقُولُ: (يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا حَيُّ (حَيَّاً) لَا يَمُوتُ، يَا حَيُّ لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ، يَا ذَا الْجَلَالِ والإِكْرَامِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ). (أَرْبَعِينَ مَرَّةً).
ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الأَيْمَنَ، فَتَقُولُهَا (أَرْبَعِينَ مَرَّةً).
ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الأَيْسَرَ، فَتَقُولُهَا (أَرْبَعِينَ مَرَّةً).
ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ وتَمُدُّ يَدَكَ، وتَقُولُ [ذلك] (أَرْبَعِينَ مَرَّةً).
ثُمَّ تَرُدُّ يَدَكَ إِلَى رَقَبَتِكَ وتَلُوذُ بِسَبَّابَتِكَ، وتَقُولُ ذَلِكَ (أَرْبَعِينَ مَرَّةً).
ثُمَّ خُذْ لِحْيَتَكَ بِيَدِكَ الْيُسْرَى وابْكِ أَوْ تَبَاكَ، وقُلْ: (يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَشْكُو إِلَى اللهِ وإِلَيْكَ حَاجَتِي، وإِلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الرَّاشِدِينَ حَاجَتِي، وبِكُمْ أَتَوَجَّه إِلَى اللهِ فِي حَاجَتِي).
ثُمَّ تَسْجُدُ وتَقُولُ: (يَا اللهُ يَا اللهُ - حَتَّى يَنْقَطِعَ نَفَسُكَ - صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وافْعَلْ بِي كَذَا وكَذَا).
قَالَ أَبُو عَبْدِ الله عَلَيهِ السَّلام: فَأَنَا الضَّامِنُ عَلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ أَنْ لَا يَبْرَحَ حَتَّى تُقْضَى حَاجَتُه».
السيد الكشميري يوصي بصلاة عبد الرحيم قصير
"يتوجّبُ على المؤمنين أن يُواظبوا على صلاة عبد الرحيم القصير لقضاء حوائجهم امتثالاً لما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام، وهكذا كان يفعل العلماء والعرفاء، ومنهم السيّد (عبد الكريم) الكشميري رحمه الله الذي يقول: (هذه الصلاة مفيدةٌ لجلب الرزق، ولقد أدَّيتُها مِراراً واستفدتُ من مواهبها. وأذكر أنّني صلّيتُ هذه الصلاة ذات ليلة في النجف الأشرف، فرأيتُ تلك الليلة في عالم المنام أنّني تشرّفتُ بخدمة جدِّي رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأعطاني كأساً من الحليب، فلمّا شربتُه أحسستُ بحلاوة. وها أنا بعد أربعين سنة ما زلتُ أتذوَّق تلك الحلاوة. فله الشّكرُ والحمدُ على ذلك).
فلا تغفلوا، أيها الأخوة والأخوات، عن هذه المائدة السماوية، واستفيدوا منها متى استطعتُم."
المصدر: كتاب مفاتيح السماء للسيّد الأصفهاني، بتصرّف
تعليق