تويت
الخصائص والصفات المنقولة بالوراثة
الحلقة 2
الموضوع مستل من كتابي (( المنهج التربوي عند اهل البيت عليهم السلام )) مع الاختصار
الوراثة تؤثر في تحديد أغلب خصائص وصفات الشخصية ; حيث تخلق الاستعداد في النفس ، فاذا وجدت البيئة المناسبة نمت وترعرعت بالاتجاه المناسب لها.
والخصائص والصفات التي يمكن توريثها هي باختصار:
1 ـ الصفات الجسمية.
2 ـ الصفات العقلية: كحدة الذكاء أو البلادة ، والطباع النفسية والعقلية ، وصدق النظر في الميول والاهتمامات والاتجاهات.
3 ـ الطباع والسجايا: كالاهتمام أو عدم المبالاة ، والرعونة وحدة الطبع ، وسرعة الاجابة أو الخمول والجمود ، والاحساس أو تعب الأعصاب ، والانشراح والاكتئاب.
4 ـ الميل في أعضاء الجسد نحو القوة أو نحو الضعف.
5 ـ المزاج العصبي.
6 ـ غرابة الطبع وشواذ الحالات العصبية([1]).
فالخصائص والصفات المنقولة بالوراثة إذن تنقسم الى نفسية وعقلية وخلقية ، وهي إمّا أن تنتقل بصورة مباشرة أو تخلق الاستعداد للاتصاف بها.
1 ـ الخصائص والصفات النفسية والعقلية
الامراض النفسية تنتقل بالوراثة من الوالدين أو أحدهما الى الأبناء ، ولهذا حذّر الامام محمد الباقر(عليه السلام) من الانجاب من المرأة المجنونة خوفاً من انتقال الجنون منها الى الطفل ، فسئل عن ذلك فقال: « لا ، ولكن إن كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس بأن يطأها ولا يطلب ولدها »([2]).
وحذّر أمير المؤمنين(عليه السلام) من تزويج الحمقاء لانتقال هذه الصفة الى الابناء ولعدم قدرتها على تربيتهم تربية سوية فقال: « إياكم وتزويج الحمقاء ، فانّ صحبتها بلاء ، وولدها ضياع »([3]).
وقد دلت الدراسات الحديثة على أنّ الوراثة تؤثر في النمو العقلي ، والصحة العقلية والانفعالية ، وتتوقف مكانة الانسان في الحياة الى حد كبير على كفاءاته التي تحددها الوراثة الى حدّ بعيد ، والمواقف والعقائد والقيم تتأثر بمكانة الانسان في الحياة ، وهكذا فإن الوراثة تؤثر ولو بصورة غير مباشرة في المواقف والعقائد والقيم([4]).
وقد أثبت كثير من العلماء دور الوراثة في تحديد الصفات النفسية والروحية والعقلية للانسان ، كوراثة الجنون ، ومرض انفصام الشخصية ، ويرى لوسين
أنّ الطبع هو مجموعة الاستعدادات الوراثية التي تؤلف الهيكل النفسي للانسان([5]).
وفي عام 1963 ظهرت أول دراسة عالمية ، جاء من بعدها 111 بحثاً في أرجاء العالم حتى عام 1981 تدل هذه الدراسات على أنّ عناصر وراثية كثيرة (جينات أو أجزاء مختلفة من الحموض النووية) تتحد لتقرر قوة الذكاء الموروث([6]).
وللذكاء والغباء تأثير واقعي على سلوك وأخلاق الانسان ، وقد دلت الروايات على ذلك وأيدتها الدراسات العلمية والميدانية الحديثة([7]).
قال أمير المؤمنين(عليه السلام):
1 ـ من لم يكمل عقله لم تؤمن بوائقه.
2 ـ من لم يكن له عقل يزينه لم ينبل.
3 ـ السفه يجلب الشر.
4 ـ الجهل معدن الشر.
5 ـ الجهل أصل كل شر([8]).
وهنالك خصائص وصفات نفسية تتأثر بالوراثة كالشجاعة ، وهذه الصفة
لها تأثيرها الواضح على شخصية الانسان في أغلب جوانبها ، ومن الوقائع اللطيفة حول وراثة الشجاعة ما قاله زهير بن القين للعباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام): (احدثك بحديث وعيته ; لمّا أراد أبوك أن يتزوج طلب من أخيه عقيل ـ وكان عارفاً بأنساب العرب ـ أن يختار له امرأة ولدتها الفحولة من العرب ليتزوجها فتلد غلاماً شجاعاً ينصر الحسين بكربلاء ، وقد ادخرك أبوك لمثل هذا اليوم)([9]).
([1]) سيكولوجية النمو والارتقاء / الدكتور عبد الفتاح دويدار: ص 81 ، دار النهضة العربية ، بيروت ، 1993م.
([2]) وسائل الشيعة/ الحر العاملي: 20/85 ، مؤسسة آل البيت ، قم ، 1412هـ ، ط1.
([3]) الكافي : 5 / 354.
([4]) علم النفس التربوي / فاخر عاقل : ص 62 ، 63.
([5]) الشخصية وأثر معاملة الوالدين في تكوينها / انطون رحمة : ص 40 ، مطبعة الحياة ، دمشق.
([6]) الاُسس البيولوجية لسلوك الانسان / الدكتور إبراهيم الدر: ص 171 ، الدار العربية للعلوم ، بيروت ، 1994م.
([7]) علم النفس التربوي / الدكتور علي منصور : 2 / 453.
([8]) تصنيف غرر الحكم : ص 55 ، 76.
([9]) مقتل الحسين / المقرّم : ص 209 ، عن أسرار الشهادة : ص 387.
الحلقة 2
الموضوع مستل من كتابي (( المنهج التربوي عند اهل البيت عليهم السلام )) مع الاختصار
الوراثة تؤثر في تحديد أغلب خصائص وصفات الشخصية ; حيث تخلق الاستعداد في النفس ، فاذا وجدت البيئة المناسبة نمت وترعرعت بالاتجاه المناسب لها.
والخصائص والصفات التي يمكن توريثها هي باختصار:
1 ـ الصفات الجسمية.
2 ـ الصفات العقلية: كحدة الذكاء أو البلادة ، والطباع النفسية والعقلية ، وصدق النظر في الميول والاهتمامات والاتجاهات.
3 ـ الطباع والسجايا: كالاهتمام أو عدم المبالاة ، والرعونة وحدة الطبع ، وسرعة الاجابة أو الخمول والجمود ، والاحساس أو تعب الأعصاب ، والانشراح والاكتئاب.
4 ـ الميل في أعضاء الجسد نحو القوة أو نحو الضعف.
5 ـ المزاج العصبي.
6 ـ غرابة الطبع وشواذ الحالات العصبية([1]).
فالخصائص والصفات المنقولة بالوراثة إذن تنقسم الى نفسية وعقلية وخلقية ، وهي إمّا أن تنتقل بصورة مباشرة أو تخلق الاستعداد للاتصاف بها.
1 ـ الخصائص والصفات النفسية والعقلية
الامراض النفسية تنتقل بالوراثة من الوالدين أو أحدهما الى الأبناء ، ولهذا حذّر الامام محمد الباقر(عليه السلام) من الانجاب من المرأة المجنونة خوفاً من انتقال الجنون منها الى الطفل ، فسئل عن ذلك فقال: « لا ، ولكن إن كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس بأن يطأها ولا يطلب ولدها »([2]).
وحذّر أمير المؤمنين(عليه السلام) من تزويج الحمقاء لانتقال هذه الصفة الى الابناء ولعدم قدرتها على تربيتهم تربية سوية فقال: « إياكم وتزويج الحمقاء ، فانّ صحبتها بلاء ، وولدها ضياع »([3]).
وقد دلت الدراسات الحديثة على أنّ الوراثة تؤثر في النمو العقلي ، والصحة العقلية والانفعالية ، وتتوقف مكانة الانسان في الحياة الى حد كبير على كفاءاته التي تحددها الوراثة الى حدّ بعيد ، والمواقف والعقائد والقيم تتأثر بمكانة الانسان في الحياة ، وهكذا فإن الوراثة تؤثر ولو بصورة غير مباشرة في المواقف والعقائد والقيم([4]).
وقد أثبت كثير من العلماء دور الوراثة في تحديد الصفات النفسية والروحية والعقلية للانسان ، كوراثة الجنون ، ومرض انفصام الشخصية ، ويرى لوسين
أنّ الطبع هو مجموعة الاستعدادات الوراثية التي تؤلف الهيكل النفسي للانسان([5]).
وفي عام 1963 ظهرت أول دراسة عالمية ، جاء من بعدها 111 بحثاً في أرجاء العالم حتى عام 1981 تدل هذه الدراسات على أنّ عناصر وراثية كثيرة (جينات أو أجزاء مختلفة من الحموض النووية) تتحد لتقرر قوة الذكاء الموروث([6]).
وللذكاء والغباء تأثير واقعي على سلوك وأخلاق الانسان ، وقد دلت الروايات على ذلك وأيدتها الدراسات العلمية والميدانية الحديثة([7]).
قال أمير المؤمنين(عليه السلام):
1 ـ من لم يكمل عقله لم تؤمن بوائقه.
2 ـ من لم يكن له عقل يزينه لم ينبل.
3 ـ السفه يجلب الشر.
4 ـ الجهل معدن الشر.
5 ـ الجهل أصل كل شر([8]).
وهنالك خصائص وصفات نفسية تتأثر بالوراثة كالشجاعة ، وهذه الصفة
لها تأثيرها الواضح على شخصية الانسان في أغلب جوانبها ، ومن الوقائع اللطيفة حول وراثة الشجاعة ما قاله زهير بن القين للعباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام): (احدثك بحديث وعيته ; لمّا أراد أبوك أن يتزوج طلب من أخيه عقيل ـ وكان عارفاً بأنساب العرب ـ أن يختار له امرأة ولدتها الفحولة من العرب ليتزوجها فتلد غلاماً شجاعاً ينصر الحسين بكربلاء ، وقد ادخرك أبوك لمثل هذا اليوم)([9]).
([1]) سيكولوجية النمو والارتقاء / الدكتور عبد الفتاح دويدار: ص 81 ، دار النهضة العربية ، بيروت ، 1993م.
([2]) وسائل الشيعة/ الحر العاملي: 20/85 ، مؤسسة آل البيت ، قم ، 1412هـ ، ط1.
([3]) الكافي : 5 / 354.
([4]) علم النفس التربوي / فاخر عاقل : ص 62 ، 63.
([5]) الشخصية وأثر معاملة الوالدين في تكوينها / انطون رحمة : ص 40 ، مطبعة الحياة ، دمشق.
([6]) الاُسس البيولوجية لسلوك الانسان / الدكتور إبراهيم الدر: ص 171 ، الدار العربية للعلوم ، بيروت ، 1994م.
([7]) علم النفس التربوي / الدكتور علي منصور : 2 / 453.
([8]) تصنيف غرر الحكم : ص 55 ، 76.
([9]) مقتل الحسين / المقرّم : ص 209 ، عن أسرار الشهادة : ص 387.