إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخصائص والصفات الخلقية المنقولة بالوراثة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخصائص والصفات الخلقية المنقولة بالوراثة

    الخصائص والصفات الخلقية المنقولة بالوراثة
    الحلقة 3
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	اهل البيت.jpg 
مشاهدات:	557 
الحجم:	65.9 كيلوبايت 
الهوية:	888405
    الموضوع مستل من كتابي (( المنهج التربوي عند اهل البيت عليهم السلام )) مع الاختصار


    لا تقتصر الوراثة على الخصائص والصفات النفسية والعقلية ، التي تنتقل بصورة مباشرة أو غير مباشرة ; بل تتعداها الى الخصائص والصفات الخلقية والسلوكية ، إمّا بالمباشرة وإما بخلق القابلية والاستعداد للاتصاف بها ، وقد يصعب تشخيص الوراثة عن المحيط في أجواء الاسرة ، فالطفل ينشأ ويترعرع في ظل الخصائص والصفات الخلقية التي يتصف بها والداه أو أحدهما بالتقليد وبالمحاكاة.
    وقد حذّر أهل البيت (عليهم السلام) من الاقتران بالمنحرفين لتحصين العائلة والاطفال من الانحراف ، قال الامام جعفر الصادق (عليه السلام): « لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا ، ولا تزوجوا الرجل المستعلن بالزنا إلاّ أن تعرفوا منهما التوبة »([1]).
    وحذّر(عليه السلام) من تزويج شارب الخمر فقال: « من زوّج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها »([2]).
    وقد دلت الدراسات الحديثة على هذه الحقائق ، وتنسب الى ديوجن هذه الكلمة حين التقى بأبْلَه: (يا فتى كان أبوك سكران حين حملت بك أمك.
    وكتب الطبيب الفرنسي Le Grand : أنّ أولاد السكيرين يشكلون متحفاً للأمراض ، من سوء نمو الجهار العظمي ، ومن السل الى الصرع الى الهستيريا ،ومن ضعف الملكات العقلية وانحلالها تماماً الى ميول أخلاقية فاسدة واستعداد عجيب للاجرام)([3]).
    ويقول الدكتور كاريل: (ان سكر الزوج أو الزوجة حين الاتصال الجنسي بينهما يعتبر جريمة عظيمة ; لأنّ الأطفال الذين ينشأون في ظروف كهذه يشكون في الغالب من عوارض عصبية ونفسية غير قابلة للعلاج)([4]).
    ويرى أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّ الاصل الكريم والعرق الصالح يؤثر تأثيراً واضحاً على الانسان ، فمن كان ينتمي الى نسب عريق في المكارم والفضائل ستكون المكارم والفضائل صفة ملازمة له في جميع جوانب حياته ، فللوراثة دورها وتأثيرها الواضح في أخلاق وسلوك الانسان ، حيث تخلق في نفسه الاستعداد والقابلية للاتصاف بالمكارم والفضائل إذا كان ينحدر من اُصول متصفة بها ، وكذا الحال في من ينحدر من اُصول تتصف بالرذائل والمفاسد ، فانّه يرثها أو يكون قابلاً للاتصاف بها.
    قال أمير المؤمنين(عليه السلام):
    1 ـ إذا كرم أصل الرجل كرم مغيبه ومحضره.
    2 ـ جميل المقصد يدلّ على طهارة المولد.
    3 ـ من خبث عنصره ساء محضره.
    4 ـ من كرم محتده حسن مشهده.
    5 ـ منزع الكريم أبداً إلى شيم آبائه.([5])
    ويستدل(عليه السلام) على كرم الاعراق من خلال حسن الاخلاق ، فحسن أخلاق الأبناء كاشف عن حسن عروقه واُصوله ، قال(عليه السلام): « حسن الاخلاق برهان كرم الاعراق »([6]).
    وفي كلام أمير المؤمنين(عليه السلام) دلالات واضحة على وراثة الخلق والشرف من الآباء والاُمهات والأجداد ، وفي كلامه تشجيع على طلب الحوائج من ذوي الاصول الطيبة حيث قال(عليه السلام): « عليكم في قضاء حوائجكم بكرام الأنفس والاُصول ، تنجح لكم عندهم من غير مطال ولا منّ ».
    وقال(عليه السلام): « عليكم في طلب الحوائج بشراف النفوس ذوي الاُصول الطيبة ، فانها عندهم أقضى ، وهي لديهم أزكى »([7]).
    ويسوق الباحثون في علم النفس والتربية أمثلة على تأثير الوراثة على الخصائص والصفات الخلقية ، ومنها دراسة عائلة كالليكاك حين كان جندياً في عهد الثورة الأمريكية حيث اقترن مع فتاة ضعيفة العقل كانت خادمة في خان ، ثم اقترن عن طريق زواج شرعي بفتاة مدنية ذات ذكاء سوي تزوجها بعد عودته من الحرب.
    ففي السلسلة الناتجة عن زواجه الشرعي لوحظ أنّ السواد الأعظم من نسله كان سوياً امّا في السلسلة الثانية التي نشأت عن علاقة كالليكاك بفتاة الخان ،فقد لوحظ عدد كبير جداً من ضعاف العقول ومدمني الخمر والمومسات والمجرمين.([8])
    ولتأثير الوراثة على الخصائص والصفات الخلقية نسوق مثالاً من تاريخنا الاسلامي نقارن فيه بين اسرتين: اسرة بني هاشم واسرة بني أمية ، ففي الاسرة الاولى كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين(عليه السلام) والأئمة من ولده ، وفي الأسرة الثانية كان أبو سفيان ومعاوية ويزيد ومروان وعبد الملك ، والاختلاف بين الاسرتين واضح المعالم ، حيث القمة في الخلق والسمو في المثل في قبال الانحراف الكلّي والانحطاط التام في أغلب جوانب الشخصية.



    ([1]) مكارم الأخلاق / الطبرسي: ص 305 ، منشورات الشريف الرضي ، 1410هـ .

    ([2]) الكافي : 5 / 347.

    ([3]) دراسات معمقة في الفقه الجنائي المقارن / الدكتور عبد الوهاب حمود: ص 34 ، جامعة الكويت ، 1983م.

    ([4]) الطفل بين الوراثة والتربية : ص 78 ، عن طريق الحياة : ص 91.

    ([5]) تصنيف غرر الحكم : ص 409.

    ([6]) المصدر السابق نفسه : ص 254.

    ([7]) تصنيف غرر الحكم : ص 214.

    ([8]) علم النفس / الدكتور فاخر عاقل : ص 264 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1987م ، ط 10.




  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    بارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X