من مدينة رسول الله صلى الله عليه واله. من جوف الليل الهادئ.. يستبق الشهيق زفيره..
فَتُسمع هينمة دعاء آتٍ من كهف الصمت..
تحلّق إلى الملكوت رقة الاستعبار، تدعو العيون إلى الهمس رهبة وإجلالاً لهيبته المقدسة،
تُذرف لآلئ الدموع من أحداق لطالما أشرقت بصمتها..
هناك تعانق العبرات مع النظرات في مشهدٍ دامٍ قطّع أنياط قلب الدين وهو يرنو إلى الصدق ورمزه يحتضر
من غائلة السم الزعاف..
على بابه وقف التاريخ يكفكف دموعه وهو يدوّن وصايا بقيت خالدة وستبقى إلى يوم يبعثون..
الحضور صامتون كأن على رؤوسهم الطير يحدّقون بسيدهم فربما يومئ لهم بشيء..
فإيماء هامس أبلغ بياناً من الجهر.. وبينما الملائكة يطوفون ويعرجون ذهاباً وإياباً..
سكنت الأنفاس وارتدت معلنة عن عروج إمامها إلى بارئه..
والفتى الأسمر تنطلق همسات دموعه رثة شعثة.. يرشقه لفح لهيبها بأنين موجع، وقلب متصدع..
خرجت كلماته تنطلق ملتهبة من فيه..
وهنا اكفهر وجه الكون وأظلمت الدنيا..
وبدا الشفق الذهبي أحمر اللون قاتم يعلن عن بكاء السماء وحزنها..
وماجت الكواكب في الأفلاك معلنة الحداد على من بكته الخلائق والثقلان.
تعليق