السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
⭐🌙⭐🌙⭐🌙⭐🌙⭐
لا نستطيع أن نحدد من ثقافة الإمام - أيّ إمام - إذا اعتقدنا بأن ثقافته صورة واضحة عن اتصاله باللـه تعالى ، حيث أنه يحدو بنا إلى الإعتقاد بأن اللـه يوحي إليه إلهاماً . وكذلك لا نستطيع أن نجد وصفاً شاملاً لثقافته إذا عرفنا بأن المفاهيم العادية التي نعيشها في حياة الإنسان لا تضبط كل ثقافته وكل معرفته ، لأن للإمام وللنبي ولبعض الملهمين من الصالحين قوة يهبهم إياها اللـه القدير ، تلتقط المعلومات عن الكون والحياة كما تلتقط آلة التصوير أو أفلام السينما صور الموجات ، وكما تلتقط العين وأعصاب الأذن جمال الحياة وصوت الأحياء ، فيعرف شيئاً جميلاً وفرداً متكلماً .
وأعود فأقول : ليست ثقافة الإمام الصادق (ع) محـدودة بما قال أو بما حفظ عنه من آثار في مختلف العلوم ، بل أكبر من هذا سعة وأكثر رحابة وأبعد أفقاً ، لأن ثقافته اتصلت بالموجودات رأساً كما تتصل السحابة بالبحر ، والضياء بالشمس والعطر بالورد وحيث كان يستوحي أفكاره واتجاهاته ومعارفه من اللـه خالق البحر والشمس ، ومفتح الورد . فالوحي من اللـه فالنبي فالإمام ، وكذلك الإلهام من اللـه فالإمام .
إن الحقيقة التي عبر عنها فم الإمام هي الحقيقة التي عرفها قلبه ، وحواها فكره ، وأدركتها روحه ، والتي نفخها بارئ الحقيقة في روح الإمام (ع) .
وبعد كل هذا فإن هناك جانباً واحداً يهمنا من ثقافة إمامنا الصادق (ع) وهو أنها كانت معجزته كما كان معجزة النبي (ص) قرآنه ، وإنه يعلم كل شيء يحتاج إليه الإنسان ، وهذا الجانب وحده هو الذي حدا بالجعفرية أن يتبعوا مدرسته الفكرية في كل عصر .
وهنا يجدر بنا أن ننقل اعترافات بعض الزعماء والمفكرين بمدى سعة آفاق الإمام العلمية ، ومدى رحابة مكانته الثقافية ، التي جعلت من أعدائه منابر المدح ومنصات الثناء .
قال فيه أبو حنيفة : “ ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد “ و “ جعفر بن محمد أفقه من رأيت “ .
وقال فيه الشهرستاني : “ وهو ذو علم غزير في الدين وأدب كامل في الحكمة “ .
وقــــال فيه ابن حجر الهيثمي : “ جعفر بن محمد الصادق نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان ، وانتشر صيته في جميع البلدان ، وروى عنه الأئمة الكبار “ .
وقال فيه السيد أمير علي صاحب كتاب مختصر تاريخ العرب والتمدن الإسلامي :
“ لا يفوتنا أن نشير إلى ان الذي تزّعم تلك الحركة هو حفيد علي بن أبي طالب المسمى بالإمام جعفر والملقب بـ ( الصادق ) ، وهو رجل رحب أفق التفكير ، بعيد أغوار العقل ، ملم كل الإلمام بعلوم عصره ، ويعتبر في الواقع أنه أول من أسس المدارس الفلسفية في الإسلام . ولم يكن يحضر حلقته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب ، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة المتفلسفون من الأنحاء القاصية .
وقال العلاّمة هولميادر الكاتب الإنكليزي :
“ إن جابر هو تلميذ جعفر الصادق وصديقه ، وقد وجد في إمامه الفذ سنداً ومعيناً وراشداً أميناً وموجهاً لا يستغني عنه ، وقد سعى جابر إلى أن يحرر الكيمياء بإرشاد أستاذه من أساطير الأولين التي علقت بها من الإسكندرية ، فنجح في هذا السبيل إلى حد بعيـد ، مـن أجل ذلك يجـب أن يقـرن اسم جابـر مع أساطيـن هذا الفن في العالـم أمثال ( بويله) و ( فوازيه ) وغيرهما من الأعلام “ (1) .
وهناك مئات بل ألوف من الإعترافات التي أبداها كل من الكتَّاب المسلمين وغيرهم من المحدثين والقدماء ، وبصورة خاصة من معاصري الإمام (ع) حتى ملأ العالم فضله وعلمه الغزير وثقافته الوسيعة البالغة
(1) نجد هذه الإعترافات وعشرات أمثالها في كتاب الإمام الصادق للأستاذ الدخيل فصل ( الإمام في نظر العظماء والعلماء ) : ( ص 86 - 111
اللهم صل على محمد وآل محمد
⭐🌙⭐🌙⭐🌙⭐🌙⭐
لا نستطيع أن نحدد من ثقافة الإمام - أيّ إمام - إذا اعتقدنا بأن ثقافته صورة واضحة عن اتصاله باللـه تعالى ، حيث أنه يحدو بنا إلى الإعتقاد بأن اللـه يوحي إليه إلهاماً . وكذلك لا نستطيع أن نجد وصفاً شاملاً لثقافته إذا عرفنا بأن المفاهيم العادية التي نعيشها في حياة الإنسان لا تضبط كل ثقافته وكل معرفته ، لأن للإمام وللنبي ولبعض الملهمين من الصالحين قوة يهبهم إياها اللـه القدير ، تلتقط المعلومات عن الكون والحياة كما تلتقط آلة التصوير أو أفلام السينما صور الموجات ، وكما تلتقط العين وأعصاب الأذن جمال الحياة وصوت الأحياء ، فيعرف شيئاً جميلاً وفرداً متكلماً .
وأعود فأقول : ليست ثقافة الإمام الصادق (ع) محـدودة بما قال أو بما حفظ عنه من آثار في مختلف العلوم ، بل أكبر من هذا سعة وأكثر رحابة وأبعد أفقاً ، لأن ثقافته اتصلت بالموجودات رأساً كما تتصل السحابة بالبحر ، والضياء بالشمس والعطر بالورد وحيث كان يستوحي أفكاره واتجاهاته ومعارفه من اللـه خالق البحر والشمس ، ومفتح الورد . فالوحي من اللـه فالنبي فالإمام ، وكذلك الإلهام من اللـه فالإمام .
إن الحقيقة التي عبر عنها فم الإمام هي الحقيقة التي عرفها قلبه ، وحواها فكره ، وأدركتها روحه ، والتي نفخها بارئ الحقيقة في روح الإمام (ع) .
وبعد كل هذا فإن هناك جانباً واحداً يهمنا من ثقافة إمامنا الصادق (ع) وهو أنها كانت معجزته كما كان معجزة النبي (ص) قرآنه ، وإنه يعلم كل شيء يحتاج إليه الإنسان ، وهذا الجانب وحده هو الذي حدا بالجعفرية أن يتبعوا مدرسته الفكرية في كل عصر .
وهنا يجدر بنا أن ننقل اعترافات بعض الزعماء والمفكرين بمدى سعة آفاق الإمام العلمية ، ومدى رحابة مكانته الثقافية ، التي جعلت من أعدائه منابر المدح ومنصات الثناء .
قال فيه أبو حنيفة : “ ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد “ و “ جعفر بن محمد أفقه من رأيت “ .
وقال فيه الشهرستاني : “ وهو ذو علم غزير في الدين وأدب كامل في الحكمة “ .
وقــــال فيه ابن حجر الهيثمي : “ جعفر بن محمد الصادق نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان ، وانتشر صيته في جميع البلدان ، وروى عنه الأئمة الكبار “ .
وقال فيه السيد أمير علي صاحب كتاب مختصر تاريخ العرب والتمدن الإسلامي :
“ لا يفوتنا أن نشير إلى ان الذي تزّعم تلك الحركة هو حفيد علي بن أبي طالب المسمى بالإمام جعفر والملقب بـ ( الصادق ) ، وهو رجل رحب أفق التفكير ، بعيد أغوار العقل ، ملم كل الإلمام بعلوم عصره ، ويعتبر في الواقع أنه أول من أسس المدارس الفلسفية في الإسلام . ولم يكن يحضر حلقته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب ، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة المتفلسفون من الأنحاء القاصية .
وقال العلاّمة هولميادر الكاتب الإنكليزي :
“ إن جابر هو تلميذ جعفر الصادق وصديقه ، وقد وجد في إمامه الفذ سنداً ومعيناً وراشداً أميناً وموجهاً لا يستغني عنه ، وقد سعى جابر إلى أن يحرر الكيمياء بإرشاد أستاذه من أساطير الأولين التي علقت بها من الإسكندرية ، فنجح في هذا السبيل إلى حد بعيـد ، مـن أجل ذلك يجـب أن يقـرن اسم جابـر مع أساطيـن هذا الفن في العالـم أمثال ( بويله) و ( فوازيه ) وغيرهما من الأعلام “ (1) .
وهناك مئات بل ألوف من الإعترافات التي أبداها كل من الكتَّاب المسلمين وغيرهم من المحدثين والقدماء ، وبصورة خاصة من معاصري الإمام (ع) حتى ملأ العالم فضله وعلمه الغزير وثقافته الوسيعة البالغة
(1) نجد هذه الإعترافات وعشرات أمثالها في كتاب الإمام الصادق للأستاذ الدخيل فصل ( الإمام في نظر العظماء والعلماء ) : ( ص 86 - 111
تعليق