السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
🍃🦋🍃🦋🍃🦋🍃🦋🍃🦋🍃
1 - قال سعيد بن بيان : مرَّ بنا المفضل بن عمر - أنا وأخت لي - ونحن نتشاجر في ميراث فوقف علينا ساعة ثم قال لنا : تعالوا إلى المنزل ، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم دفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منا صاحبه قال المفضل : أما إنها ليست من مالي ولكن أبا عبد اللـه الصادق أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا أن أصلح وأفتد بها من ماله - فهذا مال أبي عبد اللـه - .
2 - وجاء إليه رجل وقال : لقد سمعت أنك تفعل في عين زياد - وكان ذلك اسم قرية له - شيئاً أحب أن أسمعه منك .
فقال (ع) : “ نعم كنت آمر إذا أدركت الثمرة أن يثلم ( أي يشق ويهدم ) في حيطانها الثلم ليدخل الناس ويأكلوا . وكنت آمر أن يوضع بنيات يقعد على كل بنية عشرة ، كلما اكل عشرة جاء عشرة أخرى يلقي لكل منهم مدّ من رطب ، وكنت آمر لجيران الضيعة كلهم الشيخ والعجوز والمريض والصبي والمرأة ومن لا يقدر أن يجيء فيكال لكل إنسان مدّاً فإذا أوفيت القوام والوكلاء آجرتهم وأحمل الباقي إلى المدينة ففرقت في أهل البيوت والمستحقين على قدر استحقاقهم ، وحصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار وكان غلتها أربعة آلاف دينار “ (2).
يعني ذلك أنه كان يصرف تسعة أعشار تلك الضيعة في الوجوه الخيرية بينما يجعل لنفسه عشراً واحداً منها فقط .
3 - وينقل هشام بن سالم أحد أصحاب الإمام البارزين فيقول : كان أبو عبد اللـه إذا اعتم - أي أظلم - وذهب من الليل شطره أخذ خناً فيه لحم وخبز ودراهم فحمله على عنقه ثم ذهب إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه .
فلما مضى “ وتوفي “ أبو عبد اللـه فقدوا ذلك ، فعلموا أنه كان أبا عبد اللـه (3) .
4 - يحدّث الهياج البسطامي عن كرم الإمـام فيقول : كـــــان أبو عبد اللـه ينفق حتى لا يبقى شـــــيء لعيالـــــه (4) .
5 - وقال بوابه المصادف : كنت مع أبي عبد اللـه بين مكة والمدينة فمررنا على رجل في أصل شجرة وقد ألقى بنفسه فقال (ع) مل بنا إلى هذا الرجل ( أي إعدل الطريق إلى جانبه ) فإني أخاف أن يكون قد أصابـــه العطش ، فملنا إليه فإذا هو رجل من النصارى طويل الشعر ، فسأله الإمام : عطشان أنت ؟ فقال : نعم فقال الإمام : إنزل يا مصادف فاسقه ، فنزلت وسقيته ثم ركب وسرنا ، فقلت له : هذا نصراني أفتصرف على نصراني ؟
فقال : نعم إذا كانوا بمثل هذه الحالة (5) .
6 - كان مريضاً ذلك النهار الذي دخل عليه الشاعر الملهم اشجع السلمي فجلس إليه يسأل عن أحواله فقال له الإمام (ع) تعدّ عن العلة واذكر ما جئت له .
فقال الشاعر :
ألبســك اللــه منه عـافيـــــة في * نومــك المعــــتــري وفـي أرقــك
يخرج مـن جسمـك السقام كمــا * أخــــــرج ذل الســؤال مـن عنقـك
فقال الإمام : يا غلام أي شيء عندك ؟
قال : أربعمائة . قال : أعطها لأشجع .
7 - وبعث إلى ابن عم له من بني هاشم صرَّة بيد أبي جعفر الخشعمي - وكان من وراته الموثوقين - فأمره بأن يكتمه عنه . فلما جاء إلى الهاشمي وأعطاه ، قال : جزاه اللـه خيراً ، ما يزال كل حين يبعث بها فنعيش به إلى عام قابل ، ولكني لا يصلني جعفر بدرهم مع كثرة ماله .
وحينما حضرته الوفاة أمر بسبعين ديناراً لابن عمه الحسن بن علي الأفطس ، فقيل له : أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة ليقتلك ؟
فقال عليه السلام : ويحكم أما تقرأون :
{ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ اللـه بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ } (الرعد /20)
“ إن اللـه خلق الجنة فطيَّبها وطيَّب ريحها ليوجد من مسيرة ألف عام ، ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم “ (6) .
2) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : ( ج 2 ، ص 53 ) .
(3) الإمام الصادق - محمد أبو زهرة : ( ص 81 ) .
(4) المصدر : ( ص 81 ) .
(5) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : ( ج 4 ص 38) .
(6) تجد هذه الأخبار كلها في كتاب الإمام الصادق للعلاَّمة المظفر في ( ص 352- 255 ) .
اللهم صل على محمد وال محمد
🍃🦋🍃🦋🍃🦋🍃🦋🍃🦋🍃
1 - قال سعيد بن بيان : مرَّ بنا المفضل بن عمر - أنا وأخت لي - ونحن نتشاجر في ميراث فوقف علينا ساعة ثم قال لنا : تعالوا إلى المنزل ، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم دفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منا صاحبه قال المفضل : أما إنها ليست من مالي ولكن أبا عبد اللـه الصادق أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا أن أصلح وأفتد بها من ماله - فهذا مال أبي عبد اللـه - .
2 - وجاء إليه رجل وقال : لقد سمعت أنك تفعل في عين زياد - وكان ذلك اسم قرية له - شيئاً أحب أن أسمعه منك .
فقال (ع) : “ نعم كنت آمر إذا أدركت الثمرة أن يثلم ( أي يشق ويهدم ) في حيطانها الثلم ليدخل الناس ويأكلوا . وكنت آمر أن يوضع بنيات يقعد على كل بنية عشرة ، كلما اكل عشرة جاء عشرة أخرى يلقي لكل منهم مدّ من رطب ، وكنت آمر لجيران الضيعة كلهم الشيخ والعجوز والمريض والصبي والمرأة ومن لا يقدر أن يجيء فيكال لكل إنسان مدّاً فإذا أوفيت القوام والوكلاء آجرتهم وأحمل الباقي إلى المدينة ففرقت في أهل البيوت والمستحقين على قدر استحقاقهم ، وحصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار وكان غلتها أربعة آلاف دينار “ (2).
يعني ذلك أنه كان يصرف تسعة أعشار تلك الضيعة في الوجوه الخيرية بينما يجعل لنفسه عشراً واحداً منها فقط .
3 - وينقل هشام بن سالم أحد أصحاب الإمام البارزين فيقول : كان أبو عبد اللـه إذا اعتم - أي أظلم - وذهب من الليل شطره أخذ خناً فيه لحم وخبز ودراهم فحمله على عنقه ثم ذهب إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه .
فلما مضى “ وتوفي “ أبو عبد اللـه فقدوا ذلك ، فعلموا أنه كان أبا عبد اللـه (3) .
4 - يحدّث الهياج البسطامي عن كرم الإمـام فيقول : كـــــان أبو عبد اللـه ينفق حتى لا يبقى شـــــيء لعيالـــــه (4) .
5 - وقال بوابه المصادف : كنت مع أبي عبد اللـه بين مكة والمدينة فمررنا على رجل في أصل شجرة وقد ألقى بنفسه فقال (ع) مل بنا إلى هذا الرجل ( أي إعدل الطريق إلى جانبه ) فإني أخاف أن يكون قد أصابـــه العطش ، فملنا إليه فإذا هو رجل من النصارى طويل الشعر ، فسأله الإمام : عطشان أنت ؟ فقال : نعم فقال الإمام : إنزل يا مصادف فاسقه ، فنزلت وسقيته ثم ركب وسرنا ، فقلت له : هذا نصراني أفتصرف على نصراني ؟
فقال : نعم إذا كانوا بمثل هذه الحالة (5) .
6 - كان مريضاً ذلك النهار الذي دخل عليه الشاعر الملهم اشجع السلمي فجلس إليه يسأل عن أحواله فقال له الإمام (ع) تعدّ عن العلة واذكر ما جئت له .
فقال الشاعر :
ألبســك اللــه منه عـافيـــــة في * نومــك المعــــتــري وفـي أرقــك
يخرج مـن جسمـك السقام كمــا * أخــــــرج ذل الســؤال مـن عنقـك
فقال الإمام : يا غلام أي شيء عندك ؟
قال : أربعمائة . قال : أعطها لأشجع .
7 - وبعث إلى ابن عم له من بني هاشم صرَّة بيد أبي جعفر الخشعمي - وكان من وراته الموثوقين - فأمره بأن يكتمه عنه . فلما جاء إلى الهاشمي وأعطاه ، قال : جزاه اللـه خيراً ، ما يزال كل حين يبعث بها فنعيش به إلى عام قابل ، ولكني لا يصلني جعفر بدرهم مع كثرة ماله .
وحينما حضرته الوفاة أمر بسبعين ديناراً لابن عمه الحسن بن علي الأفطس ، فقيل له : أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة ليقتلك ؟
فقال عليه السلام : ويحكم أما تقرأون :
{ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ اللـه بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ } (الرعد /20)
“ إن اللـه خلق الجنة فطيَّبها وطيَّب ريحها ليوجد من مسيرة ألف عام ، ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم “ (6) .
2) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : ( ج 2 ، ص 53 ) .
(3) الإمام الصادق - محمد أبو زهرة : ( ص 81 ) .
(4) المصدر : ( ص 81 ) .
(5) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : ( ج 4 ص 38) .
(6) تجد هذه الأخبار كلها في كتاب الإمام الصادق للعلاَّمة المظفر في ( ص 352- 255 ) .
تعليق