السؤال: البعض لا يتصّور منع عمر من كتابة نص الخلافة
نحن الشيعة الإثني عشرية نعتقد بان الخليفة يجب ان يكون من الله حتما ...
طيب كيف يمنع عمر النبي صلى الله عليه وآله من كتابة الكتاب يوم رزية الخميس !
علما بان الخلافة من الله، فاذا منع عمر النبي صلى الله عليه وآله كانه منع الله
فاذا سالني المخالف هذا السؤال كيف ارد عليه ؟
وشكراً
الجواب:
يجاب على هذا السؤال نقضاً وحلاً:
أما نقضاً فنقول: إذن كيف قتل الناس الأنبياء والقتل أشد من منع كتابة كتاب فهل معناه أنهم قتلوا..
نعم، يمكنك أن تقول إن هذا الفعل كأنه رد على الله برده على رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحيلولة بينه وبين كتابة الكتاب المذكور. وهذا المعنى صحيح ولا محذور فيه..
وحلاًّ: إن الظاهر من الروايات الواردة في رزية يوم الخميس أن كتابة هذا الكتاب لم تكن على نحو الوجوب المطلق،وإنما كانت على نحو الوجوب المشروط، بمعنى ان كتابة هذا الكتاب كانت معلّقة على قبوله والالتزام به، وعندما حصلت المعارضة والممانعة من البعض، وظهر القدح بأهلية النبي (صلى الله عليه وآله) واتهامه بالهجر انتفى الوجوب في كتابة هذا الكتاب، خشية المحذور الأكبر بأن يطال هذا القدح النبوة نفسها، وتبدأ حالة التشكيك بأصل النبوة والرسالة، الأمر الذي يعني الدخول في فتنة أكبر من فتنة التنازع واللغط الذي أُثير في حجرة النبي (صلى الله عليه وآله).. ومن هنا سارع النبي (صلى الله عليه وآله) إلى إخراجهم من حجرته وصرّح لهم (بأنه لا ينبغي عند نبي تنازع)،خشية أن يطال هذا النزاع أصل النبوة نفسها، أو مفاصل مهمة منها كان قد أرساها النبي (صلى الله عليه وآله) سابقاً.
وإلا لو كانت كتابة هذا الكتاب واجبة مطلقاً ـ سواء رضي السامعون بذلك أم لم يرضوا ـ لكتب النبي (صلى الله عليه وآله) هذا الكتاب ولم يهمه في ذلك لغط اللاغطين أو نزاع المتنازعين..
وعلى آية حال.. لا نرى وجهاً للاستغراب من فعل عمر في هذه الواقعة وتوجيهه تلك الكلمة القاسية ((يهجر)) للجناب الأقدس (صلى الله عليه وآله)، فقد إعتاد عمر هذه التصرفات مع النبي (صلى الله عليه وآله) وليس تشكيكه بنبوة النبي (صلى الله عليه وآله) في صلح الحديبية أو جذبه النبي (صلى الله عليه وآله) من ثوبه عند صلاته على عبد الله بن أبي بأقل فظاعة وشناعة من هذا الفعل!!
تعليق على الجواب (1)
نعم وجوب مشروط ولكن بقبول الصحابة , يعني استشارة لاصحابة, والا اي عاقل يقول ان رسول الله يشترط قبول خمسة او ستة من المنافقين - حسب رأيكم -
سيقولون لا, حتما.
وحكايتكم قتل الانبياء هذه غير مقبوله لان رسول الله هو خاتم النبيين وله وضع خاص واحكام خاصه فقد انقطع الوحي بعده, ولايمكن ان يجعل الله اموامره تحت مزاج خمسه او سته ان شاؤوا قبلو وان لم يشاؤوا رفضوا.
سبحانك هذا بهتان عظيم
الجواب:
قد ذكرنا لك سابقاً أن الواقعة لا يظهر منها عملية إستشارة لأن عمر يصور النبي (صلى الله عليه وآله) بأنه يهجر والنبي (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك يطردهم ويقول لهم لا ينبغي الاختلاف عند النبي فلو كانت عملية استشارة لقبل الرسول الإختلاف لأن في كل استشارة لا بد أن يحصل الإختلاف.
ونحن لم نقل أن كتابة الكتاب كانت مشروطة بقبول خمسة أو ستة بل قلنا أنه كتابة الكتاب معلقة على قبوله والالتزام به بمعنى الالتزام به من الجميع ولما حصل الاختلاف من البعض كشف ذلك عن عدم قبول الجميع وهذا سيؤدي إلى الإختلاف بالنبوة لذا أعرض عنه.
وأما اعتراضك على الدليل الذي ذكرنا فلم يظهر لنا وجهه فنحن قلنا أن الكتاب كان مشروطاً بقبول الجميع لا قبول خمسة أو ستة كما تريد تصوير ذلك . بل أن الكتاب كان مشروطاً بقبول الجميع بحيث لا يكون من كتابته نقضاً للغرض وباباً للطعن بصحة القرآن فإن إصرار النبي (صلى الله عليه وآله) على كتابته وإصرارهم على أنه يهجر (أعوذ بالله) فتح لباب التهمة إلى القرآن فإنهم سوف لا يألون جهداً من أجل الوصول إلى غايتهم من إتهام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكل الوحي ولا يقتصرون على اتهامه بهذا البعض من الوحي بخصوص الكتاب ولذا أعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله). فهذا هو الشرط المقرون بكتابة الكتاب وهو شرط عقلي لازم لو فهمته !!
تعليق على الجواب (2)
قد ذكرت لكم ان النبي لم يقيمهم لمجرد الاختلاف وانما لوجود التنازع وكثرة اللغط والا فما ذنب الموافقون على الكتاب يطردهم
ثم اكان رسول الله ينكر عليهم التنازع وكثرة اللغط ويترك انكار المنكر الاكبر وهو عصيان اوامره
يعني هل ينكر المنكر الاخف ويترك المنكر الاشد مثل من يشاهد شخص في نهار رمضان يدخن فيقول له لا ينبغي لك التدخين فانه مضر بالصحة ولا ينكر عليه افطاره
هل يجوز مثل ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتفسيركم للكتاب انه سيؤدي للتشكيك في القران فهو ناجم عن سوء ظنكم بصحابة رسول الله واعتقاد نفاق اكثرهم واعتقاد ان هؤلاء المنافقين هم من لهم الحل والعقد والتاثير والطاعة لهم من جميع المعاصرين
وهذا نحن لا نقول به ويشهد الله اننا قلنا ذلك بما علمناه من القران ومن سيرة رسول الله
الجواب:
في كلامك الأخير تريد القول أن الدعوة لكتابة الكتاب كانت إستشارة ولم يكن على سبيل الوجوب, في حين الذي يقرأ ما ذكره البخاري ج1 ص37 من حديث ابن عباس يفهم خلاف ذلك, فابن عباس يقول الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين كتابه, فابن عباس لم يفهم أن الأمر استشارة وإلا لما قال الرزية كل الرزية, وكذلك لم يفهم من ذلك غير الوجوب وإلا لما قال كلمته تلك.
ثم كيف لا يكون الأمر وجوبياً وليس للاستشارة, وفيه أمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإحضار الكتاب وأن بكتابة هذا الكتاب لا يحصل الضلال؟!
ثم لماذا يطردهم من عنده؟! وهل حصلت حالات طرد من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وهل حصل من إنسان عادي فضلاً عن كونه نبياً أن يستشير أحداً والاستشارة تعني ذكر آراء متعددة ثم بعد ذلك يقوم هذا الشخص بطردهم ويقول لهم لماذا اختلفتم في رأيكم, هل يعقل ذلك من إنسان فضلاً عن النبي (صلى الله عليه وآله)؟!.
أن ما تطرحه من رأي بعد ما يقارب الألف والأربعمائة سنة من الهجرة على أن الأمر كان استشارة على خلاف فهم من عاصر الحادثة كأبن عباس وخلاف الظهور الواضح للغة العربية الواردة في الروايات التي نقلت الحادثة وخلوها بالمرة من لفظة استشارة أو مداولة والقرآئن الحافة من فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أنه كان أمراً من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
إن رأيك لا يعدوا كونه سقاعة وعصبية لا غير!!
تعليق على الجواب (3)
جوابا على رسالتكم الاخيره
اقول انه لو سلم ان ابن عباس رضي الله عنه يرى ان الكتاب واجب فهو اجتهاد من ابن عباس وهو معارض باجتهاد مثله ولاشك ان من عاصر الحادثه هو افقه بقول رسول الله ومراده من الكتاب
وابن عباس لايذهب لتفسيركم للحادثه فعملوم عنه حبه وتقديمه للشيخين رضي الله عنهما فلم يفهم من الكتاب انها مؤامرة على الدين كما تذهبون اليه
وبخصوص كون الكتاب لن يحصل بعده ضلال نجد ان الالفاض دائرة بين ( لن تضلوا ) و (لا تضلون ) و ( ولا تضلوا ) وبينهما فرق اذ لو كانت الاخيره وقد وردت في الصحيح ايضا فهي بمعنى النهي عن الضلال وليست خبرا
ولكن لو سلم انها خبر فنعود لاصل السؤال المشكل لديكم ولم اجد له اجابه مقنعه عندكم وهو اذا كان الكتاب بهذه الاهمية فلماذا لم يكتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولماذا يشرط بقبول الجميع مؤمنين ومنافقين وهل سيسلم من المعارضه خصوصا من المنافقين الذين من المعلوم انهم يريدون الضلال للامة ولن يقبلوا به قطعا ومن هم حتى يصبح لديهم حق النقض ( الفيتو ) لاوامر الله ورسوله
اما قول رسول الله قوموا فهي بسبب انه لاينبغي عند نبي تنازع والتنازع غير الاختلاف
ويدل على ذلك ان رسول الله لم ينكر عدم الاستجابه لامره ( وانكار المنكر واجب ) وانما انكر التنازع
فهل يجوز على النبي ان ترك انكار عدم الاستجابة لامره ويذهب لينكر التنازع باقامة الجميع من عنده والتسوية بينهم
فلو كان قوله امراً لاثنى على من استجاب ولاشتد نكيره على من رفض هذا الامر الواضح ولما استجاب لهم في منعه وهو معصوم عن ان يستجيب لهم
لا ان يسوي بينهم في الحكم وما ذنب الذين راو كتابة الكتاب الا انهم استجابوا لامر الله
يتضح من هذا ان الامر لم يكن على سبيل الوجوب واي منكر في ذلك وقد قال تعالى (( وشاورهم في الامر ))
وهذا ليس تعصبا وانما ثقة بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم
الجواب:
أولاً: ابن عباس ممن عاصر الحادثة لا كما يظهر من كلامك من أنه لم يكن معاصراً.
ثانياً: من هو الشخص الذي هو افقه من ابن عباس حبر الأمة والمرجوع إليه في المعضلات والذي جعلته مجهولاً كيف يقدم قول هذا المجهول على من دعا له النبي بأن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل. ثم أين هو هذا القول بالاستشارة من قبل من تدعيهم.
ثالثاً: ابن عباس عندكم يحب الشيخين، ولكن عندنا ابن عباس من الموالين لأمير المؤمنين ومن خلص أصحابه، وقد ولاه على بعض الأمصار.
رابعاً: ابن عباس من المدافعين عن حق أمير المؤمنين في الخلافة وما تنسبه إليه من أنه لم يفهم أن هناك مؤامرة من افتراءاتك وإلا فما معنى قوله الرزية كل الرزية، وتبل دموعه الحصى لو لم يكن الأمر رزية كما وصفها.
خامساً: من أقبح المحاولات لاضلال الآخرين أن تفترض أن المراد من (لا) في الحديث الناهية وليست النافية وتجاهلت عمداً ورودها في صحيح البخاري ج4ص31 ومسلم ج5ص71 بصيغة (لن تضلوا) التي ليس فيها مجال للنهي دون النفي وبصيغة (لا تضلون) كما في صحيح مسلم ج5ص76 والتي ليس فيها مجال للنهي أبداً.
سادساً: لابد أن تصل معنا من خلال هذه الأحاديث الصحيحة أن الرسول أراد أن يكتب كتاباً ثم عدل عن ذلك بسبب المعارضة بل طريقة المعارضة التي حصلت بين الصحابة كما فهم ذلك الصحابة والتابعون وعلماء المذاهب جميعاً واتيت أنت بهواك تريد أن تلوي عنان الكلمات لتقول أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يرد أن يكتب كتاباً مخالفاً بذلك عقلاء القوم وعلماءهم مستدلاً بالنتيجة التي حصلت من عدم كتابة الكتاب، وبذلك جعلت النبي كالآلة إذا أراد شيئاً لابد أن يستمر بها إلى النهاية دون أن يكون هناك تغيير حتى لو كان كتابه الكتاب لا تنفع بل ستضر وتحتم عليه أن يكتب الكتاب، بل جعلت ذلك حتماً على الله تعالى من عدم الإيحاء لرسوله إلا بشيء واحد لا يقبل التغيير أما كتابة الكتاب وأما عدم كتابة الكتاب ولا مجال عندك لأن يكون كتابة الكتاب مشروطاً بحصول النفع من وراء كتابته وإذا حصل الاختبار وتبين عدم النفع تبقى أنت مصراً على كتابة الكتاب.
ولا تعير أدنى التفاتة إلى ما كان يحدث لو كتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكتاب وأصرّ عمر ومن معه على أنه كان هذياناً من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبالتالي طعناً بالنبوة ورداً للوحي والقرآن، لأن سيجوز عليه الهذيان وبذلك نقض لغرض الرسالة وهدم لها، وهذه مصيبة أعظم بمرات من مصيبة منع الكتاب؟!
سابعاً: من عجيب أمرك أنك تفرق بين التنازع والاختلاف فتجعل ما حصل تنازع وليس اختلاف ولذلك طردهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأجل التنازع والإّ فبالاختلاف لا يحق لرسول الله طرد الأشخاص على أساسه ومع ذلك لا تقبل من رسول الله أن يغير من قراره بكتابة الكتاب، فعملية التنازع قد حصلت بين الصحابة، لأن الطرد قد حصل فعلاً فهل من الصحيح الاستمرار بكتابة الكتاب حتى لو جرىالأمر إلى خروج بعض الصحابة عن الدين واتهام الرسول (صلى الله عليه وآله) بالهجر؟!
ثامناً: لقد سقط الأمر بعدم حصول شرط كتابة الكتاب وبوصفه بأنه يهجر الذي تطور إلى خلاف بينهم والسبب هو ليس اختلاف الصحابة فيما بينهم أولاً وبالذات بل حيلولة بعضهم من كتابة الكتاب ومن شروط إنكار المنكر هو التأثير على السامعين والاستجابة للنهي وأما مع عدم الاستجابة فيسقط النهي عن المنكر كما هو مقرر في محله في كتب الفقه فلا مورد أذن للنهي عن المنكر بالتصور الذي تريده وأن كان نفس طرد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لهم كافٍ في البين وأما العقوبة المادية كالقتل مثلاً فهو مما لم يسع له وقت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن انتقل إلى ربه.
تاسعاً: لا يمكن الفصل بأن عملية الطرد هي للتنازع فقط دون عدم إحضارهم للدواة والكتف، لأن إمتناعهم لهم وقولهم أنه يهجرـ أعوذ بالله، أساس الحادثة فكانت من المنكر الذي هو أشد تأثيراً من الكلام واختيار الأسلوب الأشد وهو الطرد يدل على عدم نفع الكلام معهم، لأنه لا يجوز في النهي عن المنكر الانتقال من المرتبة الأضعف إلى المرتبة الأشد، إلا مع عدم نفع المرتبة الأشد وافتراضك أن الطرد كان للتنازع فقط دون الردع عن عدم إتيانهم بالدواة والكتف، تأويل للحديث حسب أهواءك ورغباتك.
عاشراً: ليس هناك ذنب للذين أرادوا كتابة الكتاب، وإنما الذنب ذنب الذين منعوا منه، وما كان من أولئك المطيعين لأمر رسول الله إلا أن صبروا على عدم كتابة الكتاب وبالتالي حصول الضلال للأمة وسينالون جزاءهم على صبرهم ذاك وسيتحمل من حال بين رسول الله وبين كتابة الكتاب الوزر كاملاً على إضلال الأمة.
الحادي عشر: بعد كل هذا هل ما تزال مصراً على أن الأمر شورى، وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ برأي من يقول له أنك تهجر!!.
الثاني عشر: كيف لا يكون جوابك تعصباً لمذهبك وأنت تنطلق من قناعاتك المسبقة وتريد تحميلها للنصوص، حتى لو أقتضى الأمر الإساءة إلى حبر الأمة وترجمان القرآن، وإذا أقتضى الأمر مخالفة قواعد اللغة العربية واعتبار دلالتها ناهية وليست نافية أو حتى لو اقتضى الأمر الإساءة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بالقول بأنه يهجر والهدف هو الوصول إلى عدم الإساءة لعمر وتنزيهه والبقاء على حالته القدسية عندكم!!
الثالث عشر: ليس لأحد حق النقض الفيتو، ولكن الله أعطى للإنسان حق الاختيار، فِأن شاء أن يؤمن وأن شاء أن يعصي، ويكفر، وقد أختار هؤلاء الذين ردوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمره أن يعصوا ويكفروا فلا يجبرهم (صلى الله عليه وآله) على الإيمان وهذا مفاد آيات كثيرة في القرآن، فراجع.
الرابع عشر: لقد ورد النهي عن النبي من الصلاة عليه الصلاة البتراء وهي أن تصلي عليه دون أن تصلي على آله، وهذا يكشف عن عدم حبك لأهل بيته الأطهار.
موقع مركز الابحاث العقائدية