السؤال: استئذان الملائكة لنصرته (عليه السلام) غير قادح في عصمته الملائكة
هل صح السند لرواية .. نزول الملائكة لنصرة الحسين (ع) ؟؟ ولو صحت ألا ينافي ذلك العصمة للملائكة ؟ وكيف يكون الإذن وهو عليه السلام سيُقتل ؟
يروي الشيخ الصدوق, بسنده عن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق عليه السلام: (إن أربعة آلاف من الملائكة استأذنوا الله تبارك وتعالى يوم عاشوراء لنصرة الحسين عليه السلام وما زالوا يستأذنون حتى أذن لهم فهبطوا إلى كربلاء فلم يدركوه وكان الحسين عليه السلام قد قتل)
تساؤلي : عن المقطع عن الإلحاح والإذن بعد ذلك وهم في علم الله لن ينصروه والعصمة... وما زالوا يستأذنون حتى أذن لهم فهبطوا إلى كربلاء فلم يدركوه ..
الرواية تقول إنهم ما زالوا عند قبر الحسين عليه السلام ينتظرون قيام القائم عليه السلام.
هذه الرواية تقول أيضاً: (إنهم عند قبره يبكونه ورئيسهم مَلَك يقال له منصور فلا يزوره زائر إلاّ استقبلوه, ولا يمرض إلاّ عادوه ولا يموت إلاّ صلوا على جنازته, واستغفروا له بعد موته, وينتظرون قيام القائم عليه السلام فإذا خرج كانوا من أنصاره)
أمالي الصدوق: ص737/ ح 1005/ 7
الجواب:
الرواية التي ذكرتها ذكرها الصدوق في أماليه هكذا: ابن الوليد عن ابن مثيل, عن ابن أبي الخطاب, عن موسى بن سعدان, عن عبد الله بن القاسم, عن عمر بن أبان الكلبي عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: إن أربعة الاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي عيه السلام فلم يؤذن لهم في القتال, فرجعوا في الاستئذان وهبطوا وقد قتل الحسين عليه السلام فهم عند قبره شعث غبر يبكونه الى يوم القيامة, ورئيسهم ملك يقال له: منصور.
ومثله في كامل الزيارات عن جعفر بن محمد الرزاز عن ابن أبي الخطاب, وهذا الحديث ضعيف سندا وذلك لورود جملة من الضعفاء فيه ومنهم ابن أبي الخطاب. ولكن على فرض صحته لتعدد الطرق في هذا المضمون فهو غير قادح بعصمة الملائكة لأنهم لم يرتكبوا خطأ بطلبهم الإذن للقتال مع الحسين عليه السلام وان لم يعرفوا مقتضى الحكمة والتقدير الالهي المرتبط بقتله صلوات الله عليه ليهلك فيه قوم ويسعد به آخرون.
أما الرواية الاخرى التي ذكرتها بالمعنى في ذيل سؤالك فلا اشكال فيها لو صحت وهي مقبولة عند الشيعة ومندرجة في روايات (من بلغ), وإن كان سندها أيضا لا يخلو من ضعف.
مركز الابحاث العقائدية
تعليق