دورالقيم المعنوية فيالتربية من خلال ارشادات أهل البيت(عليهم السلام) الحلقة 4
الموضوع مستل من كتابي (( المنهج التربوي عند اهل البيت عليهم السلام )) مع الاختصار
أولاً : قراءة القرآن الكريم
القرآن الكريم أحد وسائل الارتباط بالله تعالى ، وهو نور يستضيء به الإنسان ، ففيه منهاج شامل للبشرية جمعاء يعين الانسان على الاستقامة والتقيد بالموازين الصالحة والضوابط السلوكية السليمة.
قال أمير المؤمنين(عليه السلام): « كفى بالقرآن داعياً »([1]).
وقال(عليه السلام): « القرآن أفضل الهدايتين ».
وقال(عليه السلام): « ما جالس أحد هذا القرآن إلاّ قام بزيادة أو نقصان ; زيادة في هدىً ، أو نقصان في عمىً »([2]).
والقرآن الكريم شفاء من جميع الأمراض والعلل النفسية التي تؤدي غالباً الى الانحراف كالوسوسة والقلق والحيرة ; لأنّه يوصل القلب بمنعم الرحمة والرأفة فيسكن ويطمئن ويستشعر الحماية والأمن.
قال أمير المؤمنين(عليه السلام): « أحسنوا تلاوة القرآن فانّه أنفع القصص واستشفوا به فانّه شفاء الصدور »([3]).
وقال الامام موسى الكاظم(عليه السلام): « في القرآن شفاء من كل داء »([4]).
وقراءة القرآن تجعل أجواء المنزل وأجواء الأسرة أجواءً روحانية تتسامى فيها النفوس وتتوجه نحو الاستقامة والصلاح.
قال أمير المؤمنين(عليه السلام): « البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عزّوجلّ فيه ، تكثر بركته ، وتحضره الملائكة ، وتهجره الشياطين ، ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض ، وإنّ البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله عزّوجلّ فيه ، تقلّ بركته ، وتهجره الملائكة ، وتحضره الشياطين »([5]).
ثانياً : الدعاء
الدعاء يجعل الانسان مستشعراً للارتباط بمنعم الوجود والرحمة والرعاية ، وبه تطمئن النفس ويستريح القلب ، ويبقى في علاقة متواصلة مع القوة المهيمنة على الحياة بأسرها ، والتي تحيط به وتراقبه باستمرار.
وبالدعاء يرتقي الانسان في سلم الصلاح والاستقامة ويبتعد عن الانحراف ، وخصوصاً حينما يتمرّن على طلب العون من الله تعالى لاصلاح نفسه وانقاذها من الانحراف والرذيلة.
والدعاء بنيّة خالصة كفيل بتسامي الانسان وتكامله الروحي والخلقي ، وهذا الأمر لا يحتاج إلى برهان ، لأنّ فيه تجتمع جميع العوامل المساهمة في السمو والتكامل ومنها:
1 ـ الرغبة في الصلاح والسمو والتكامل.
2 ـ طلب العون من الله تعالى.
3 ـ استجابة الله تعالى لطلب عبده ، لاخلاصه في الطلب ، وانسجام طلبه مع المنهج الالهي.
قال الإمام محمد الباقر(عليه السلام): « لا والله لا يلحّ عبد مؤمن على الله عزّوجلّ في حاجته إلاّ قضاها له »([6]).
والدعاء شفاء من كل داء ، وخلو النفس من الداء يسهم في اصلاحها وتقبلها للارشاد والتوجيه الصالحين.
قال الإمام الصادق(عليه السلام): « عليك بالدعاء ، فإنّ فيه شفاءً من كلّ داء »([7]).
وأكّد أهل البيت(عليهم السلام) على المداومة على الدعاء فهو بنفسه اصلاح للنفس والضمير وتهذيبهما ، وقد اثبتت التجارب التربوية انّ الأحداث الذين ترعرعوا في أجواء مليئة بذكر الله بالدعاء وغيره أكثر استقامة من غيرهم وأقل انحرافاً.
([1]) تصنيف غرر الحكم : ص 110.
([2]) المصدر السابق: ص 111.
([3]) المصدر السابق: ص 112.
([4]) مكارم الأخلاق / الطبرسي : ص 363.
([5]) الكافي 2 : 610.
([6]) الكافي 2 : 475.
([7]) مكارم الأخلاق: ص 271.